خسائر معتبرة في الثروة الحيوانية والنباتية .
يتزامن موسم الاصطياف لهذا العام في الجزائر مع موجة الحرائق التي ترتفع بشكل رهيب منذ الفاتح جوان لتشمل عدة مناطق كقسنطينة ، تيزي وزو ،بجاية ، البليدة ،البويرة.
شيخاوي سمية – بسام هاجر
حصيلة ثقيلة مقارنة بالعام الماضي
عرف عدد الحرائق هذا العام ارتفاعا قياسيا،حيث تم تسجيل مستويات اكبر من الأعوام الماضية خاصة العام الفارط فقد سجلت عن ما لا يقل عن حرق 200 شجرة مثمرة في البويرة و5 هكتارات من القمح والشعير في تيسمسيلت و990 هكتار من الغابات بعين دفلى ،واشتكى سكان مدينة تيبازة من انقطاع الكهرباء جراء الحرائق التي أتلفت 17 هكتار من الأراضي حسب تصريحات مديرية الغابات للإذاعة الوطنية
وفي إحصائيات حصرية للصباح الجديد، أكد رشيد بن عبد الله رئيس مكتب الحرائق والوقاية بمديرية المحافظة على الغابات الجزائر العاصمة أنهم سجلوا منذ الفاتح جوان 2019:
997 حريق بمساحة تقدر بـ 6481 منها 22بالمائة غابات ، 30بالمائةأدغال ، 48بالمائة أحراش ،أي بمعدل 17 حريق يوميا
العامل البشري أكثر مسبب للحرائق
صرح رئيس مكتب الوقاية و مكافحة الحرائق أن الإهمال البشري هو أول مسبب للحرائق وقد تكون الأهداف إجرامية مثل حرق الفلاحين للغابات بهدف الحصول على العديد من الأخشاب أو توفير مساحات للزراعة.
إلى جانب عدم مراجعة الإجراءات الأمنية وعمليات الصيانة الخاصة بالأعمدة الكهربائية و ظاهرة الاحتباس الحراري ، وفي سؤالنا له عن ما يروج في بعض المنصات التفاعلية عن إمكانية افتعال الحرائق لبيع الفحم تزامنا مع عيد الأضحى ،استبعد الأمر وأكد أنه خشب محروق لا يصلح لاستعمالات الفحم العادية واعتبره مضر بالصحة منددا بالتصرفات اللامسؤولة لبعض الأطراف المنتهزة التي تروج لمثل هذا النوع من الجرائم ضد البيئة
خسائر كبيرة من ثروة حيوانية و نباتية
صرح الملازم الأول للحماية المدنية عبدة يوسف لوسائل إعلامية أن 73 حريق ببجاية 18 منها تسببت بإتلاف 200 هكتار من الثروة الغابية ونفوق العديد من الحيوانات حيث سجلت تفحم عديد من قردة الماغو وغيرها من الحيوانات التي حاصرتها النيران ، حيث دمرت عدة هكتارات أدت للقضاء على أصناف عديدة من الحيوانات كالسلاحف والأرانب و الخنازير البرية وكذلك الأبقار لولا التدخل الأولي لمديرية الغابات بالبويرة ومنطقة تيكجدة .
وأدت الحرائق بولاية البليدة إلى وفاة رضيعة ذات السنتين وإصابة أربعة آخرين بعين الرمانة غرب الولاية أين أدى احتراق إلى اختناق الرضيعة بالغازات السامة فحسب تصريحات العائلة لوسائل إعلامية فإن الحريق نشب في وقت مبكر من فجر الخميس أين انتشرت النيران في محيط المنزل مما أدى إلى إصابة أربعة من أفراد العائلة تم إجلائهم إلى مستشفى موزاية ثم مصلحة الحروق بالدويرة
وبذات المنطقة و تحديدا بمنطقة الجلاطة بحظيرة الشريعة السياحية تم إجلاء 30 طفل وإصابة 3 أعوان بحروق و اختناقات حسب موقع إخباري ، إضافة إلى امتداد النيران في مناطق متفرقة بولاد عيش و الأربعاء أين قضى السكان ليلة بيضاء لإجلاء ممتلكاتهم
و أكد بن عبد الله أنه سجلت خسائر بشرية و إتلاف الثروة الحيوانية إضافة إلى توحل السدود و تشويه المناطق الطبيعية التي حسبه تأخذ عقودا لإعادة تجديد الغطاء النباتي بها
جهود ضخمة لم تشفع لإيقاف ألسنة اللهب
أكد ذات المتحدث رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق أنه قد تم إعداد مخطط وطني للتدخل بما فيه محور التوعية و التحسيس الذي يبدأ من الفاتح جوان إلى 31 أكتوبر كحملة توعوية بعنوان من أجل حماية غابتنا ،إضافة إلى مضاعفة الرقابة بأبراج المراقبة حيث أحصت 416 برج يتوزع عليهم 100 ألف عون مهتم بالحراسة والسهر على التبليغ حول الحرائق مع 485 فرقة منتقلة تضم 2355 عون للتدخل الأولي في حالة نشوب حريق ، بصهاريج بها من 60 ألف إلى 100 ألف لتر من الماء وفي حالة عدم السيطرة على الحريق يتم الاستنجاد بفرق الحماية المدنية التي سخرت شاحنات إطفاء تابعة لمديرية الولائية للحماية المدنية للدار البيضاء و شاحنات أخرى لوحدة التدخل و التدعيم وفي السياق نفسه تبذل المصالح الأمنية جهودا كبيرة في المساهمة في التحقيقات و كشف أسباب بموجب اتفاقية والتنسيق بينها و بين الحماية المدنية و مديرية الغابات
ضرورة التنسيق بين المصالح الأمنية ..
أكد بن عبد لله أن مديرة حماية الغابات تعمل بالتنسيق الدائم مع الحماية المدنية والدرك الوطني مؤكدا أيضا أن مصالح الحماية المدنية هو الشريك الأول لهم بصفتها تملك معدات اكبر لمحاصرة النيران إضافة إلى مساهمتهم في التحقيقات إلى جانب أيضا الحواجز الأمنية بالمرتفعات والغابات وإجلاء المصابين.