عندما تملك حقيبة يد من نوع “بيركين” فلابد من أنك شخص مهم للغاية ولديك ثروة، أما إذا كان هذا الشخص هو روزما منصور، فهذا معناه أن هناك علامة استفهام كبيرة جدا.
لم تنجو روزما منصور زوجة رئيس الوزراء الماليزي المخلوع نجيب عبد الرزاق من فضيحة الفساد المالي التي أوقعت بزوجها، بعد اختفاء مليارات الدولارات التي رصدتها الحكومة لمشاريع التنمية الاقتصادية، وتبين أنها وجدت طريقها إلى جيب رئيس الوزراء بالإضافة إلى المقربين منه، وكشفت التحقيقات إلى الآن أن هناك ممتلكات تقدر بملايين الدولارات التي يمتلكها رئيس الوزراء، ومن ضمنها شقة فخمة في مدينة نيويورك تبلغ قيمتها 33.5 مليون دولار، ويخت عملاق في أندونيسيا تبلغ قيمته 250 مليون دولار، بالإضافة إلى علاقته الغير مباشرة في إنتاج فيلم The Wolf of Wall Street.
يقول أنيس الخالدي (28 سنة) لـ VICE ماليزيا، وهو عضو سابق في حزب الجبهة الوطنية، بأن حقائب السيدة روسمه الباهظة الثمن، ساهمت في بلورة فضيحة الفساد بشكل كبير، علما أن أنيس صوت ضد ائتلاف حكومة نجيب للمرة الأولى، بعد أن لاحظ إسراف زوجة رئيس الوزراء، وتجاوزها للحدود بكل الأشكال، فقرر أنه لن يعيش تحت سيطرة هذه الحكومة بعد الآن.
عندما جرت الانتخابات الماليزية الأخيرة، كان هناك نجيب وزوجته روزما، ببذخهما وترفهما والذين أنفقا على الورود فقط في حفل زفاف أبنائهم ما يقارب من 750 ألف دولار، وفي المقابل يظهر مهاتير محمد رئيس الوزراء السابق عن حزب جبهة الأمل والبالغ من العمر 92 عاما، وهو يرتدي سترة قيمتها 25 دولار وشبشب باتا يبلغ قيمته 3 دولارت، ما أعطى صورة محببة أكثر للناخبين ليفوز بالانتخابات بأغلبية ساحقة.
الحملة الانتخابية لحزب جبهة الأمل، حملت رسالة بسيطة، وهي أن حزب الجبهة الوطنية، بقيادة نجيب فاسدا جدا، وينهب ثروات وأموال الشعب الماليزي، والدليل أمامكم معلق على يد زوجته روزما. امتلكت روزما مجموعة كبيرة من حقائب “بيركين”، وهي من ماركة “إيرميز” الفرنسية والباهظة الثمن، وذات الإصدارات المحدودة جدا، بالإضافة إلى صعوبة الحصول عليها أصلا، إلا إذا كنت روزما.
كانت رسالة الحملة الانتخابية قوية للغاية، ولاقت تأثيرا كبيرا على الماليزيين وتسببت بإطاحة حزب الجبهة الوطنية للمرة الأولى منذ استقلال ماليزيا في العالم 1957، بحسب أمريتا مالهي وهي خبيرة سياسية متخصصة في الدراسات الماليزية.
تقول أمريتا لـ VICE: أدرك دافعوا الضرائب أن هناك مليارات الدولارات التي نهبت من أموالهم، وفي المقابل ارتفعت أسعار المواد الغذائية وأساسيات الحياة، في الوقت التي كانت روزما مشغولة بشراء الساعات والحقائب الثمينة والمجموهرات بأموالهم.
لم يكن من الصعب على الناخبين أن يدركوا بأن نجيب، والذي يعمل كسياسي لمدة عشرين عاما، غارقا في الفساد والسرقة، خصوصا مع ظهور زوجته وهي تحمل حقائب باهظة الثمن يقدر سعرها بعشرات الآلاف ومنها ما هو بمئات الآلاف، وهو يتقاضى راتبا شهريا لا يزيد عن 11 ألف دولار، فجاء السؤال الكبير: من أين لك ها؟
يقول أنيس الخالدي، العضو السابق في حزب الجبهة الوطنية، والتي ينحدر من عائلة تدعم هذا الحزب قلبا وقالب منذ زمن، أنه حاول عدة مرات أن ينظر بإيجابية لنجيب عبد الرزاق، ولكنه في نفس الوقت لا يستطيع أن يتغاضى عن مظاهر الترف الذي تعيشه روزما، وكل هذه الأموال التي يتم صرفها على مقتنياتها.
رسام الكاريكتير الماليزي ذو الكفل أنور الحق، والمعروف بلقب زونار، والذي يواجه اتهامات بتشويه سمعة نجيب وعائلته كان من أوائل من سلط الضوء على حقائب روزما ومجوهراتها، مما زاد من شعبيته بين الماليزيين.
يقول زونار لـ VICE: عندما أتحدث عن الفساد المستشري في عائلة نجيب وعن مقتنياتهم الثمينه على صفحتي في الفيسبوك، لا أحد يبدي اهتماما، أما عندما أرسمها في كاركتير، فهي تلفت الأنظار بشكل كبير، وعندها تطرح تساؤلا، كيف يمكن لموظف حكومة أن ينفق كل هذه الأموال، وأغلبية النساء في ماليزيا لا يستطيعون ذلك.