بقلم : محمد لباشرية
عياش يحياوي حرف مضيء في سماء الامارات..يعبق بالحب والود لشعبها الطيب…جاء من الجزائر ذات يوم حين كان الارهاب الاسود يعيث فسادا في بلاد الشهداء..واستقر به السفر في زمن التسعينيات بأرض زايد..عاش للكلمة وناضل من اجلها..واحتفى بالتراث الامارتي ونفض غبار السنين عليه…طول هذه المدة ولم يكل ولم يمل الى غاية هذه اللحظة…
وددت ان اقدمه للقراء ضيف شرف وصوتا نابعا من اصالة الامارات …
عياش يحياوي..( شاعر وإعلامي جزائري، من مواليد عين خضرة أو عين الخضراء بلدة جزائرية 1957، أشرف على العديد من الصفحات الثقافية في الجرائد والمجلات، له من المؤلفات ما يربو على الإثنى عشر، حاليا كبير باحثين في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بدولة الإمارات..) بدأ من جريدة الخليج منطلقه الاول فكان مراسلا لها في رأس الخيمة ..ثم محررا ثقافيا ثم رئيسا للقسم الثقافي…
عياش كما عرفته في اتحاد الكتاب الجزائريين يكتب الشعر بشراهة يحوّل الكلمة الى سنبلة ضياء..وزهرة برية لاتنحني..
كان ينقل هموم الفقراء الى الناس بصدق وعفوية..
اما الامارات فقد علمته البساطة والوفاء حين بدأينقب في تراثها العطر..وقد وقفت على هذا حين وجدت هذا التقارب الكبير بين التراث الجزائري والاماراتي الذي دفع عياش الى الاهتمام به والتقرب اليه…
كان منطلقه بكتاب تراثي النفحات عن الادب الشفوي في الامارات هو( سلمى جدة شعراء الامارات : مقاربة لسيرتها الشعبية وقصيدتها اليتيمة)
(يتناول فيه السيرة الشعبية لسلمى ابنة الشاعر الاماراتي الأول الماجدي بن ظاهر، ويستعرض أدواتها اللغوية وشعريتها من خلال نموذج القصيدة اليتيمة المتبقية من أثرها الشعري، وقراءات النقاد في متنها، وأبياتها، ومواضع الحذف والضياع في ما تبقى من المتن الأصلي للقصيدة حتى يومنا هذا) ..كتاب يصور بالكلمة سيرة سلمى الشعبية التي شغلت الامارتيين بوروثها الاصيل وسحر كلماتها الجميل…
وكتاب خلوجيات : مقالات في الشفهي والمكتوب بالإمارات وهو(حصيلة لعامين من الكتابة الصحفية عن التراث الإماراتي تشكل الرحلات الاستكشافية والحوارات مع الرواة والشعراء والحكائين وكبار السن في مختلف مناطق الإمارات مادتها الأساسية، وتشكل الخبرة الصحفية والمعارف الأدبية والإنتربولوجية للكاتب أداتها للوصول إلى نظرات ثاقبة حول المجتمع والبنية الإنثربولوجية والأتنوغرافية للإمارات وفاعليه التراث في الواقع، والمخاطر التي تهدد الموروث الشعبي، وفي هذا الإطار تناول يحياوي موضوعات مثل “إشكالية ترجمة الشعر النبطي، الهوية وكتابة التاريخ، ذاكرة الصحراء وغدها، نحو متحف صوتي للشعر الشعبي، أين سجل الرواة الشعبيين، المخيال الثقافي والمجال الحيوي للهوية، من يفتح صندوق البحر، حول كتاب “وقفات” لحمد بوشهاب، إلخ” .في تفسيره لكلمة “خلوج” التي اشتق منها عنوان الكتاب، يقول إنها تستعمل كثيراً في الشعر النبطي وهي تعني الناقة التي فقدت وليدها، وهي تصلح عنواناً لموضوع التراث “خاصة أن الخلوج تضارع الذاكرة الجمعية التي تفقد موروثها المعنوي فتحرص على البحث عنه من أجل توثيقه) وهكذا جال الشاعر في رحاب الصحراء مقتفيا آثار الكلمة النابضة التي استهوت اهل الامارات في بداوة نقية تحفل بعروبة الكلمة وصفاء الحرف …وهكذا كان عياش دائم البحث مخلص الخطو في كل لحظة من لحظات التعب اليومي لايأن جهدا في نفض غبار السنين على هذا التراث الزاخر….
وما شغلني حقا اخر كتاب الفه عياش عن الناقة في الشعر النبطي بألامارات الذي اخصص له حيثا آخر في مقال قادم-انشاء الله