وكأنه فارقنا أمس… اليوم (14ديسمبر) تمر الذكرى السابعة لرحيل شيخ المؤرخين سعد الله بعد أن تربع، بدون منازع، على عرش المؤرخين الجزائريين.
عزيز بوباكير
عاش حياته بالعرض وليس بالطول، منكبا على التأليف، غارقا في بطون الكتب وأمهاتها…حياة حافلة بدون صخب ولا ادعاء، جمع في ذاته بين تواضع العلماء والإخلاص للبحث في مسائل التاريخ والفكر والرحلة والترجمة والسيرة. من قمار، مسقط رأسه، إلى تونس فالقاهرة ثم إلى أمريكا، التي تخرج منها بدرجة دكتوراه من جامعة مينيسوتا في التاريخ الحديث والمعاصر، حياة كلها تمجيد للجزائر، التي كرس حياته لها ولنفض الغبار عن تاريخها ومواجهة التحريف الاستعماري للتاريخ، ويكفيه فخرا وضعه في مجلدات للتاريخ الثقافي للجزائر.
عرفته في الجامعة وفي نشاطات عدة، وآخر مرة التقيته فيها كانت في مجلس عزاء في بيت لمين بشيشي، ووعدني بكتابة مقدمة لكتابي المترجم عن الروسية “حركة الفتيان الجزائريين”. وكان سعيدا لما أطلعته بأن كتبه هي مراجع أساسية لكتابة تاريخ الجزائر في روسيا.
كان اسم سعد الله متداولا في الصحافة الروسية قبل نيل الجزائر استقلالها ضمن ترجمات الشّعر الجزائريّ باللّغتين العربيّة والفرنسيّة التي تمّت على مراحل. ولم ينفرد شاعر جزائريّ واحد بديوان مستقّل، ماعدا أبو القاسم سعد الله، الذي ترجم له ديوانه “النّصر للجزائر” عام 1961، بعد نشره في القاهرة سنة 1957.