عام الحزن 2020م
ما أشبه اليوم بالبارحة … فمن رحمة الله أن نعيش مع النموذج ذاته، ومع الفصول ذاتها “مع الاحتفاظ بالفروق” في جائحة كورونا التي تتكرر اليوم فكل منا فقد عزيزا أو حبيبا أو سندا أو أو .
نقرأ في سنة النبي صلى الله عليه وسلم نجد تسمية عام الحزن فلماذا سمي بهذا الاسم :هو العام الذي فقد فيه الرسول -عليه الصلاة والسلام- اثنين من أهم من نصروه في دعتوه وتبليغ رسالته؛ إذ توَفّى الله فيه أبا طالب عم
الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وزوجته السيدة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، فحزن الرسول عليهما حزنًا شديدًا؛ لذا سُمي هذا العام بعام الحزن؛فالذي تسبب بحزنه عليه الصلاة والسلام موت عمه الذي كان بمثابة حصن
الدفاع عن الدعوة الإسلامية من تعدي السفهاء من مشركي مكة، ووفاة خديجةأم المؤمنين التي توفيت بعد ثلاثة أيام من وفاة أبي طالب، فهذه السيدةالفاضلة الكبيرة من نعم الله على رسوله الكريم؛ إذ شاركته في كل شيءواعطته كل شيء واسَتْه بمالِها. تراكم الأحزان على الرسول: واهتزت مشاعره وتألم على موتهما، ,وان الحزن كان من باب حبه لدعوته والإخلاص لها، ومن باب الوفاء. حكمة استنتجها العلماء في أحداث عام الحزن تتعلق بالاقتداءبرسولنا الكريم في صبره وتحمله الهم والحزن، ، فما جرى مع الرسول -وهوالأسوة الحسنة لنا- يعلمنا أنه لا بد من التحمل والصبر حتى ينال المؤمن ثواب ذلك من الله -عز وجل-، إذ قال الله في كتابه العزيز: {لَقَدْ كَانَ
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُواللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}لكن من رحمة الله أن نعيش مع النموذج ذاته، ومع الفصول ذاتها “مع الاحتفاظ بالفروق” في جائحة كورونا التي تتكرر اليوم فكل منا فقد عزيزا
أو حبيبا أو سندا أو أو ….. والتصدي لكافة المشاعر أو الأحاسيس السلبيةالتي تداخل النفس، وتمنعها من الشعور بالأمان والأمل وتعيش في دائرةاليأس والقنوط ….فرغم آثار الوباء وما خلفته من أحزان وآثار في العالم الا أن ديننا علمنا كيف نخرج من المحنة إلى المنحة :نحرج بثقافة صحيةوقائية قوية ، نتخرج من جامعة كورونا قيمة التضامن والتعاون وكيف يحافظ الأخ على أخيه …
وفي هذه الوقفة البسيطة نحاول أن نضع أيدينا على أبرز المحطات التي التقت تحريك إرادة الخير أي تحريك للطاقات الكامنة، ويريح النَّفس لقدأعطت جائحة كورونا انطلاقة جديدة بداية عهد جديد في العمل الاجتماعي
التطوعي التضامني وحب الخير وإرشاد الإنسان إلى كيفيّة التواصل مع الله سبحانه وتعالى ،و وضع مجموعة من الأساسيات والأخلاقيات لكيفيّة التعامل مع الآخرين بطريقةٍ تحكمها الاحترام، والمودّة، قال سيدنا محمد عليه
الصلاة والسلام (لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحب لنفسه) رواه البخاري ، ففي ذلك صلاحٌ المجتمع ،
وتعلو مظاهر حبّ الخير للناس. و حب الخير للناس هو سنة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وهو خير أسوةٍ للمسلمين، ومما يمثل أهمية هذا الخلق مايأتي: اكتمال الإيمان جعل الله سبحانه وتعالى حب الخير للناس أحد الدلائل على رسوخ الإيمان واكتماله عند المسلم، فعندما يحب الإنسان الخير لغيره تصبح أخلاقه عالية وسامية، ويكون متغاضياً عن الهفوات وصغائر الأمور.
القرب إلى الجنة بعمل الخير للآخرين يفوز الإنسان برضى الله تعالى، ويدخل الجنة من أوسع أبوابها، والدليل على ذلك ما روي عن رسول الله عليه السلام، حيث قال: (من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتدركه منيته
وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ويأتي إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه)[رواه أحمد]. اكتساب حب الناس عندما يحب الله سبحانه عبداً، يقذف حبه في قلوب المحيطين به، وبالتالي فإنّه سيسعد في حياته الدنيا، والآخرة. تعويد النفس على حب الخير الإلحاح على الله سبحانه وتعالى في الدعاء، وطلب العون منه، وذلك حتى يصبح الإنسان محبّاً لغيره. الدعاء للأقارب،والأصدقاء، والآخرين بالخير ورفع الغبن ورفع البلاء والوباء ،
بقلـــــــــــــــــــــــــــــــــم الأستاذ/قسول جلول
باحث وإمام مسجد القدس حيدرة