ترأّس السيد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة، اليوم الإثنين 30 ديسمبر 2024 اجتماعاً لمكتب المجلس، موسّعاً لرؤساء اللجان الدائمة ورؤساء المجموعات البرلمانية والمراقب البرلماني، في أعقاب مشاركة مجلس الأمة، في أشغال الدورة غير العادية للبرلمان المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معاً، أمسٍ الأحد 29 ديسمبر 2024، بقصر الأمم، بنادي الصنوبر، بناءً على استدعاء السيد رئيس الجمهورية.
وفي هذا الصدد ؛ توجه مكتب مجلس الأمة الموسّع لرؤساء اللجان الدائمة ورؤساء المجموعات البرلمانية والمراقب البرلماني، برئاسة السّيد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة، ونيابة عن السيدات والسادة أعضاء مجلس الأمة يتوجّه بشكره الجزيل وتقديره الكبير، لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ولفحوى الخطاب “البيان” الذي ألقاه أمام ممثلي الشعب في غرفتي البرلمان، ويستبشر بالمعطيات الإيجابية الذي بذرت بذورها وأينعت، فضلاً عن النشاط الفعّال والمثمر الذي انبرت له مؤسسات الجمهورية وطال مختلف مناحي الحياة طيلة السنة الجارية، على الصعيدين الداخلي والخارجي..
وفي سياق ذي صلة ، أشاد مكتب مجلس الأمة الموسّع عالياً بفكرة الحوار الوطني الذي سيُطلقه السيد رئيس الجمهورية ويعتبره من نفائس الأفكار التي ستوشّح صدر الجزائر المنتصرة.. فإنه يشدّد بأنّ الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وجيشها الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني بحقّ وجدارة، درّة الأمة والوطن، ومعه كافة أسلاك الأمن متفطّنة لتلك الكيانات والدوائر، وما على مشربها التي وسمت نفسها زعيمة الحرية، وأتباعها ممّن يُعْرَفون بتكبّرهم عن الحق، وجهلهم بالحقائق، والتي تحاول مرّات تلو المرّات أن ترمي الجزائر بالتّهم الباطلة والتلفيقات التي يأباها القياس ويُبطلها البرهان.. ويؤكّد بأنّ الحقّ جليٌّ أَبْلَج، لَا تخفى مَعالِمُه، وأنّ لا خلاص ولا نجاة سوى بالاتحاد لدفع ما يعمُّ البلد من الخطر، في وقت يعيش فيه البعض منقلباً تاريخياً مزلزلاً وحالة فوران غير مسبوق.. ويحثّ الشعب الجزائري كافة على إيثار مصالح البلاد على كلّ مصلحة، وعلى رصّ بنيانه وتوثيق صلته وللنهوض بمعاضدة بعضه ببعض، وأن لا يتوانى فيما يوحّد جمعه ويجمع شتيته.. ويعرب عن مطلق يقينه من أنّ الشعب الجزائري شعبٌ ذو أنفة لا يبيع مِلّته بلُقمة ولا ذمّته برذال العيش..
من جهة أخرى قال بيان؛ مكتب مجلس الأمة الموسّع؛ ان خطاب رئيس الجمهورية ، كان حصيلةٌ تأتي في خضمّ الحركية التي يعرفها البنيان الوطني، والسياسات القويمة التي يضعها السيد رئيس الجمهورية، كان سانحةً دستوريةً للتذكير بمجهودات الدولة ومساعي السلطات العمومية، وبياناً للمكتسبات والمنجزات والتحدّيات كليِّها وجزئيِّها، ومناقشةً لحاضر البلاد وما لديها من عناصر القوة في صياغة الواقع السياسي والاقتصادي في الداخل وفي المنطقة؛ بما يكفل أمنها الغذائي والطاقوي والمائي ومستقبلها على المديين المتوسط والبعيد، ناهيك عن تحقيق الانتصار وبلوغ الأهداف المسطّرة، وفي طليعتها تنويع الاقتصاد ومواصلة محاربة الفساد والخضوع لسطوة العدل، وخلق الثروة ومناصب الشغل، ناهيك عن تعميق الممارسة الديمقراطية الحقّة بدءاً بالتعديل الوشيك لقانوني البلدية والولاية، يليها في وقت لاحق مراجعة قانوني الأحزاب السياسية والجمعيات، والقانون المتضمن التقسيم الإقليمي للبلاد..
