بين ابراهيم صديقي وعبد العالي مزغيش
” إليك أخي عبدالعال
نحتاج إلى كثير من التسامح وقليل من الكلام …
أكتب إليك لأقول لك مازال عدد من الشموع لم ينطفئ …
ومازال هذا الغيم الضئيل يختزن بعض الرذاذ الواعد …
زرتُكَ قبل أيام في مرضكَ الطارئ وحين اندفعتَ في الكلام عن نشاط مقبل لجمعية الكلمة ، وتركتَ الحديثَ عن ألمكَ في آخر الطابور ،، قلتُ في نفسي …من عليه أن يعود الآخرَ ، نحن أم عبدالعال ؟ …
أيها البار بوالديه ، العارف بأصول الواجب والمؤثر المحبة ،،، لا عليك … إلتمسْ للجميع ما استطعتَ من أعذار ، وامضِ بالكلمة كعهدي بك مشرقًا غير مظلم ، جامعا غير مفرّق ، وواصلا غير قاطع …
وازرع فينا كما دأبتَ حدائقَ االفرح …
الله يحفظك أخا عزيزا رائعا …
ابراهيم …” .
**********
وكان ردّي عليه :
” أخي ابراهيم …
لله درّك …تعرف دوما كيف تحول بعلوّ نفسك ليمونةً مرّة إلى شراب سائغ لذيذ …
ولو لم تكن صديقا عزيزا ،،، لتمنيت أن يكون صاحب هذا القلب -الذي هو قلبك- صديقا مبجّلا يملك بنبله و جميل قلبه أن يؤثّر فينا ويحوّل غيمات متطفلة تحجب عنا شمس المحبة وأواصر الإخاء إلى ربيع طلق من الورد و الفراشات والاخضرار …
ولذا ، فإن رسالتك هذه بالنسبة لي بلسم عرفتَ بحسّكَ الشاعري موضعَه وموضوعه فهرعت َبه ترسله ، وأنت الآن في شرق البلاد ( عنابة )،على بعد مئات الكيلومترات …ولن يفعلها أحد سواك….
تعلّمْنا منك – بعلمك و غير علمك -كيف نراجع أنفسنا ونعالج أخطاءنا فكأنك مدرسة في الحلم والتسامح، حتى وإن كنتَ أنت غير معني بمشاكلنا التي أشهد أنك كنت أحيانا شاهدا عليها تلعب دور الوسيط في اخمادها بدبلوماسية الحكيم صاحب الخبرة ….
لذا لا أملك الآن إلا أن أشدّ على يدك وأحييك ،،،تحية تقدير وامتنان ، لأنك موجود حيث الظرف الملائم دوما لوجودك …
حتى أن الواحد يتمنى الدخول في مشكلة ما ، ليس بحثا عن المشكلة نفسها بل ليقف على وساطتك لحلّها فيندهش بكريم قولك وجميل صنيعك …
وهذه الرسالة من هذا الصنيع …
سأكون عفوا متسامحا مثلما يليق بشاعر …
دمت أصيلا …