تداولت مختلف وسائل الاعلام الجدال القائم حول مسألة الإمساك وهل يصوم الجزائريون 40 دقيقة اضافية مثل أكده عالم الفلك لوط بوناطيرو ،وهو مادفع أئمة واهل الدين من أمثال جلول قسول امام مسجد القدس بحيدرة الذي أكد أن هذا الجدال هو خلاف فقهي وليس علمي .
و في بيانه للصباح الجديد ،قال قسول أن من أثار هذه المسألة يسير في طريق مسدودة ،خاصة وان من يشرفون على تحديد مواقيت الامساك والافطار لجنة لا يمكن التشكيك فيها.
ومن جهة أخرى،توالت الأسئلة حول هذا الموضوع : هل يصوم الجزائريون 40 دقيقة إضافية كل يوم؟وبالتالي فالجزائريون يصومون 20 ساعة زيادة عند انقضاء رمضان،واستدلّ صاحب هذه الفكرة على ذلك بأن من يخرج من صلاة الصبح عندنا يجد الظلام ما زال مستمرا بينما يجد الصبح قد أسفر إذا صلى الصبح في الحرم المكّي، ولهذا يقول قسول “ولكن هو يعلم منزلة من يقوم بهذه الرزنامة ولكن لا يثق فيهم ويشكك في أمانتهم وعلمهم ،أي لا وجودة لأزمة فتوى في الجزائر …ولكن وجود أزمة ثقة “.
و في سياق آخر، استاء قسول من التضارب فى الفتوى الذي لم يقتصر وقفا على أحكام المعاملات ومسائل الأحوال الشخصية، بل إنه تعدى ذلك إلى تشكيك المسلمين فى أمور عبادتهم وشئون حياتهم والتى كان آخرها إدعاء بعض من يتصدرون للفتوى من غير أهل الاختصاص أن موعد أذان الفجر المعمول به فى الجزائر منذ عشرات السنين غير صحيح.
وفي موضوع متصل، اثير الخلاف حول توقيت الإمساك وصلاة الفجر منذ مدة طويلة، وقيل أن الفجر يؤذن له قبل موعده بربع ساعة أو ثلث ساعة، ومعنى هذا أن الذين يصلون فور الأذان يصلون الفجر قبل موعده، فصلاتهم على هذا النحو باطلة، ووفقا لهذا الكلام الذى قيل فإن الناس إذا علموا أن الفجر يؤذن له قبل موعده بثلث الساعة فإن لهم أن يأكلوا ويشربوا حتى وإن أذن المؤذن فى صلاة الفجر على اعتبار أن وقت الفجر لم يحن.
وعلى اعتبار أن الجزائري حريص على معرفة الحقيقة وخاصة إذا تعلق الأمر بدينه وبركن من أركان الإسلام ـ وهو الصيام ـ أو الصلاة ،قال قسول أن الكلام فيه يجب أن يكون بين أهل الاختصاص ،معتقدا أن منشأ الخلاف ليس عند علماء الفلك ولكن الخلاف بين الفقهاء والمذاهب وسبب اختلافهم يعود إلى الآثار والأدلة الواردة في هذا الموضوع عند الفقهاء وعلماء الأصول والمحدثين .مثل ماهو موجود في مسائل فقهية أخرى يمكن التوافق بينها والجمع بين الآراء أو يعذر بعضنا بعضا .
و في الأخير ،طمأن إمام مسجد حيدرةالجزائريين أن صيامكم وصلاتكم على الرزنامة الخاصة بمواقيت الصلاة صحيحة ، وهي العاصم من الوقوع في الأخطاء التي يمكن أن تفسد صيام الصائم وتؤثر على الصلاة القائم
علما أن الأسلوب المتبع فى حساب مواقيت الصلاة فى بلادنا يتفق من الناحية الشرعية والفلكية ، حسبما انتهى إليه رأى المختصين بعلوم الفلك وعلماء الشريعة، كما أن المواقيت الحسابية للصلاة والصوم صحيحة، وموافقة للمواقيت الشرعية التى نزل بها جبريل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالعلامات الطبيعية الواردة فى الأحاديث الشريفة، وعلى الذين يقولون فى الدين بغير علم أن يتقوا اللّه حتى لا يضلوا الناس فى دينهم. ولا داعى طرح مثل هذه القضايا وهي من الأمور التى فرغ الفقهاء المختصون منها
فاللجنة المشكلة لهذا الغرض من الثقات ، يحملون فى أعناقهم مسئولية صلاة المسلمين وصيامهم ، يجب التزام الجزائريين للصوم والصلاة طبقا لهذه المواقيت، ومن هذا المنطلق ينطبق عليهم قول الله تعالى : ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ))الآية سورة النحل
فإن قولهم يكون مقبولا ويجب العمل به، وتبرأ ذمة المسلمين عندما يلتزمون به، وتكون الصلاة والصيام مقبولتان عند الله سبحانه وتعالى.