الإهداء: إلـى أهلي بالبليدة .. من صار “الـحَجْر عندهم سنَّةً مؤكَّدة.. وأكلُ الـخبزِ نافلةً…
شعر: لعبيدي بوعبدالله

قلبِي لقلبِي في (البُلَيْدَةِ) قد سَرَى***ماذا دهاكِ (وُرَيْدَتِي)؟ ماذا جَرَى؟
كلُّ المدائنِ فيكِ حاضرُنَا الذي*** ننسابُ فيه.. لذا غدوتِ المَحْشَرَا..
ما (الحَجْرُ) فيكِ سوى غرام متيَّمٍ***ياليتَنِـي بكِ قد وُصِلْتُ فأُحْجَرَا
ياليتَنِـي إن ضاعَ صوتِـي فـي الـمَدَى *** ألقاكِ فـيَّ صَدًى جرى وتكرَّرَا
أو إن قَضَى دهرِي وجارَ غُرابُنَا *** يا ليتَهُ.. يا لَيْتَه قد أَنْذَرَا
فـي كلِّ غصنٍ من عيونِكِ (توتَةٌ) *** تأبـى بغيـرِ قصائدِي أن تُزْهِرَا
فـي (ساحةٍ) تتلقَّفُ العُشَّاقَ كيْ *** تزهُو بـهَا (متِّيجَة)ٌ… كي تَكبُـرَا
فـي كلِّ غصنٍ من عيونِكِ (توتَةٌ) *** تأبـى بغيـرِ قصائدِي أن تُزْهِرَا
فـي (ساحةٍ) تتلقَّفُ العُشَّاقَ كيْ *** تزهُو بـهَا (متِّيجَة)ٌ… كي تَكبُـرَا
يرنُو إليها الـمجدُ ملءَ جفونِهِ *** كي يستعيدَ العُمْرَ… كيما يُذْكَرَا
فيها الـمعالـي.. والـمعانِـي تُـجْتَنَـى *** فيها الذي .. كلُّ الذِي قد أبْـهَرَا
قفْ بـي عليها.. فـي (الشَّريعَةِ) فـي القُرَى *** وعلى الذي أَسِرَ القلوبَ وحيَّـرَا
الوردُ غرَّدَ.. صاح (ملوان) بنا: ***”حلمي (بشفَّةَ) سوف يبقى أخضَرَا!”
فـي (بابِ سبتِكِ) تستعيذُ خواطِرِي *** من شرِّ حبٍّ موحِشٍ قد قُدِّرَا
فـي الـمسجدِ الـمحزون شدَّ رحالَهُ*** متوضِّئًا ومزمَّلًا ومدَثَّرَا
متحيِّنًا زَمَنَ النَّوائِبِ صائمًا*** واللهِ لولا وجدُهُ ما أفطَرَا
يُفْضِي إلينا سرَّهُ فجرًا وإن *** ذُرِفَت دمُوعٌ بالـمغارِبِ كبَّـرَا
من ذا سيفهَمُهُ… ويفهمُ سرَّهُ؟ *** من ذا يُـجِبْ (بدرًا).. ويُقْنِعُ (كَوثرَا)؟
باليُمنِ والإيـمانِ ضاعَ عبيـرُهُ *** فـي كلِّ شبـرٍ (بالوئامِ) تـجَذَّرَا
فـي كلِّ زيتونٍ ستسمعُ قصَّةً *** تُرْوى.. لقحطانٍ يبشِّر (مَيْصرا)
إنِّـي زرعتُكِ فـي سـماءِ قصائدِي *** وجفوتُ -كي تدنُو مطالِعُكِ- الثَّرَى
أنثالُ منكِ.. مغامرًا لا ينثنِـي *** ومسافرًا فـي مقلتَيْكِ الأجْدَرَا
وأعودُ فيكِ سؤالَ رسمٍ دارسٍ *** وإشارةَ الياقوتِ فيكِ مـحيَّـرَا!
أنكرتُ بعدكِ كلَّ ما حبَّـرتُهُ… *** شوَّهتُ خطّي.. لـمْتُ فيكِ الدَّفتَـرا
جُرمي بأنِّـي فيكِ كنتُ مقصِّرًا *** لا عذرَ لِـي!.. قد كنتُ فيكِ مُقَصِّرَا
هل للذي قد أدمَنَ التّـرحالَ مِنْ *** عذرٍ؟ .. وهل لـمعاندٍ أن يُعْذَرَا؟!
ولظالـمٍ إمَّا طغَا متجبِّـرًا *** أن يفتَـرِي؟… ولكافرٍ أن يكْفُرَا؟!
ها إنَّنِـي .. عصفورُكِ الـمنسِيُّ فو *** ق ربابِهِ.. فـي جنحِ حسنِكِ أبـحَرَا
مستأنسًا بقصيدةٍ ضاقت بنا*** ذرعًا.. فأصدحُ بالنَّشيجِ مُزمـجِرَا
ومسامِرًا رَبْعًا تَنَاءَى ركْبُهُ*** ما كان لـي -يا وردتِـي- أن أَهْجُرَا
ومـخبِّئًا قمحَ العيونُ برهبةٍ..*** فجرى بـها وَهْمُ الرُّؤَى وتفجَّرَا
قد أضرَمَ الأشجانَ يدفِنُ نبضَهَا*** كمخبِّئٍ فـي نايِهِ ما أَضْمَرَا
يا وجهكِ المنسابَ يـحكِي خلسةً*** ما لو وعاهُ الصَّمتُ منكِ لـخَبَّـرا
هل يصلحُ النِّسيانُ أن ننأَى معًا؟*** كل الذي قد ساءنـي أن أَذْكُرَا
قد عدتُ يا عطرَ الدَّلالِ.. متيَّمًا*** هل لـي بقلبِكِ موضعٌ كي أُحْجَرَا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *