بقلم: محمد لباشرية

الإخوة الثلاثة عزالدين ميهوبي كما عرفته أخا اكبر لنا صافي المورد… نبعا من خير ونخلة شماء تحتضن الحب في ربوع القلب ….كان ابوه أكثر منه شهامة حين دققت بابه اسأله المساعدة وكنت يافعا ابحث عن فضاء فلبى النداء بيّض الله وجهه وكان عزالدين يحب سيدي خالد حتى النخاع يحب الحارات التي تربيت فيها وبقايا حيزية في ضفاف وادي جدي وعائلة حرزلله التي لا تبعد عن بيتنا مرمى حجر كان فيها محمد الصالح  شعلة ضياء وبوزيد أغنية من أغاني الودي الجميل واحمد الذي يحفظ   طقطوقتي المتواضعة خّيم الليل ومالك شحرور الأثير وكان تلميذا اعلمه حروف الحب وأجالسه في صفي المتواضع في ثانوية السماتي في ذلك الزمن الجميل….. وكان عياش يحياوي مسكونا بناصيا وخجولا حد البكاء وطيبا كطينة عين الخضراء التي ولدت الكثير وفي لحظة الولادة كبر الطفل وارتقى أبوه الشهيد وصارت المسيلة فخورة بلقبش وحق لها إن تفخر بدمث الأخلاق ابن الحراير الذي وزع حبه في كل شبر فكان كزهرة برية تضوع بعطر في شرفته في ابو ظبي ….. اما عبد العالي مزغيش فقد كان فتى قريبا الى القلب أحبه من غير اذن يدخل القلب كلما خطت قدماه الى القسم الادبي الذي كنت ادرسه باولاد جلال ذات خريف وكان يحب الشعر حتى النخاع يرسم في دفتره المتواضع بعض الكلمات ويلون أخرى ….كنت ساعتها أتحذلق في إذاعة الواحات مع الرجل الطيب عبد الكريم قذيفة الذي دربنا على مهارة التنشيط والتقديم وكان خليفة بن قارة أستاذا يرسم لنا طريق النجاح ساعتها أحب مزغيش فن الإعلام حين نلتقي في القسم ونتحدث عن أجواء الشعر والإلقاء وكان شابا اريحيا عطوفا خلوقا حتى النخاع….. وذهبت الأيام وجرعتنا الغربة كؤوسا وبحثنا عن فضاءلت أخرى وكتبنا ونجحنا وتشردنا وأوقدنا شموعا وأطفأنا أخرى بقي حبي للثلاثة لم يتزعزع …وسكنوا القلب جميعا لأنهم أقاربه وكنت في بعض الأحيان احتاجهم لدفع مشكلة هنا او هناك ولكن لم اجرأ إن اطرق أبوابهم وهم الوزير الذائع الصيت والباحث الألمعي والصحفي الناجح فقط لأنني احترمهم جميعا و لااريد آن ينكسر القلب الذي سكنوا فيه لكن أتجرع حسرة حين أراهم كبارا وهم من طينة نقية يجرفهم الفيس بوك إلى الرعاع من الدهماء ويتبادلون سيئ الكلام وقد كانوا بالأمس على مائدة الكسرة الواحدة ايها الثلاثة المحترمون انتم زهرة العمر الباقية ودفء الكلمة ومواويل الحزن الذي يسكننا والفرحة الأطفال من غير نفاق واخضرار النخل في عز وكبرياء كونوا كما كنم يا أحبة القلب…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *