كتب السيد عدي شتات على صفحته يقول:

منذ أسبوع وأنا أتردد على البريد المركزي بالجلفة لعلي أتمكن من سحب بعض المال.. ونظرا لضيق وقتي والضغط الشديد بسبب اقتراب عيد الأضحى المبارك لم أوفق سواء عن طريق الساحب الآلي أو الصكوك البريدية.
بالأمس مساء، وبعد وجبة مهراس (زفيطي) بأحد المطاعم التقليدية، مررت وزوجتي بجوار البريد لأجرب حظي مع الساحب الآلي فوجدناه متاحا ولم نجد فيه مالا، وحين مررنا من أمام الباب تفاجأنا أن البريد ما يزال مفتوحا، فدخلت لأسألهم إن كانوا يعملون، فقالوا: نعم حتى العاشرة ليلا..
عدنا إلى البيت، أحضرت صكا بريديا، وجواز سفري “الفلسطيني” ووصل تجديد بطاقة المقيم الأجنبي وعدت أدراجي إلى وسط المدينة.
دخلت، ولم يكن في البريد سوى بضع نفر فملأت الصك وقدمته مع الوصل والجواز لموظف الشباك، فأزاح جواز سفري جانبا، وفتح وصل تجديد الإقامة وقال لي: هذه الوثيقة مرفوضة، أعطني بطاقة تعريف وطنية أو رخصة سياقة!
فقلت له: كما ترى أنا “أجنبي” وهاتان الوثيقتان كل ما أملك لإثبات هويتي “الأجنبية”! وهما وثيقتان مقبولتان ليس فقط في بريد الجزائر وإنما في كل الدوائر الإدارية والسياسية والقنصلية وحتى الأمنية..
نظر إلي نظرة حائرة.. واستطردت قائلا: يا أخي هذا الوصل في جيبي من ديسمبر 2017 واستعملته مرارا للسحب في هذا البريد وغيره ، وفي هذه المدينة وغيرها
استدار الموظف إلى الخلف حيث يجلس المفتش، وكان بجوار المفتش شخص جالس على كرسي ويسند يده على المكتب .. أو حتى يكون الوصف دقيقا: رجل يستمدد على كرسي!! ناوله الموظف الوصل سائلا إياه إن كان وثيقة صالحة للسحب..
المتمدد على الكرسي نظر إلي نظرة لا تخلو من ازدراء وقال لي: هذه غير مقبولة
فقلت له: إن لم تكن كذلك (وهي قطعا كذلك) وإليك جواز سفري القلسطيني
فقال بعجرفة واحتقار: أنا لا أعترف لا بهذه ولا بذاك
فقلت له: معنى ما تقوله أنك لا تعترف بوزارة الداخلية الجزائرية ولا بالسلطة الوطنية الفلسطينية فبمن تعترف؟
فقال بعصبية مفرطة : لا أعترف لا بالوالي ولا بالوزير ولا بالرئيس!! أنا هنا لأطبق القانون
وأشارإلي وبين يديه الوصل وقال اخرج من هنا…!
طردني هذا المُؤلِّه لنفسه من بريد الجزائر وكأنه ملكية خاصة له
فقلت له: كيف تطبق القانون وأنت جاهل به؟ ان كنت لا تملك النص القانوني الذي يعترف ببطاقة المقيم الأجنبي/ ووصل تجديد بطاقة المقيم الأجنبي/ وجواز السفر الأجنبي فأعدك أن أحضر لك النص
صاحبنا أعرد وأزبد وبدأ يصرخ ويقول أنا جاهل يا فلسطيني يا………… روح قود لبلادك..
قلت له: أنا جزائري
قال لا أنت فلسطيني روح قود لبلادك!
قلت له: أنا جزائري غصبا عنك وأتحداك إن كنت قد قمت لهذا الوطن عشر ما قدمته أنا..! والانتماء أيها الجاهل ليس أوراقا ووثائق… الانتماء هنا في القلب
واصل تفاهاته وحماقاته وإساءاته لوطني الأم فلسطين ولأهله بطريقة استفزت كل من كان في البريد.. فكل مخلوق على سطح هذه الكرة الأرضية يعلم مدى قدسية فلسطين والفلسطينيين لدى كل جزائري.. والشواهد لا تعد ولا تحصى.. حتى أن أحد الشيوخ قال لي: هذا ولد حركي!! فلسطين ضوء عيونا نحن الجزائريين!
حين رأى صاحبنا أن الكل ينظرون إليه باحتقار.. غير نبرته في الكلام وادعى أنه لم يعرف أنني “أجنبي” وأن الوثيقة التي بين يديه هي وصل تجديد بطاقة الإقامة الصادر عن مديرية الأمن الوطني بولاية جيجل!! وحمّل موظف الشباك “المسكين مسؤولية هذا “اللبس” الذي وقع.. وغادر إلى جحره في الداخل تاركا وراءه مفتشا بائسا حاول جاهدا أن يدافع عنه مدعيا أنني أنا الذي بادر بالإساءة.. ومذكرا إياي أن الكاميرات قد سجلت ما دار، حينها قلت له: هات الكاميرات لنعيد ما سجلته وتعال معي إلى وكيل الجمهورية… فخبا صوته وأبدع في محاولة تبرئة سيده، وتحميل المسؤولية لموظف الشبّاك الذي لم أر منه إلا كل احترام ودماثة وبشاشة أيضا..
وطبعا الممنوع في عرفهم تحول إلى مباح.. وسحبوا لي المبلغ الذي طلبت..
لم أغادر البريد إلا بعد أن التفت إلى الناس وقلت لهم: فلسطين عزيزة على كل جزائري من أعلى الهرم إلى أدناه.. وكل الجزائريين مع فلسطين ظالمة أو مظلومة إلا هذا الإسرائيلي ابن عم نتنياهو
 برّد قلبي الذي كاد أن يحترق!!! 
في الحقيقة لم يؤلمني سبه لي ولفلسطينيتي ولفلسطيني بقدر محاولته الدنيئة تجريدي من وطنيتي الجزائرية وانتمائي العميق لبلد لم أر غيره.. منذ 46 سنة (سنين عمري كلها)! وهو واثق كل الثقة أنه يستطيع!!
:
#عدي_شتات
#جزائسطيني_وأفتخر

 

ملاحظة: عدي شتات هو ابن الكاتب الفلسطيني المعروف ابن الشاطئ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *