أبرق من جامعة بن عكنون : أحمد ختاوي
في أول مسائية تكريمية له ، بيت الشعر الجزائري برئاسة الشاعر الكبير سيلمان جوادي وأمين عامه الدكتور الشاعر فني عاشور يركب هذا البيت الفاتح للامصار ، يركب الخبب والخفيف والمتدارك بخفة وحنكة فارس : ظافرا ، مستبشرا ، يشق الامصار ويحفر في مأثر الأفذاذ على صهوة التجلي .في أول سفرية له صوب وهج الإدهاش والتنقيب “إيركولوجيا ” في منحى صيرورة .شاعرة وكاتبة وبحاثة وباحثة وأيركولوجية في هندسة القول والعزف على وتر ” الخبب ” وعلى وتر سمفونية الحصاد ، حصاد في المواسم القاحلة وفي غياهب الحقب ، وهي تشق طريقها بتؤدة صوب مبان وأسوار وهي تعرج إلى سموات العالم الإنساني ، أدهشت بها وبه العالم الانساني ، قبل أن تدهشنا ونحن قٌعود كما قالت العرب بقاعة المحاضرات بجامعة بن عكنون زوال اليوم ، ننصت ونصغي .لمأثر الشاعرة الكبيرة زينب الأعوج ، في عرض مستفيض من قبل الدكتور الشاعر فني عاشور وهي يستعرض مناقب مسارها الفكري والادبي والانساني ضمن ” رواق ” مسار شاعر ”
بمنهج العرفان والامتنان وليس بالمنهج التعاقبي أو المستواتي كما يشتهي أن ينعته النقاد ، وخاصة الدكتور الناقد عبد المالك مرتاض ، وإنما بمنهج الإكبار والعرفان .
أمسية اليوم كانت أول نحث في ” أنثروبولوجيا الذات ” لأكبر معمّرة إبداعيا ، بحثيا ، تألقا ، تميزا ، ومراسا ، وحنكة ، أطل الدكتور فني عاشور من خلال كوته على الحصاد ، على وجه التدقيق حصادها وهو يغوص في ” جب ” الشاعرة الكبيرة زينب الاعوج منذ أن عانقت وهج وأحتراق الحرف من خلال ” مجموعتها الشعرية ” يا أنت من منا يكره الشمس ” التي كللتها بجائزة في غاية الاهمية والتقدير الى غاية رائعتها ” مرثية لقارئ بغداد ” مرورا بسجلها الحافل بالجوائز والمكاسب والتمثيل الانساني العالمي وقد حصدت عشرات ، بل مآت الجوائز عبر مسارها الادبي ، ومثلت الجزائر شعريا وإنسانيا بأكبر المحافل الادبية والانسانية وفي كل القارات ، بنيورورك وغيرها من البقاع في هذه المعمورة .
الشاعر فني عاشور وهو يستعرض مكاسبها الشعرية والانسانية في إفضاء شامل ، استعرض أيضا جدول مكاسبها ، مكتفيا بعشرات الحفريات في منظومتها الابداعية والبحثية والانسانية ، وقال أرجئ الباقي فأصبه في خوالجكم وأغوار مشاعركم ، فهذا نزر قليل من كثير .
بدورها الباحثة الاكاديمية ، الدكتورة زكية يحياوي من جامعة الجزائر ، وهي تنقب هي الا خرى ، وتغترف من معين الكون الابداعي للشاعرة الفذة الكبيرة الدكتورة زينب الاعوج ، ومن مناهلها ومن عباءة أوزارها وأوزانها الشعرية المميزة ، الأهلة بالفلسفة ، واللفظة القاتلة ، المؤثرة والمؤطرة والمعطرة لأدواتها الفنية والتقنية .. لم تنفث الدكتورة الناقدة زكية يحياوي في ماء القنينة أو الزجاجة كما الرقاة ، وإنما نفتث في روح الشاعرة الأبية الانسانية : زينب الأعوج ، حيث في مداخلتها أثنت على تموسقها الآخاذ في كل ” حفنة فلسفة ” أو حفنة ” نسج ” ، الفلسفة في شعر الشاعرة زينب الاعوج ، نفتتث في روحه المحاضرة الدكتورة زكية يحياوي بمنظار ناقدة متمرسة تمتلك ناصية التحليل ، وإيصال ” الإدهاش ” وإحراج الذائقة .
