حذر الخبير في تطوير في اللقاحات المدير العلمي بشركة “أسترا زينيكا” البريطانية، الدكتور هاني بغدادي, يوم السبت, من احتمال ظهور موجة ثالثة من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بعد احتفالات نهاية السنة، مبرزا أن لقاح “أسترا زينيكا” سيكون فعال ضد السلالات الجديدة للفيروس التاجي.
وأوضح هاني بغدادي، في حوار مع برنامج “قراءات” للقناة الاذاعية الدولية – أن “موجة ثالثة من فيروس كورونا المستجد ممكنة, لأن في احتفالات نهاية السنة يمكن أن يكون التباعد الإجتماعي في أدنى مستوياته, ما يتسبب في انتشار العدوى بين الناس”, مضيفا ان “السلالة الحالية ذات سرعة أكبر على الانتقال وذات قدرة على دخول الخلايا عند إصابتها, لذا يجب أن نكون مستعدين لموجة ثالثة “.
و في رده على سؤال حول فعالية اللقاحات الموجودة على السلالات الجديدة لهذا الفيروس , قال الخبير في تطوير اللقاحات “حسب ما لدينا من معلومات نحن مطمئنون أن هذه اللُقاحات ستكون فعالة على هذا النوع من الفيروس”.
وأضاف “مازلنا متفائلين بأن لقاح أسترا زينيكا سيكون فعال ضدها, لأن التغيرات التي طرأت على فيروس السلالة السابقة, و ان كانت تزيد عن 17متغير, إلا أنها ليست تحورات بكاملها, و هناك تحور واحد حصل على مستوى البروتين الشوكي”.
وأبرز في هذا الصدد أن “تعديل اللقاح بعد تطويره أمر ممكن ويستغرق وقت أقل بكثير من التطوير الذي قمنا به على اللقاح الأساسي, حيث يتم من خلال إبدال التسلسل الجيني المأخوذ من النتوء الشوكي للفيروس في المرحلة السابقة بإدخال تسلسل جديد يتناسب مع السلالة الجديدة”, مشيرا الى أن هناك بعض الإجراءات و الامور التي تستوجب إعادة التطبيق و التصنيع لكن يبقى “خيارا أسهل بكثير من البدء من الصفر عند تطوير اللقاح”.
ووفق الدكتور هاني بغدادي , فإن هناك طريقتان لمعرفة مدى نجاعة اللقاحات , حيث قال أنه “من الناحية العلمية وافقت بريطانيا منذ اشهر على تجارب التحدي, وهي الأولى من نوعها في العالم, عن طريق الحصول على متطوعين أصحاء, و من ثم إعطائهم اللقاح و عندما يكون الجسد في جاهزية من خلال توليد الضاد و الخلايا التالية نقوم بتعريض هذا المتطوع إلى جرعة محددة من السلالة الجديدة, ونرى ردة فعل الجسد”.
وعن طريق المراقبة الطبية – يضيف الخبير- “سنعرف كيف سيتم انتشار الفيروس و مضاعفته و تقدمه باتجاه الخلايا و إعطائها الأوامر..أو ننتظر أن تكون هناك صدفة بأن يتعرض من تعاطوا اللقاح للسلالة الجديدة, و نرى كانت هذه اللقاحات ستكون فعالة” , لافتا الى أنه ستيم حقن الناس الذين هم في أمس الحاجة الى اللقاح فقط , لأن كمية اللقاح لا تغطي كل سكان العالم.
وللتخفيف من موجة ثالثة من فيروس كورونا, شدد الباحث في تطوير الأدوية على ضرورة تقليص التقارب واللقاءات, التي هي غير ضرورية في هذه المرحلة, و الالتزام بالوقاية لمنع انتشار هذا الفيروس, منبها الى أن وجود عدد جيد من اللقاحات, وتوسيع رقعة من أخذوا اللقاح, سيكون “أمر جيد لتخفيف الضغط على المراكز الصحية و المستشفيات”.
وفي حديثه عن خصائص ومميزات لقاح “أسترا زينيكا”, أكد الدكتور هاني بغدادي أن هذا اللقاح أقل تكلفة من باقي اللقاحات, كما يمكن تصنيع كميات كبيرة منه خلال فترة قصيرة, بالاضافة الى انه يحتاج الى درجات حرارة منخفضة تتراوح بين 2 و 8 درجات مئوية .
وقال أن التقنية المستخدمة في تطوير اللقاح تختلف عن تقنية اللقاحين, اللذين حصلا على الموافقة الطارئة, و هما “فايزر” و “موديرنا”, لأن لقاح “أسترا زينيكا” قائم على مبدأ “فيكتور” أو “تعديل فيروس الغدي”.
واوضح أن هذا اللقاح “هو أقل تكلفة مقارنة بباقي اللقاحات”, لافتا الى أنه من حيث التصنيع يمكن انتاج كميات كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة, لذا “تعهدت شركة “اكسترا زينيكا” بإنتاج ثلاثة ملايين جرعة خلال سنة 2021 “, على حد قوله.
وهناك عامل مهم جدا – يضيف المتحدث – وهو عامل التخزين اللوجستي, حيث يحتاج لدرجة حرارة منخفضة تتراوح بين 2و8 درجات مئوية عكس لقاح “فايزر”, الذي يتطلب ما يعادل 70درجة تحت الصفر.
و حسب ذات الخبير, “ستكون أخبار مطمئنة العام المٌقبل بإنتاج عدة لقاحات و تطبيقها, وهذا سيحد من انتشار الفيروس و يقلص رقعته, شرط الابقاء على الحذر و الحرص, والمراقبة عن كثب للتغيرات التي تطرأ على السلالة الحالية, لنكون على أهبة الاستعداد في حال وجب تطوير اللقاح ليتناسب مع السلالات الجديدة التي قد تظهر”.
وابرز الباحث في تطوير الأدوية, أن هذا الفيروس يستطيع التغير, من شكل لآخر و من سلالة الى أخرى, وأن الخبراء لم يتفاجؤوا بالسلالة الجديدة التي ظهرت في بريطانيا وبالسلالات التي ظهرت أيضا في جنوب إفريقيا وعدد من الدول الافريقية الاخرى.
و لم يستبعد الخبير في اللقاحات أن تكون هنالك سلالات أخرى لم يتم اكتشافها لحد الآن, “ما يحتم علينا أن ان نكون على أهبة الاستعداد في حال احتجنا لتعديل هذا اللقاح أو القيام بإجراءات أساسية لفهم هذا الفيروس و آلية عمله اذا كانت هناك سلالة جديدة “.
وأج