دعا نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، اليوم الثلاثاء من تمنراست، الشخصيات والنخب الوطنية “الوفية للوطن”، إلى تبني “حوار جاد وواقعي يضع الجزائر فوق كل اعتبار”.
وخلال اليوم الثاني من زيارته إلى الناحية العسكرية السادسة، ترأس الفريق أحمد قايد صالح لقاء توجيهيا حضره إطارات وأفراد القطاع أين ألقى كلمة توجيهية تابعها أفراد جميع وحدات الناحية عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، أكد في بدايتها على أن السبيل الوحيد لحل الأزمة التي تعيشها بلادنا، يكمن في تبني نهج “الحوار الجاد والجدي والواقعي والبناء والمتبصر الذي يضع الجزائر فوق كل اعتبار”.
وقال في هذا الصدد، “لقد أكدت في أكثر من مناسبة وأعيد التذكير اليوم مرة أخرى، بأن السبيل الوحيد لحل الأزمة التي تعيشها بلادنا، هو تبني نهج الحوار الجاد والجدي والواقعي والبناء والمتبصر الذي يضع الجزائر فوق كل اعتبار، فسيادة الحوار يعني استعداد الجميع إلى الاستماع بل الإصغاء إلى الجميع بكل روية وهدوء والتزام وتطلع مخلص نحو ضرورة وحتمية إيجاد الحلول المناسبة دون تأخير”.
وأضاف نائب وزير الدفاع الوطني، أن “هذا الحوار يتعين أن تشارك فيه شخصيات ونخب وطنية تكون وفية للوطن ولمصلحته العليا المقدسة، فالحوار الصادق والموضوعي الذي يتم خلاله تقدير الظروف التي تمر بها البلاد، ويتم عبره التنازل المتبادل من أجل الوطن، فبهذه الطريقة يتم محو الفوارق بين الآراء المختلفة أو على الأقل تقليص المسافة في وجهات النظر المتباينة والمتباعدة”.
وأكد أن “لا شيء يعلو على مصلحة الجزائر وكل شيء يهون في سبيلها، ولنا في تاريخنا الوطني الكثير من العبر والدروس، حيث مرت الجزائر بالكثير من المحن والشدائد واستطاع شعبها الأصيل والواعي أن يمر إلى بر الأمان بفضل روح المسؤولية الجماعية التي يعرف بها”.
وشدد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على أن “الشعب الجزائري المخلص لوطنه والمدرك لأهمية الإسراع في بلوغ الحلول الملائمة لهذه الأزمة، لا يريد تكرار تجارب مريرة سابقة كان قد كـابد ويلاتها وعانى من آثارها أشد المعاناة، إنه لا ينسى ولا يريد أن ينسى تلك الفترة الصعبة التي مر بها خلال التسعينيات”، مضيفا أنه “علينا كجزائريين أن نأخذ العبرة من ما سبق من تجارب وما سبق من أحداث مأساوية غاب عنها العقل وكان الخاسر الوحيد، من جراء كل ذلك، هو الوطن، لهذا فإننا نشدد الإلحاح على ضرورة شعور كافة الأطراف بالمسؤولية وأن تجعل من الحوار طوق النجاة للوطن”.
خريطة طريق الحوار ستتجلى معالمها من خلال جدية وعقلانية المبادرات وذلك في أقرب الآجال
وفي سياق ذي صلة، أكد الفريق قايد صالح أن “الجزائر اليوم هي في انتظار كل جهد مخلص ووفي يصدر عن أبنائها لاسيما منهم الشخصيات الوطنية ذات القدرة الفعلية على تقديم الإسهام الصائب الذي يكفل إيجاد الحلول المنتظرة”، واستطرد بالقول أن “الحلول ستأتي، بإذن الله تعالى وقوته، وفي أقرب الآجال، لأن ثقتنا في شعبنا كبيرة وثقتنا في الله أكبر بأن يوفق الجيش الوطني الشعبي في حسن مرافقة أبناء الوطن، وهم يقدمون اقتراحاتهم البناءة خدمة لما يستوجبه الواجب الوطني النبيل، وسيسجل التاريخ كل جهد أسهم في إيجاد المخرج السليم لأزمة الجزائر، فما خاب من سعى، شرط أن يكون السعي متسما بالإخلاص والصدق”.
وأضاف في هذا الصدد، “كما سبق لي أن أكدت مرارا وتكرارا، فإنني أجدد التأكيد اليوم بأن الجيش الوطني الشعبي سيظل دوما وفيا لتعهداته في مرافقة الشعب الجزائري ومؤسسات الدولة وجهاز العدالة، كما أود التأكيد أيضا مثلما تطرقت إليه في مداخلاتي السابقة أنه ليست لنا أي طموحات سياسية بل أن مبلغ طموحنا هو خدمة بلدنا وجيشنا، طبقا لمهامنا الدستورية، وهو موقف لن نحيد عنه أبدا”.
وأوضح الفريق قايد صالح، “إننا نقول هذا الكلام، ونحن نعني ما نقول، لأننا ننظر إلى واقع الأزمة في بلادنا نظرة تأمل واقعية بل وعميقة من حيث الخلفيات والمرامي، ومن حيث التأثيرات القريبة والبعيدة على أمن الجزائر ومستقبلها، فتحليلاتنا هي تحليلات موضوعية ومنطقية نعتمد فيها على فهم وإدراك تسلسل الأحداث وترابطها وعلى مجراها ومنتهى غايتها وأهدافها الأساسية، ونستعين في كل ذلك بنظرة استراتيجية قوامها المعلومة الموثوقة بما يجري، والدراية بما قد يجري والتفحص العميق لكل جوانب هذه الأزمة المتعددة الأوجه والحيثيات”.