كما يبرز مكتب مجلس الأمة الموسّع بأنّ خطاب التشخيص والتقويم هذا، تبصرةٌ لمن يتبصّر وتذكرةٌ لمن يتذكّر.. يأتي في سياقٍ رفعت فيه الجزائر الجديدة والمنتصرة سقف طموحاتها وأعلت مقاصدها وتحدّيها في الالتزام وبلوغ التعهدات، ناهيك عن كونه يأتي في سياقٍ طفقت فيه الجزائر التي تنمو فيها أفنان العزة بعدما رسخت جذورها، طفقت تتحسّس أسباب النجاح من عدة أوجه، تتبيّن مضارب الخلل والطرق التي يجب سلوكها لتدارك ما فات، والاحتراس من غوائل ما هو آت، ابتغاء الوصول إلى نقطة الخلاص المرغوبة والمنشودة.. تتحاشى وتتجنّب العقبات التي يحاول البعض وضعها في سبيلها أنّى سارت.. تعالج القصور، وتجنّب الحَيْدان عن المعالم والأوتاد القويمة التي تشدّ بنيان الدولة الجزائرية، المستنيرة والسائرة على نهج الشهداء والمجاهدين، المتمسّكة بالأصول التي كان عليها آباؤنا وأسلافنا، جزائر نوفمبر التي طبّقت الآفاق… فتؤجج بين جوانحنا نار الوطنية وعنفوان الثورة وتنبعث فينا القوة وتجدّد لوازم المنعة، فتكفل لها ولشعبها الأريب الانتصار والغلَب..
ملف الذاكرة الجماعية …اجماع على مجهودات رئيس الجمهورية في صونها
وثمن مكتب مجلس الأمة الموسّع عالياً الحرص المتجدد للسيد رئيس الجمهورية على صون ملف الذاكرة الجماعية للأمة والمكانة التي يحتلّها في الوجدان، وعلى عدم نسيانه أو التقليل من منزلته وعدم الصفح أو التسامح مع فرنسا الاستعمارية ومع كلّ من يحاول إمحاء الملف وطمسه، كما يشيد بالحرص الشخصي للسيد الرئيس على المحافظة على الطابع الاجتماعي للدولة، واستقلالية القرار السياسي والاقتصادي للجزائر الجديدة المنتصرة.. ويعتبرها من العوامل التي تعزّز أسباب الرفاهة وهناء العيش، وباعثاً على تقوية وسائل العزّة والمنعة وكبرياء الأمة وأنفتها.. كلّها أمور تجعل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مدعاة ثقة كافية توطّد أكثر فأكثر تلك الصلة المقدّسة والرابطة المتينة التي لا يمكن فصم حبالها وقطعها بين الرئيس والشعب..
هذا، ويجدد مجلس الأمة برئاسة السّيد صالح ڨوجيل، موصول ثقته في السيد رئيس الجمهورية، الموجب لسؤدد الوطن والقيّم على تشييد تركيبته البنيوية، ويؤكّد على مساندته الثابتة والكاملة في الخطوات التي يتبنّاها السيد الرئيس جميعها.. ويجدّد فخره واعتزازه بالمواقف المبدئية المشرّفة للدبلوماسية الجزائرية التي تعمل على تثبيت دعائم السلم الدائم وإيجاد حلول ناجعة للقضايا العادلة في العالم، ومناهضة كافة صنوف الاستعمار ومساندة حق الشعوب المشرئبة للحرية والانعتاق وتقرير المصير، ويؤكد بأنّها ستظل فداء القضيتين الفلسطينية والصحراوية.. وقد جنّدت لأجل ذلك بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة، عبر توخّى نبرة الصرامة الدبلوماسية، والاستناد على الحكمة والندّية والمواجهة والاستشراف بعيد النظر والموروث النوفمبري الخالد.. تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.