أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح أن “تحرر العدالة من كافة أشكال القيود والإملاءات والضغوطات، سمح لها بممارسة مهامها بكل حرية بما يكفل تطهير البلاد من الفساد والمفسدين”، حسب ما جاء امس الأربعاء في بيان لوزارة الدفاع الوطني.
و في كلمة توجيهية ألقاها أمام إطارات وأفراد الناحية العسكرية الرابعة، أول أمس، عرج الفريق على قطاع العدالة التي أكد أن تحررها من كافة أشكال القيود والإملاءات والضغوطات، مكنها من ممارسة مهامها بكل حرية، بما يضمن تطهير البلاد من الفساد ومرتكبيه.
و قال بهذا الخصوص: “من أهم العوامل التي ندرك جيدا أنها توفر بوادر الارتياح لدى المواطنين، هي تحرر العدالة من كافة أشكال القيود والإملاءات والضغوطات، مما سمح لها بممارسة مهامها بكل حرية، وبما يكفل لها وضع الأيدي على الجرح وتطهير البلاد من الفساد والمفسدين”.
و نبه بهذا الخصوص إلى محاولة من أسماهم بـ”أبواق العصابة وأتباعها” العمل على “تمييع هذا المسعى النبيل من خلال تغليط الرأي العام الوطني” و ذلك من خلال “الادعاء أن محاسبة المفسدين ليست أولوية ولم يحن وقتها بعد، بل ينبغي الانتظار إلى غاية انتخاب رئيس جديد للجمهورية الذي سيتولى محاسبة هؤلاء المفسدين”.
و لفت الفريق إلى أن الهدف الحقيقي من وراء ذلك هو “محاولة السعي بأشكال عديدة إلى تعطيل هذا المسعى الوطني الهام، كي تتمكن رؤوس العصابة وشركاؤها من التملص والإفلات من قبضة العدالة”، مشيرا إلى أنها و من أجل ذلك “حاولت أن تفرض وجودها ومخططاتها، إلا أن جهود الجيش الوطني الشعبي وقيادته النوفمبرية، كانت لها بالمرصاد وأفشلت هذه المؤامرات والدسائس، بفضل الحكمة والتبصر والإدراك العميق لمسار الأحداث واستشراف تطوراتها”.
لا طموحات سياسية لنا سوى خدمة بلادنا طبقا لمهامنا الدستورية
و في سياق ذي صلة، جدد نائب وزير الدفاع الوطني “تعهده الشخصي الذي لن يحيد عنه أبدا”، والمتمثل في “المرافقة العقلانية المتسمة بالصدق والصراحة للشعب الجزائري في مسيراته السلمية ولجهود مؤسسات الدولة ولجهاز العدالة”.
و ذكر في هذا الصدد “تعهدت شخصيا في العديد من المرات، أمام الله وأمام الوطن وأمام التاريخ، وهو قسم غليظ لن أتراجع عنه، احتراما للدستور ولقوانين الجمهورية،على غرار ذلك القسم الذي قطعته على نفسي أمام شهداء الثورة التحريرية المباركة، هؤلاء الأمجاد الذين اتبعوا طريق الحق واستشهدوا في سبيله، فعلى هذا السبيل نسير اليوم بكل أمانة وصدق، ولذلك عملنا في الجيش الوطني الشعبي وسنعمل، بإذن الله تعالى وقوته، كل ما بوسعنا بكل صدق وأمانة،
على المرافقة العقلانية المتسمة بالصدق والصراحة، للشعب الجزائري في مسيراته السلمية الراشدة، ولجهود مؤسسات الدولة، ولجهاز العدالة”.
و استرسل يقول “ليعلم الجميع أننا التزمنا أكثر من مرة وبكل وضوح أنه لا طموحات سياسية لنا سوى خدمة بلادنا طبقا لمهامنا الدستورية، ورؤيتها مزدهرة آمنة وهو مبلغ غايتنا”.
كما أشار الفريق إلى أن تحمل المسؤولية أيا كانت و من قبل أي كان “يخضع بالدرجة الأولى لمقياس الضمير الحي واليقظ والحس بالواجب حيال الوطن والشعب”.
و فصل بهذا الخصوص “لقد أكدنا أكثر من مرة على أن المسؤولية هي أمانة موضوعة في أعناق أصحابها، يتحملونها أمام الله وأمام وطنهم ثم أمام أنفسهم، طوال فترة ممارستهم لمهامهم، طبقا للصلاحيات المخولة لهم قانونا، وذلك بكل نزاهة وإخلاص ووفاء للعهد المقطوع”.
و شدد على أن هذه الصلاحيات (…) “لا يمكن بأي حال من الأحوال وتحت أي ظرف كان الحياد عنها”، بحيث يتعين عليهم أن “يسعوا جاهدين إلى أداء واجبهم، دون تفريط ولا ضغوطات من خلال الحرص على احترام موجبات السلم الوظيفي، والمضي بذلك بمنتهى أعمالهم إلى سواء السبيل واتسام مسارهم المهني بحسن الأداء”.
للإشارة، خصص الفريق قايد صالح اليوم الرابع من زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة لتفقد بعض وحدات القطاعين العسكريين الأغواط و بسكرة.