(بين قوسين)/ الموقف!
عن اللواء نزار وبوباكير الكاتب: الحذاء والقلم.
بقلم: فضيل بوماله
البديهة، في حالة مسار اللواء خالد نزار ، لا تحتاج إلى برهان. هذا الشخص من أكبر خطايا الجيش والسياسة في الجزائر ومن أبشع مظاهر الجريمة”الجريمة السياسية” في تاريخنا المعاصر. وبقدر هذا الجرم الممتد أخلاقيا على مدى نصف قرن ويزيد بقدر مسؤولية صانعي هذا الوجه-المأساة خلال عقود من تاريخ الجزائر العسكري والسياسي المعاصر. في حالة خالد نزار الذي سار على خطى والده رحال نزار، ضابط الصف في الجيش الفرنسي والذي يكون قد شارك في الحرب العالمية الاولى، فقد تجند في الجيش الفرنسي سنة 1949 اما التحاقه بالثورة، اختراقا وفق مخطط ويبو أو فرارا، فتتضارب تواريخه ويعرف الكثير من نقاط الظل.
إن مسؤولية تغلغل ما يعرف بالفارين من الجيش الفرنسي والذين يحصيهم المؤرخ محمد حربي بحوالي 500 ضابط صف وضابط فتعود لهواري بومدين خاصة في مرحلة ما بعد 1964 وتمكنهم من مواقع وترقيات عسكرية مهمة. أما مسؤولية “تسليمهم” مقاليد القرار العسكري والسياسي ( العربي بلخير، خالد نزار، محمد تواتي،..الخ) فيتحملها الشاذلي بن جديد. وما عرفته الجزائر في الثمانينيات والتسعينيات فتشهد على ذلك وتؤكده وقد راح ضحية ذلك ابن جديد نفسه ناهيك عن محمد بوضياف المغدور و كل القيادات السياسية الإصلاحية ومن خلال ذلك مشروع إصلاح الجيش ثم الدمقرطة فالمسار الانتخابي والحرب الأهلية و المجيء ببوتفليقة على رأس الحكم.
خالد نزار صنع لنفسه وعصبته تاريخا ثوريا موازيا كما صنع وهما تاريخيا يبرر به الفتنة الأهلية بما سمي إنقاذ الجمهورية.
ويعتبر نزار من أكثر العسكريين الذين احتلوا المشهد السياسي العام لعقود طويلة سواء بحديثه أو بصمته.
وآخر فضائحه تهجمه،بلغة التهديد والرقابة، على كاتبنا الصحفي عبد العزيز بوباكير و دار النشر الوطن اليوم لصاحبها الكاتب كمال قرور.
أن يكتب عنه بوباكير فهذا أمر عادي سواء تعبيرا عن موقفه منه أو حديثا على لسان الشاذلي بن جديد. الأمر غير العادي أن يتوعده نزار على تصريح لجريدة وأخطر عن مضمون كتاب لم يطلع عليه أصلا. والأدهى من ذلك والأمر أن يجر نزار خلفه في هذا” الحجر الفكري” محاميا “يهدد” الناشر. وإذا كان نزار يفكر بحذائه العسكري ويعتقد أنه بإمكانه تصفية راي مخالف( لو كنا في التسعينيات فربما كانت التصفية ستطال الكاتب نفسه) بهكذا سهوله فالمصيبة الأكبر اقترفها ذلك المحامي وهو يتجاوز أخلاقيات المهنة ويلعب بشكل ما دور “البلطجي” باسم القانون ضد دار نشر محترمة.
لو كان الأمر يخص فقط ملاسنة بين نزار وبوباكير( والأمر بينهما قديم) لما علقت أو تضامنت مع الكاتب وناشره. غير أن الامر، في تقديري، يتجاوز بوباكير ودار الوطن اليوم ما دام قد بلغ التهديد المبطن والمقاضاة .
هنالك ثورة مضادة لثورة الشعب البيضاء تتحرك على صعد كثيرة خاصة داخل قوى تقليدية داخل الجيش وامتداداتها الإعلامية وفي وسط بعض النخب الثقافية والحزبية.وإذ يطول الحديث في هذا الباب الذي نترصد خطابه وفعاله عن قرب، اكتفي،هاهنا، بدعم الكاتب وناشره ودعم كل راي حر مخالف للتاريخ الرسمي وأدعو اللواء المتقاعد أن يستحي ولو قليلا وأن يلتزم بشيء من الادب في حضرة الثقافة. وليعلم الفرق بين سفك الدماء وحبر العلماء.
مساندتي الكاملة لعزيز وكمال.