بعرضها المستفيض أرهقت ْ ذائقتنا كحضور ، بسردها المسؤول الممنهج وقد أغترفت من ينابيع فلسفتها ما نقتاه به متعة وليس فٌتاتا كقاعة وكحضور وكمتلقين في تجل صارخ لكنه بدهشة أنثوية مائة بالمئة ، وقد أوردت أمثلة ومسالك إنسانية في ” مرثية قارئ بغداد ” “ونوارة لهيبلة ” كعينات من كون ومدى الشاعرة الفذة زينب الأعوج .. الدكتور الروائي : مصطفى فاسي ، هو الآخر نقب في دهاليزها الانسانية محبة وإدراكا ووعيا منه ، حيث ولج أغوار هذه الدهاليز ، مبرزا خصال مدّها ومداها الشعري في عجالة ، حيث أعتذر للقاعة ، وقد باغته ومنظمو المسائية ، حراس سواحل البيت الشعري الجزائري ، ولم يكن يرتدي بدلة السباحة وخاصة وأنا أعرف أنه من أمهر السباحين في الشأن النقدي والفكري والادبي ، إلى جانب كونه من أمهر السباحين أيضا في عرض الماء ، وقد علمتٌ ذلك من صديقه الدكتور الشاعر عمار بن زايد ذات نشاط بجامعة علي لونيس بالبليدة ومع هذا عانق ” عرض بحر ” الشاعرة زينب الآعوج وجايلها صديقة وأديبة وشاعرة وشاردة بقيتارتها وأنغامها المتناغمة ، بالجزائر بمسيردة ومغنية وبدمشق .. فأثنى هو الاخر باقتضاب على خصالها الأنسانية والمبدئية والشعرية والبحثية .،
الشاعر الفذ الكبير ، رئيس بيت الشعر الجزائري سليمان جوادي ، استحضر في دعابته المعهودة أهم محطاتها وبعض الحلقات الجميلة المفقودة في مسار الشاعرة زينب الأعوج ، مبرزا تفانيها وإنسايتها ودورها الريادي الأنساني في معانقة القضايا الانسانية على العموم ، وأنها تؤثر على نفسها في أحلك المواقف ولو كانت بها خصاصة ، على لسان الفقهاء ، وحتى في أيسر المواقف ، حيث استحضر ” التفاتة طيبة وجديرة بالتقدير الشاعرة . والانسانة زينب الاعوج :من قبل الشاعرة والإنسانة
يوم كان ضمن وفد أدبي بدمشق ، فدعتهم إلى غذاء ببيتها ، فكان : الكسكسي واللمة الجزائرية وأنها سددت مبالغ الاشتراك لبعض المخنرطين من جيبها ومن مالها الخاص ، كل هذه مأثر تضاف إلى سجلها الذهبي الإنساني ،
زوجها الروائي الكبير واسيني الأعرج ، وقد باغتثه القاعة وطلبت منه أن يعتلي المنصة ويدلي بشهادته فيها لأعتباره أقرب الناس إليها : رفيقا في احتراق وجوى الحرف وزوجا مثاليا يرعى الشؤون الزوجية وإياها مناصفة ، لم يخف زوجها الروائي الكبير إعترافه ، ولعله لأول مرة يصرح بذلك – فيما أعلم – جهرا أن يعترف أمام الملأ ” بأن لولا زينب لتهتٌ في في أدغال وغياهب هذه الدنيا ، هي التي ، يضيف ، لكن بتعبير آخر ، سأعود اليه في ورقة أخرى مستقلة وباللغة الفرنسية هذه المرة ، ” ، هي سندي ، وعضدي وأم أولادي : باسم الحقوقي وريمَا المخرجة السنيمائية وقد حققت لي حلمي ، ليضيف بطرافة ، متحدثا عن نفسه فٱردف : بدٱت ٌ شاعرا ، لكنني لم ٱفلح ، منذ البدء كنتٌ شاعرا فاشلا فساقتني ٱقدار و رياح البوح صوب الرواية . فكان ذلك قدري في ٱن ٱمتطي صهوة الرواية . وإن كنتٌ لحد الان ٱًقر وٱؤمن. بٱن الشعر قيمة إنسانية ما دام الانسان هو ٱلأخر قيمة إنسانية .فبالضرورة يكون التلاحم والتقاطع بينهما ماثلا. قال. ذلك باللغة الفرنسية ٱيضا. ٱستسمحكم في ٱن ٱقولها ٱنا ٱيضا على لسان الر وائي الكبير. واسيني. الأعرج بالفرنسية : Oui effectivement c,’est une valeur humaine .. ” هو الآخر بحكم معاشرته ومجايلته لها ، أثنى على خصالها كزوجة أيام المحنة والعشرية السوداء ، ومدى اتزانها وجلدها ، وهي التي كانت في غسق الليل ترحل بنا ، بكبريائها وجلدها من بيت إلى آخر ، ومن موقع لآخر ، من مكان آمن الى مكان محفوف بالمخاطر ،
في هذا السياق أسدى جزيل عرفانه للأديبن محمد صالح حرز الله والدكتور الاديب مصطفى فاسي معترفا بجميلهما أيام العشراء السوداء ، لما قدموه له من مساعدة ومسنادة وإيواء ، شاكرا لهم صنيعهم هذا ، فيما كان – يضيف الدكتور واسيني الأعرج – أن بعض الاصدقاء المحسبوبين عليه كانوا يتحرجون من إيوائه وهو يعيش وعائلته حالة شتات وبحث عن مكان أمن هروبا لا أقلول هروبا ، بل بحثا عن مكان أو ملجإ أو مخبإ آمن ، حتى لا تباغثه الايادي الغادرة .