وذكر نائب وزير الدفاع الوطني، بأن الحوار بين مختلف الأطراف ينبغي أن يجعل من المطالب الشعبية المحققة حتى الآن، وهي كثيرة وملموسة، قاعدته الأساسية ومنطلقه الجاد، معتبرا أن “المحور الرئيسي الذي يتعين أن تدور حوله جهود الخيريين من أبناء الجزائر هو محور الحوار الصريح الذي يجعل من المطالب الشعبية المحققة حتى الآن، وهي كثيرة وملموسة، قاعدته الأساسية ومنطلقه الجاد، بل ونجعل من الحوار مشروعا حضاريا يصبح ثقافة سائدة بين أبناء الوطن الواحد”.
واضاف أن “الأكيد أن خريطة طريق هذا الحوار ستتجلى معالمها وتتضح أكثر من خلال جدية المبادرات، ومن خلال عقلانية طرحها، ومن خلال جدية التوجه نحو إيجاد الحلول الضرورية لهذه الأزمة المستفحلة، وذلك في أقرب الآجال ودون تأخير”.
إجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت بعيدا عن الفترات الانتقالية التي لا تؤتمن عواقبها
واعتبر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أن “الأولوية الآن، وأعيد ذلك مرة أخرى وبكل إلحاح، هو أن يؤمن الجميع بأهمية المضي قدما نحو حوار مثمر يخرج بلادنا من هذه الفترة المعقدة نسبيا التي تعيشها اليوم، ويضمن بذلك الطريق نحو بلوغ إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في أسرع وقت ممكن، أقول في أسرع وقت ممكن، بعيدا عن الفترات الانتقالية التي لا تؤتمن عواقبها”.
وأكد أن “الجزائر لا يمكنها أن تتحمل المزيد من التأخير والمزيد من التسويف، فالحل بين أيدي الجزائريين الأوفياء لوطنهم، وهم من سيجد هذا الحل من خلال، وأعيد ذلك مرة أخرى، الحوار الذي يؤدي إلى الوفاق وإلى الاتفاق على حتمية الإجراء الضروري واللازم للانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن، فلا مبرر إطلاقا في الاستمرار في تبديد الوقت وضياعه، فالوقت من ذهب لا مجال لاستنزافه في نقاشات عقيمة بعيدة عن الحوار الحقيقي الصادق والبناء، فلا شيء مستحيل والجزائر في انتظار المخرج القانوني والدستوري الذي يقيها الوقوع في أي شكل من أشكال التأزيم”.
للإشارة، فإن الفريق أحمد قايد صالح واصل زيارته إلى الناحية العسكرية السادسة بتمنراست في يومها الثاني بتفتيش وتفقد بعض الوحدات المنتشرة بإقليم القطاع العملياتي برج باجي مختار، كما أشرف على تنفيذ تمرين بياني بالذخيرة الحية “وثاق-2019″، حيث استمع في البداية، ورفقة اللواء محمد عجرود قائد الناحية العسكرية السادسة، إلى عرض حول التمرين، قدمه قائد القطاع تضمن الفكرة العامة ومراحل التنفيذ.
ويندرج التمرين في إطار “تقييم المرحلة الثانية من سنة التحضير القتالي 2018/2019، قامت بتنفيذه وحدات القطاع العملياتي برج باجي مختار مسندة بوحدات جوية من طائرات وحوامات تتقدمها طائرة الاستطلاع الجوي للقيادة العليا، كما شاركت في هذا التمرين طائرات بدون طيار قامت باستطلاع أهداف معادية وتدميرها”.
وبميدان الرمي والمناورات للقطاع، تابع الفريق قايد صالح “عن كثب” مجريات الأعمال التي قامت بها الوحدات المشاركة في التمرين، والذي “تم تنفيذه باحترافية عالية تنم عن قدرة كبيرة في مجال استيعاب مضمون هذا التمرين، وتظهر جدية واضحة فيما يتعلق بتنفيذه على الأرض وفقا للخطط الموضوعة وتماشيا مع الأهداف المرغوبة”.
كما اتسم تنفيذ هذا التمرين بمستوى “ممتاز، يعكس القدرات القتالية العالية للأطقم والقادة في كافة المستويات، كما يعكس مهارة وقدرة الأفراد والأطقم على التحكم في استعمال مختلف منظومات الأسلحة والتجهيزات المتوفرة لديهم، وهي دلائل تؤكد كلها مدى الجاهزية التي أصبحت عليها وحدات القطاع العملياتي برج باجي مختار خصوصا، ووحدات الناحية العسكرية السادسة بصفة عامة”.
وفي نهاية التمرين، التقى الفريق قايد صالح بأفراد الوحدات المنفذة للتمرين، أين هنأهم على الجهود المبذولة خلال تحضير وتنفيذ هذا التمرين التكتيكي بالذخيرة الحية، الذي “حقق نتائج جد مرضية جسدتها دقة الرمايات بمختلف الأسلحة”.