بقلم: هاجر دماغ العتروس
محمد العربي دماغ العتروس من مواليد سنة 1924 بأولاد حبابة ولاية سكيكدة شرق الجزائر، “أحد أهم رموز ذاكرة الجزائر المجاهدة المستقلة، فهو الرجل الرمز الذي جمع بين النضالين السياسي و الثقافي و العمل الدبلوماسي” .
كان رحمه “الله من حفظة القرآن الكريم، تلقى تعليمه الأول و تشبع بقيم النضال ومبادئه في صفوف الحركة الوطنية، تتلمذ السياسة على يد الحواس بوقادوم ، وانظم بفضله إلى حزب الشعب سنة 1941 م ،و سنه لم يتجاوز السابعة عشر، انتقل بعدها إلى العاصمة واعتمد عليه كمترجم للمنابر السياسية ، كما و قد عين مترجم بمحكمة الصلح بسمندو سنة1942 إلى ما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية – بعد تجنيد مترجم محكمة السمندو- فقد كان المرحوم محمد العربي يتقن عددا من اللغات منها الإسبانية و اليونانية و الألمانية “، إلى أن هذا لم يشغله عن اللغة العربية فقد أحبها و دافع عنها بشراسة و مواقفه تؤكد ذلك فافي” زيارة له للصين و الفتنام ألقى كلمة الوفد بالعربية في هانوي أمام هوشي منه”،وكذلك “الحادثة التي عرف بها عندما كان وزيرا للثقافة ؛ حيث تلقى رسالة من وزير الثقافة الفرنسي فرد عليه برسالة بلغة العربية ، قائلا :” أرسل لي رسالة بلغته فأجبته برسالة بلغتي ” ،” وهو الزير الجزائري الوحيد الذي قام بهكذا عمل “.
كما عرف أيضا بدفاعه عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، و إمامها المرحوم عبد الحميد بن باديس .
“عاصر أعلام الحركة الوطنية و قيادات الثورة التحريرية ، فهو أحد رموز الجزائر المجاهدة “، فكان رحمه الله من الذين “اقتنعوا باكرا بضرورة المزاوجة بين الكلمة و الرصاص”، وقد شارك في مظاهرات 8 مايو 1945 م.
اعتقل عام 1948 م بالمجلس النيابي ، و في يوم 22-01-1954 م زج به في سجن سركاجي رفقة يوسف بن خدة و أحمد بودة و غيرهم .
و قد كان لقبه دماغ العتروس سبب فوزه في انتخابات سنة 1948م ، “فبعد الفوز الساحق لحزب الشعب في الانتخابات البلدية عام 1947 م ؛ حيث أن ثلاث أرباع البلديات للجزائر مناصفة مع المستعمر، قررت فرنسا بعد ذلك منع الوطنين في انتخابات 1948 م بهدف التضييق على العملية ، وكان قد رشح محمد العربي دماغ العتروس و بوقادوم الحواس و موسى لاكروة و غيرهم بالميلية ،و كان رحمه محمد العربي غير معروف هناك ، فلجأ الناس بالتخطيط للحملة وتنشيطها برفع رؤوس ماذبح من الماعز في مدينة الميلية ككلمة سر معناها انتخبوا دماغ العتروس ، و كان ذلك دون علمه و تم إخباره فيمل بعد ، و لم تتفطن السلطات الفرنسية إلا بعد فوات الأوان” .
كما كان وزيرا في الحكومة المؤقتة سنة 1956 م ، كلف بالقيام بنشاط سياسي لصاح الثورة بأمريكا الاتنية .
عينه الرئيس بن بلة أول سفير للجزائر المستقلة في أندونسيا بعد عودته من مالي .
كما عين سفيرا للجزائر بيوغسلافية في 22-04-1971 م إلى غاية15-06-1978 م .
و عين أيضا سفيرا في باكستان أواخر 1978 م كذلك في بنغلادش 1982 م و رومانيا و ألبانيا.
كما عينه الرئيس الشاذلي بن جديد عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى .
وشغل الراحل منصب وزير للثقافة في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
فقد كان رحمه الله “مؤمنا صادق الإيمان بقيم الحرية و مبادئ العدل و الفضيلة و مدافعا عنيدا عن المثل العليا، فضل متمسكا بقيم ثورة نوفمبر الخالدة”، إلى أن وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض، توفي رحمه الله في 28 نوفمبر 2017م عن عمر يناهز 93 سنة بمستشفى عين النعجة و دفن بمقبرة الشراقة الجزائر العاصمة.