الشاعرة زينب أثارت من باب الدعابة وهج القاعة على صعيد أخر ، حيث عندما كان يقدمها الدكتور عاشور فني في توطئته المستفضية أستاذة ، صدح بالمودة صوت من القاعة فقال ” أسردها علينا كشاعرة ، ، ذهل الشاعر فني عاشور لهذا الصدى الودي ، الأخوي من القاعة ، ، فنطقت الشاعرة زينب الاعوج لتقول بمرح : وكأم وجدة ، فكانت هذه الطرافة والطرفة ” ملح القاعة ” برمتها ، ومن حينها ، مزاحا أضاف عاشور فني ” وأأكايمية وباحثة وشاعرة ، وضحكت القاعة ودا وحميمية ،
شاعرتنا زينب الأعوج التي كانت في هذه المسائية ملكة الاحتفائية في أول نشاط لبيت الشعر الجزائري ،حظيت بتقدير الجميع وزٌفت عروسة التباهي بخصالها ، وليس التماهي ، فكانت الشاعرة التي توجت عرشنا وعرشها بمآت التكريمات أولا والباحثة ثانيا والدكتورة ثالثا ، ورابعا الانسانة التي تحمل وتختزن أبهى صفات المروءة وشمائل الفضائل ، فأنتقتها تكريما لها هيئة بيت الشعر ملكة على قرع العاصمة فأسدتها وسام ” مرتبة الرئيسة الشرفية لفرع الجزائر العاصمة ، تشريفا لها ولمكانتها الادبية والانسانية .والذي تم تنصيبه أثناء هذه المسائية ويترأسه الشاعر الفذ عمر عاشور .
وأكبر هدية من القاعة أن النجع من شباب وأدباء وطلبة كلهم تهافتوا نحوها ليأخذوا معها صورا تذكارية وليتوجوها ملكة هذه الاحتفائية ،وملكة الانسانية والشعرية كما تفضلت الدكتورة ” الناقدة زكية يحياوي في مداخلتها القيمة .
قبل أن يفترق القوم والنجع ، جاء من أقصى القاعة رجل باسم يسعى : إسمه : زوجها الروائي الكبير : واسيني الأعرج ليسلمها إكليل زهور مفعم بالحب لها كزوجة وأديبة ومكرمة ، وأم لباسم وريما ، وجدة لبقية الأحفاد والحفيدات ..ويقبلها على وجنتيها الحمراوين .
وأنا – بدوري أستاذتي أيتها الشاعرة الانسانية ،زينب الاعوج ، أستأذنك في أن تقبلي مني أسمى عبارات الإكبار والتقدير والاعجاب والإحترام ، وكنت ُ من بين القوم والنجع بالقاعة و قد ” طوقت ” لا كما عسكر أو حواجز المنافذ في غزة أو طول كرم ، وقد قطعت هذه المسالك : أبية شامخة .. ذاقتنا ووهج وجداننا بما ألقيته من شعر آسر وأنساني ،
لك كل الإكبار سيدتي زينب ، وإنك أهل لهذا التتويج ، وهذا التكريم ، وإن – كما قال – زوجك الروائي الكبير :واسيني الأعرج : كان على الجامعة أولا ، قبل أن يشكر بيت الشعر الجزائري على هذا الصنيع أن تكرمك الجامعة أولا وأنت التي قطعت 30 شأوا بين أروقتها وقاعتها وأفنيت وكرست جهودك البحثية للطلبة وللبحث العلمي ..
دمت أستاذتي الفاضلة الشاعرة الكبيرة زينب الأعوج ذخرا لنا وللحرف وللمبادئ والانسانية ، ما دمت ِ حية ، ولا أخالك ألا كذلك .
مجددا تحية إكبار مني لك ولك الف تحية .