بقلم د.عمر بوساحة
ستقيم منظمة المرأة العربية تمثالا للمناضلة الرمز جميلة بوحيرد في القاهرة، تماما كما أقيمت تماثيل ومناسبات احتفائية ومكتبات علم لرموز جزائرية كثيرة في بقاع هذا العالم. تصاب بالأسى والإحباط لرموزنا التي لم نعرف قيمتها، فتبنتها شعوب عرفت وأكبرت نضالها من أجل الحرية وكرامة الإنسان، ورفع العبودية والجهل عليها. فليس عبثا أن يطالب مثلا محمد ديب بدفنه في فرنسا، ولا محمد أركون بدفنه في المغرب الشقيق. والقائمة طويلة كما يعرف الجميع. لقد أدرك هؤلاء بأن أهلهم لا يحسبون لهم أي حساب ولا يقدرون جهدهم وتضحياتهم، بل لا يعرفون قيمة الإنسان أصلا، فقرروا الرحيل إلى أراض أخرى، فإن هي لم تحتف بهم فعلى الأقل لن تشعرهم بالألم والأسى، فيغلقون على أنفسهم الأبواب كما فعلت السيدة جميلة بوحيرد ذات يوم حتى ظنَ الجميع حينها أنها ماتت شهيدة.
إن أردتم الحقيقة أشعر بأن أرواح الشهداء هي أيضا هجرتنا إلى سماء بعيدة حتى لا تصاب بالقرف من النظر في وجوهنا ووجوه الكذب والنفاق لرفاقها في الجهاد التي نست المواقف وتضحيات النساء والرجال. الشهداء الذين حلموا بجزائر الرقي والتقدم والأخوة، فتفاجؤوا بالنذالة ونكران الجميل.