إلى السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة
سيدي الرئيس. سأفترض أنكم تسمعون، وأنكم فِي بعض قواكم العقلية والجسدية. نعلم يا سيدي أنه كان لكم الفضل الكبير مع كل القوى الحية في البلاد، في إنقاذ الجزائر من براثين الإرهاب والتفكك، وها أنتم تقدمونها بترشحكم لعهدة الشؤم، إلى الخراب. الجزائر تستحق منكم أفضل من هذا. انتظرنا منكم أن ترفضوا هذا الموت المبرمج للجزائر.، ولكن الذي حدث هو العكس. أصوات 13 مليون في الشوارع الجزائرية، لم تجد من يسمعها مما يفتح الوضع على الاحتمالات الأكثر خطرا. بقي أمل واحد سيدي الرئيس ونتشبث به بقوة. قانون الانتخابات الجزائري، لا يسمح لكم بالانسحاب الآن إلا في حالتين: الموت أو الصعوبات الصحية المانعة. أنتم في الحالة الثانية. يمكنكم ان تنسحبوا وسيساعدكم المجلس الدستوري على ذلك. أعيدوا الأمل سيدي الرئيس، إلى الجزائر بانسحابهم قبل فوات الأوان؟ لأن الآتي سيكون مظلما. مقترحكم جاء متأخرا يا سيدي الرئيس. ما معنى ان تحكموا البلاد سنة واحدة في حالة فوزكم في الاستحقاق القادم؟ يبدو الامر خرافيا. أكاد أجزم بأنها ليست لغتكم بعد عشرين سنة من الحكم، وأنكم مجرد رهينة بين أيدي من اختطفوكم، الذين ينطقون اليوم باسمكم وحولوكم إلى ظل بتخفون وراءه، يا سيدي الرئيس يريدون اكتساب الوقت لترتيب شؤونهم والانتهاء من تركيع البلاد، وتدميرها والانسحاب من المشهد كأن شيئا لم يكن. الحراك فاجأهم فوجدوا أنفسهم في سباق ضد الساعة. وبدل أن يقبلوا بقرار الشعب الذي ما يزال الى اللحظة منتصرا للسلام، راحوا يسلكون الطريق المؤدي إلى الحائط. البلاد على بركان لن يخلف وراءه إلا الرماد، فلا تتحملوا مسؤولية الآتي الذي سيقود البلاد نحو دوامة الخراب والفوضى التي لن تبقي من الجزائر شيئا. لا نتمنى لكم سيدي الرئيس، هذه النهاية التراجيدية، انسحبوا قبل أن تصل البلاد إلى نقطة اللارجوع. الجزائر أولا والجزائر أخيرا.
تحيا الجزائر.