يشتكي العديد من رواد مواقع التواصل و خاصة المؤثرون ظاهر التنمر الالكتروني او كما يسميه البعض النقد بحرية ، بين تجاذب في الآراء اذ يرى المعلقون أنه نقد أو تعبير عن الرأي فيما يراه أصحاب المنشورات على اختلافها أنه تنمر الكتروني.
يوسف قديمي
يتعرض العديد مرارًا وتكرارًا إلى أفعال سلبية من جانب شخص معين أو أكثر ، و يكون سواء عن طريق الاتصال الجسدي أو من خلال الكلمات المزعجة التي يتلقاها من ذلك الصديق الذي يخبره بمدى كبر أنفه رغم انه يراه هو صغير ، أو من ذلك المجهول الذي علٓق بسخرية على اخر فيديو لعمل مسرحي قد قام أحد الممثلين به سابقا، فأراد ان يشارك به غيره على مواقع التواصل الاجتماعي ، ويسمى هذا الفعل بالتنمر الإلكتروني اي عبارة عن استخدام التكنولوجيا لمضايقة شخص آخر أو إحراجه ، استهدافه أو حتى تهديده ، وهي جريمة يمكن أن تكون لها عواقب قانونية وتتطلب عقوبة بالسجن، يتضمن ذلك البريد الإلكتروني والرسائل الفورية ومواقع الشبكات الاجتماعية (مثل الفايسبوك – Facebook)،الرسائل النصية و الهواتف المحمولة.
‘الميمز’ نوع من انواع التنمر الإلكتروني
بدأ ” الميمز” في الإنتشار و بشكل لافت في جميع دول العالم ووسط شريحة من الأطفال اليافعين و المراهقين الذين يستخدمون الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) عبر السوشال ميديا أو من خلال الرسائل النصية عبر الهواتف ، و لكونه يحدث في فضاء واسع لا يمكن حصره أو الحدّ منه اصبح ينعكس أثره بشكل سلبي ومدمّر على الأشخاص الذين يتعرضون لهذا النوع من التنمر الإلكتروني ، سواء عن طريق نشر صور او فيديوهات لأشخاص عاديين او حتى مشهورين يتم فيها التهكم و السخرية من قبل شبكة واسعة من الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي لغرض الضحك و المزاح كما يزعمون .
ظاهرة التنمر الالكتروني… أرقام واحصائيات
رغم أن هناك معلومات وأرقام بخصوص التنمر الإلكتروني في العالم عامة و بالجزائر خاصة ، الا ان نضرا لحداثة الظاهرة تبقى هذه الأرقام أولية وغير ثابتة وتجمع عينات لمختلف الفئات العمرية فهنالك واحد و خمسون بالمئة (51 %) من الأشخاص الذين يعتقدون أن التنمر الإلكتروني أسوأ من التنمر المباشر ، أما بخصوص ممن يتعرضون للتنمر الإلكتروني في صمت ولا يخبرون أهاليهم عن تعرضهم له فقد بغلوا ثمنية و ثلاثون بالمئة (38 %) ، فقد اظهرت الدراسات ان الأشخاص الذين تعرضوا للتنمر الإلكتروني يمتلكون أفكارا سلبية اكثر من غيرهم ، وهنالك العديد من الإحصائيات التي تؤكد خطورة التنمر الإلكتروني على نفسية الأشخاص الذين يعانون من هذا الفعل و كيف يؤثر عليهم و ما يمكن ان يسببه في نفسية الفرد .
المختصة النفسانية جازية قديمي: هناك حالات تعرضت للاكتئاب بسبب التنمر
قالت المختصة النفسانية جازية قديمي هنالك العديد من الحالات التي تعاني من الاكتئاب و القلق بسبب تعرضها الى التنمر الإلكتروني فهذا الفعل قد يولد لديهم زيادة مشاعر الحزن و الشعور بالوحدة مما يجعلهم يعانون من مشاكل النوم وحتى الأكل و فقدان الاهتمام بالأنشطة التي اعتادوا الاستمتاع بها ، فإن كنا نتحدث على تعرض الطفل الى هذا الفعل في الصغر يمكن ان تستمر هذه المشكلات إلى مرحلة البلوغ مما قد يتسبب له لاحقا نقص في التركيز و التحصيل الدراسي فيمكننا القول أن التغيب عن المدرسة أو تخطيها أو تركها يمكن ان يكون سبب من أسباب التنمر الإلكتروني مما يجعله يتفادى الذهاب الى المدرسة بسبب خوفه الشديد من تذكير زملائه له بالتنمر الذي تعرض اليه في مواقع التواصل الإجتماعي ، فهنالك الكثير من الحالات يكون فيها المراهق يعاني في صمت من هذا الفعل فيتصرف بغرابة كونه غير راضٍ على نفسه بسبب تعليق سلبي قام به احد زملائه على منصة الفايسبوك وهو يسخر من ثيابه او مظهره ، و يتولد عنده فقدان الثقة بالنفس بحيث يصبح الشاب او المراهق لا يعطي أهمية لنفسه وقد يصل به الأمر الى تعاطي الكحول والمخدرات أو حتى في بعض الأحيان الى الإنتحار .
وأضافت المتحدثة ذاتها،غالبا ما تكون الفتيات المراهقات اكثر عرضة للإنتحار بسبب التنمر الإلكتروني الذي يؤثر عليهم نفسيا و يجعلهم يدخلون في إكتئاب حاد مما يجعلهن يفكرن بوضع حد لحياتهن.
ومن جهة أخرى ،شددت الطبيبة النفسانية جازية قديمي على ضرورة الوقوف مع الأبناء الذين يتعرضون للتنمر الإلكتروني و دعمهم دون الضغط عليهم و هذا حتى لا يكونوا عرضة للمشكلات النفسية لاحقًا مع هدم التردد في طلب مساعدة المختصين الفسانيين إن استدعى الأمر حفاظًا على التوازن النفسي لهم ، و اضافت ان الصمت في مثل هذه الحلات لا يعتبر حلاً مناسباً بل يمكن تقديم الشكوى للجهات المختصة إذا كان نوع التنمر له إطار قانوني خاص.