عرفت ولاية تبسة اليومين الآخرين، انزلاقات أمنية خطيرة بسبب مناوشات بين مواطنين من بلدية الحمامات و اصحاب مركب المياه المعدنية “يوكوس” المتهم وفق المواطنين ،باستغلال المياه الشروب مما أدى إلى ندرتها في بيوت سكان بلدية الحمامات.
بداية القصة، كانت باحتجاج السكان للمطالبة بالتمون بالمياه الصالحة للشرب أمام مقر البلدية لتتطور الى وقفة احتجاجية بغلق الطريق وبالصدفة كانت شاحنة تابعة لمصنع يوكوس تعبر الطريق فمنعت من قبل المحتجين وتطورت الأمور بتوسع رقعة الاحتجاج من وسط المدينة في اتجاه مصنع المياه المعدنية أين اقتحم من طرف عشرات المحتجين وبالرغم من تحذيرات أعوان الأمن انتشرت المجموعة الشبانية عند مدخل السلسلة الصناعية وقد قدمت مجموعات شبانية على متن سيارات من جهات أخرى لتندلع شجارات عنيفة بين الطرفين وسمعت فيها طلقات بارود وتفيد معلومات أولية بتعرض تسعة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة وقد تدخلت وحدات الدرك الوطني والأمن لإعادة الأمور إلى مجاريها مع مجهودات عقلاء المنطقة بعدم صب الزيت على النار وإشعال نار الفتنة ويتواصل الجو المشحون المصحوب بالحركة والحذر تحسبا لعودة أعمال الشغب . وقد قال مصدر مسؤول من قطاع الموارد المائية أن يوكوس يتزود من المنبع الطبيعي باعتماد وزاري تحت رقابة مديرية الصحة والتجارة. وفيما تعلق بتموين أحياء الحمامات فإن أغلبيتها تمون كل ثلاثة أيام مرة واحدة فيما عدا أحياء قليلة يوميا وقد سجلت بداية الثلاثي الثاني عملية لتجديد الشبكات لتحسين فترة التمون بالنظر لتوفر المياه التي توفر التموين اليومي.
وفي رواية أخرى، اتهم موطنو الحمامات ملاك المصنع بمباشرة حفريات جديدة أدت إلى جفاف الينابيع ، حيث نظموا وقفة احتجاجية للمطالبة بتوقيف الاستغلال غير المرخص -حسب المواطنين- لآبار جديدة تسببت في جفاف المياه الجوفية، إلى حالة غضب شديد،سرعان ما عرفت الاحتجاجات تصعيدا عارما لتصبح اشتباكا مسلحا عنيفا نشب بين العشرات من سكان المدينة المحتجين أمام مصنع المياه المعدنية التابع للخواص،وأعوان الأمن العاملين به وعدد من الشباب المحسوبين على ملّاك المصنع، ممن قدموا من جهات مجاورة للتحالف معهم بالنظر إلى طبيعة التركيبة البشرية للمنطقة المعروفة بطابعها العروشي.
اصابة 11 شخصا أدى الى االانتقام بحرق المصنع
أمام احتدام الاشتباكات التي استعملت فيها مختلف أنواع الأسلحة البيضاء من عصي وقضبان حديدية وخناجر ورشق بالحجارة،تحوّل المشهد إلى دماء وإصابات بسبب استعمال طلقات نارية،خلّفت إصابة 11 شخصا من مختلف الأعمار، بينهم 3 حالات خطيرة،أجليت واحدة منها إلى مستشفى عنابة الجامعي على جناح السرعة، أطلقها أعوان الأمن وملاك المصنع حسب ما تم تداوله،ولحسن الحظ تدخلت عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني ومنها طلب الدعم من المجموعة الإقليمية بتبسة، مما جنب وقوع قتلى وحصيلة أثقل،وقد سارعت سيارات الإسعاف التابعة للحماية المدنية من الوحدة الرئيسية للحماية المدنية والمركز المتقدم بالحمامات،إلى موقع الحادث من أجل إسعاف ونقل المصابين الذين تتراوح أعمارهم بين 24 و56 سنة إلى قسم الاستعجالات الطبية والجراحية في المستشفى العمومي الدكتور يوسف بوطرفة.
في حين شرعت قوات الدرك الوطني في توقيف العديد من الأشخاص واسترجاع أسلحة بيضاء وعصي وبنادق صيد.
وفي ردة فعل كانت منتظرة، بالرغم من التواجد الأمني المكثف لقوات الدرك، شن في آخر مساء أمس، العشرات من الشباب هجوما مباغتا على مصنع يوكوس،من أجل الانتقام للجرحى الذي أطلق عليهم الرصاص، وأضرموا النار في عدة زوايا داخل أسواره، وقد شوهدت أعمدة الدخان على بعد كيلوميترات،ما يؤكد أن حريقا مهولا قد التهم المصنع، وبدورها عززت مصالح الحماية المدنية تواجدها بشاحنات إطفاء إضافية للسيطرة على الوضع،بينما بقيت الأجواء جد مشحونة وسط تعالي أصوات كبار المنطقة والأعيان تدعو إلى ضبط النفس لتفادي ردة فعل أخرى من عروش المنطقة.