بقلم:عاشور فني
في هذه الأيام التي يحتفل فيها الأصدقاء بأعياد كثيرة
ويختلفون حول معنى الاحتفال
ومصدر الفرح
وتزدحم الموائد بأصناف الملذات
أجدني أقف أمام وحدتي في ذهول
كل هذا الفراغ لي وحدي؟
أطول ليلة في العام
أريد أن اقضيها صاحيا
أتأمل مصدر هذا الحزن
أريد أن أعرف من أين يأتي هذا المطر
الذي يهطل بغزارة في الداخل
وتبقى أرصفة المدينة جافة
أريد أن أعرف لماذا يعبس الأفق
وهو ينطوي على ذلك القرص الذهبي الخالد
وكيف تغيب الشمس عن عيني
وتظل الأشياء واضحة تماما
في القلب شمس لا تغيب
والأشياء في حلكة دائمة
لا أفهم هذه الحرقة التي لا تنطفئ
لذلك لا التفت تماما
أمضي إلى أفق آخر
في التهاب المسافة
أدفن ألما صامتا
وأمضي
إلى ليلة أخرى
أقصر نهار في العام
أقضيه واقفا عند القبر
الشمس تقف على مدار الجدي
فترتفع درجة الحرارة جنوب خط الاستواء
وأنا أنحني على شاهدة القبر
في جو بارد أسأل ببرود:
من الحي فينا؟
من الحي؟
ومن الميت منا؟
من منا يقف على قبر أخيه؟
متران من التراب الندي؟
أم آلاف الكيلومترات من التربة المهجورة؟
قبر من هذا الذي يمتد من الأفق إلى الأفق؟
هكذا تسمرت الشمس في أفق ضبابي
طيلة أحزان ستة
دون شروق أو غروب
كثيرون مروا
كأن لم يمر احد
وأستمر وحدي
تحت خط الاستواء
القامة منتصبة
والوقت في انحناء
منذ غادرت فرح المدينة
مازالت في كاسي شمسان مُطفأَتان
وأنا أضيء بكثافة
لكيلا يروا الجثة الباردة في داخلي
نسير في المطر
كيلا تظهر الدموع أمام الأصدقاء المحتفلين باللقاء
وحين يكون المطر داخليا والدموع لا ترى
نمشي في الداخل
نمشي كثيرا
وإن كنا لا نبرح مكاننا