و في كلمة توجيهية له خلال زيارة العمل والتفتيش التي يقوم بها للناحية العسكرية الرابعة بورقلة و التي استهلها من القطاع العملياتي جنوب-شرق جانت، قال الفريق قايد صالح ” أود أن أؤكد مرة أخرى (…) أننا نسجل بإعجاب شديد بل وباعتزاز أشد، هذه الهبة الشعبية التي تعم كافة ربوع الوطن” و التي جاءت للتعبير عن التفاف الشعب حول الجيش الوطني الشعبي لإنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة.
و أضاف في هذا الصدد: “خرجت مختلف فئات شعبنا الأبي، عن بكرة أبيها، رجالا ونساء، شبابا وطلبة وكهولا وشيوخا، في أروع صور التلاحم والتضامن والتفاف الشعب بقوة حول جيشه، يهتفون كلهم، بصوت واحد، بشعارات وطنية معبرة تدعو في مجملها إلى التوجه المكثف إلى صناديق الاقتراع يوم 12 ديسمبر المقبل، لإنجاح الانتخابات الرئاسية والمساهمة بالتالي في صناعة المستقبل الواعد، فذلكم هو الشعب الجزائري، وتلكم هي الجزائر”.
و جدد الفريق تأكيده على أن الجيش الوطني الشعبي يتعامل دوما مع الشعب “بالفعل والعمل وليس بالقول فقط”، مضيفا أن “الأقوال الصادقة بالنسبة لنا في الجيش الوطني الشعبي، هي تلك التي يتم تجسيدها ميدانيا وواقعيا والتي يلمس المواطنون صدقها ويشعرون بوفائها وإخلاصها”.
كما شدد أيضا بالقول: “لا طموحات سياسية لدينا ولا أهدافا أخرى غير الأهداف الوطنية، أي الأهداف التي هي في مصلحة الجزائر وشعبها، هذا الشعب الذي نفتخر بأننا ننحدر من صلبه، ونفتخر أيضا بأننا على دراية عميقة وشاملة بتوجهاته المبدئية، هذه التوجهات الشعبية التي كنا دوما وسنبقى نحافظ حيالها على مواقفنا الثابتة ونسعى دوما في ذات الوقت إلى أن نكون مصدر أمن شعبنا ومنبع حمايته”، يتابع نائب وزير الدفاع الوطني.
فبالنسبة للفريق قايد صالح، لقد أدرك الشعب الجزائري “بفضل وعيه وبعبقريته المعهودة وحسه الوطني المشهود” وعبر هذه المسيرات الشعبية “الوفية لوطنها والمؤيدة لجيشها وقيادته الوطنية المجاهدة” خلفيات “الأطراف الحاقدة التي أزعجتها هذه اللحمة بين الشعب وجيشه”.
و قد “تيقن هؤلاء الأعداء أن الخط الأصيل الوفي لثورة نوفمبر المجيد، هو الخط الذي يحصد الانتصار تلو الانتصار”، يقول الفريق ليؤكد بعدها على أن “الحق يعلو ولا يعلى عليه، وكلمة الفصل تكون دوما للأحرار وللمخلصين الذين يحفظون عهد الشهداء الأبرار ويقفون سدا منيعا ضد مفتعلي الأزمة من العصابة ومن والاهم، الذين فقدوا كل صلة مع الشعب الجزائري وفقدوا كل علاقة مع تاريخه ومبادئه الوطنية الأصيلة”.
و استرسل الفريق مشيرا إلى أن هؤلاء قد “وجدوا الرد المناسب من لدن الشعب الجزائري عبر كافة أرجاء الوطن، الذي برهن ولا يزال وسيبرهن مستقبلا، بأنه شعب وفي، بطبيعته وبعفويته، لمن يراهم حماة له ويراهم قريبون منه، كلما اشتدت المحن والملمات”، مضيفا “طوبى لهذا الشعب الكريم، الذي نراه اليوم يذود بقوة عن الجيش الوطني الشعبي، فاللحمة بين الشعب والجيش هي لحمة كاملة الأركان فلا انفصام لها، وذلك هو النصر المبين للجزائر، وذلكم هو الخسران المبين لأعدائها”.
و أعرب الفريق في ذات الإطار عن فخره بهذا الالتفاف و هذه “الإحاطة الصادقة” من جانب الشعب، حيث تأكدت ميدانيا خلال المسيرات الشعبية “العفوية، الداعمة للجيش الوطني الشعبي و للانتخابات الرئاسية”، الخصال التي عرف بها هذا الأخير خلال الثورة التحريرية و مرحلة مكافحة الإرهاب.
فمن وجهة نظره، فإن هذا الالتفاف “يعني يقينا بأن شعبنا قد أدرك وبالملموس أن جيشه قد تمسك فعليا وميدانيا، بل، ووجدانيا بمبدأ البقاء دائما وأبدا في حضن الشعب الجزائري بفضل قيادته المجاهدة التي تربت على قيم الوفاء لهذا الوطن الغالي، وتشبعت بمبادئ التشبث بل التمسك المخلص بالمقومات الأساسية للشخصية الوطنية، والسعي المخلص أيضا إلى تهيئة الأرضية لكي تسود هذه القيم وهذه المبادئ لتصبح فعليا هي الأساس الذي تنبني عليه الدولة الجزائرية في قالبها النوفمبري الأصيل كما أرادها الشهداء الأبرار، وجاهد في سبيلها المجاهدون الأطهار”.
و في حديثه عن الرئاسيات القادمة، لفت الفريق قايد صالح إلى أن الشعب الجزائري يحرص في اختياره للرئيس المقبل للجزائر من بين المترشحين الخمسة على “مراعاة من تتوفر فيه القدرة على قيادة الشعب الجزائري وقيادة الدولة الجزائرية والمرور بها إلى ما تستحقه من مكانة رفيعة بين الأمم”.
فـ”مصلحة الوطن، تعني بالتأكيد أن يسهر الشعب الجزائري بكل نزاهة وحرية، وهو يقوم بواجبه الانتخابي، على إعمال العقل وتحكيم الضمير وترجيح المصلحة العليا للجزائر ومستقبل أبنائها”.
كما يتعين على الرئيس المقبل أيضا “الحيازة على القدرة الكافية والضرورية على تلبية المطالب الملحة والمشروعة للشعب الجزائري، في ظل وحدة الصف وتماسكه بين كافة أبناء الجزائر عبر جميع أنحاء البلاد”، يقول الفريق قايد صالح الذي اكد على أن الجزائر “بحاجة إلى من يفتح أمام شعبها أبواب الأمل بغد أحسن ومستقبل أفضل”.
و انطلاقا من ذلك، دعا نائب وزير الدفاع الوطني كافة شرائح الشعب الجزائري إلى “وضع اليد في اليد، وإلى وضع الجزائر ومصلحتها العليا فوق كل اعتبار”، و المساهمة في الموعد الانتخابي الذي سيكون -حسبه- “عرسا وطنيا بامتياز” و “بوابة خير وهناء تفتح واسعة على الجزائر وشعبها، تفسح المجال رحبا أمام استكمال بناء الدولة الوطنية الجزائرية الحديثة”.
و في نهاية مداخلته، سجل الفريق قايد صالح، مرة أخرى، فخره و اعتزازه بـ”الدور الحيوي” الذي قام به الجيش الوطني الشعبي، باعتباره “جيش من صنيع الثورة التحريرية المباركة”، بحيث “تمكن خلال هذه المرحلة الخاصة التي مرت بها بلادنا، من مرافقة الشعب الجزائري في مسيراته السلمية، مما سمح بحماية مؤسسات الدولة والحفاظ على هيبتها واستمراريتها، قوية بشعبها وآمنة بجيشها، فضلا عن تحقيق أغلب المطالب الشعبية”.
و أردف يقول في هذا الشأن “الجيش الوطني الشعبي، باعتباره العمود الفقري للدولة، أدرك مبكرا خطورة المؤامرة الدنيئة التي كانت تحاك في الخفاء ضد الجزائر وشعبها، وهي المؤامرة التي كانت ترمي إلى تدمير أركان الدولة الوطنية، فتحمل مسؤوليته التاريخية واستطاع بحكمة وتبصر إنقاذ البلاد من هذا الخطر المحدق وتفويت الفرصة على أعداء الوطن”.
و شدد الفريق قايد صالح على أن الجيش الوطني الشعبي “سيظل بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بمقومات الأمة وبالوحدة الترابية والشعبية، كل ذلك سيتحقق بفضل تضافر الجهود بين الشعب وجيشه”.
و خلص إلى التأكيد على أن “الشعب هو الجيش والجيش هو الشعب، حيث تمكنا معا، رغم كل الصعوبات المعترضة، من إسقاط رؤوس العصابة والفاسدين، لاسيما بعد استرجاع العدالة لصلاحياتها وحريتها، ونتعهد اليوم مثلما تعهدنا بالأمس أمام الله والتاريخ والوطن بأن هذا الجهد وهذا المشوار سيتواصل إلى غاية الخروج بالبلاد إلى بر الأمان، وأننا جميعا، شعباً وجيشاً، قادرون على شق طريق الجزائر الواعد، الذي يستجيب لآمال وطموحات أبنائها البررة ويرتقي بها إلى مكانتها المستحقة بين الأمم، فالتاريخ لا يرحم، ومن خادع الوطن والجزائر تحديدا، فهو يخادع الله، ومن يخادع الله فقد ظلم نفسه”.
للإشارة، تأتي زيارة الفريق قايد صالح للناحية العسكرية الرابعة “مواصلة للزيارات الميدانية إلى مختلف النواحي العسكرية”، و هي الزيارة التي استهلت من القطاع العملياتي جنوب-شرق جانت.
فبعد مراسم الاستقبال ورفقة اللواء حسان علايمية قائد الناحية العسكرية الرابعة، التقى الفريق بأفراد هذا القطاع، و في ختام اللقاء تابع الفريق تدخلات وانشغالات الأفراد الذين “جددوا التأكيد على وقوفهم صفا واحدا كالبنيان المرصوص حماية لحدود وطننا المفدى”. ليقوم بعد ذلك بتفقد عدد من وحدات هذا القطاع.