أعطى الوزير الأول عبد العزيز جراد يوم الأحد بمركب سيدار الحجار للحديد و الصلب بولاية عنابة إشارة تفكيك هيكل الفرن العالي رقم 1 و الشروع في استغلال بقايا المواد الحديدية المكدسة كمادة أولية بالمركب في إنتاج مواد صناعية.
ويمثل الفرن العالي رقم 1 غير المستغل منذ سنة 2009 حوالي 150 ألف طن من بقايا مواد حديدية غير مستغلة ستغطي احتياجات المركب لمدة تقارب 6 أشهر، حسب ما علم بعين المكان.
أوضح الوزير الأول خلال تفقده المركب في إطار زيارة عمل قام بها إلى ولاية عنابة أشرف خلالها على الانطلاق الرسمي لامتحانات البكالوريا (دورة 2020)، أن هذا الإجراء “يندرج في إطار نظرة تعتمد على استغلال الموارد المتوفرة وغير المستغلة لإعادة بعث النشاط الاقتصادي بالمركب”.
ولدى إعطائه إشارة إزالة بقايا تجهيزات قديمة وغير مستغلة، مرفوقا بوزير الصناعة، فرحات آيت علي براهم، صرح السيد جراد بأن هذه العملية “ستمكن من استغلال رصيد هام من مواد فولاذية غير مستغلة متمثلة في هيكل الفرن العالي رقم 1 لإنتاج مواد صناعية تستغل لبعث صناعات تحويلية أخرى”.
وبعد أن تابع شريطا وثائقيا حول تاريخ إنشاء المركب منذ نشأته والمراحل الاقتصادية التي مر بها وكذا مختلف مراحل الاستثمار الذي استفاد منه، قال الوزير الأول أن مركب سيدار الحجار “يبقى رمزا من رموز الصناعة الجزائرية الثقيلة، واليوم ونحن في سنة 2020 هناك نقلة نوعية في تسيير الصناعة في بلادنا”، مضيفا بأن برنامج رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون “يضع الصناعة كمحور أساسي لبرنامج النمو والإنعاش الاقتصادي”.
كما أكد السيد جراد أن بناء صناعة حقيقية “يستدعي التأقلم مع الواقع والتوجه نحو بعث الصناعات الصغيرة و المتوسطة والصناعات التحويلية التي تعتمد بشكل كبير على الصناعة الجزائرية بمواردها المتوفرة والمتنوعة من أجل تلبية احتياجات البلاد وبلوغ التنافسية على مستوى السوق الخارجية”.
وشدد أيضا على أن الإمكانات “الهامة” المتوفرة بمركب سيدار الحجار للحديد و الصلب “لا بد أن تستغل وتساهم في بعث الصناعات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التحويلية”.
من جهة أخرى، أكد الوزير الأول بأن بعث صناعة حقيقية وتصنيعية تتماشى واحتياجات السوق “لا بد أن يعتمد على منطق اقتصادي محض” مشيرا إلى أن جانب التسيير والمناجمنت “يمثل عاملا محوريا في إنجاح مخطط الإنعاش الاقتصادي”.
كما أشار إلى أن الخروج من التسيير الإداري البيروقراطي للمؤسسة والاعتماد على المناجمنت وإدماج التكنولوجيا وتسيير المؤسسة بمنطق اقتصادي “أمر ضروري لتحقيق الإنعاش الاقتصادي”.
ولدى تفقده وحدة الدرفلة على الساخن، الوحيدة على المستوى الوطني، والتي تنتج المواد المصفحة الضرورية لمختلف الصناعات، قال جراد: “إذا لم ننتقل بالمؤسسة إلى منطق اقتصادي لتسييرها يعتمد على المناجمنت فإننا سنبقى نتخبط في تساؤلات دون جدوى”، مؤكدا بأن مخطط الإنعاش الاقتصادي لصناعة وطنية ينطلق من الإمكانيات الوطنية.
و أضاف في نفس السياق انه “علينا الانطلاق في صناعة وطنية تنتج القيمة المضافة وتوفر فرص العمل”، قبل أن يعبر عن تفاؤله بنجاح مركب الحجار لأن له “قدرات كبيرة ويمكن من خلال تسيير محكم ومناجمنت عصري أن نعيد الاعتبار لهذا المركب الذي يبقى رمزا للصناعة الجزائرية”.
وأضاف الوزير الأول أن هناك مشاريع صناعية متكاملة ومندمجة يوفر مركب سيدار الحجار المواد الحديدية الضرورية لنشاطها الصناعي.
وفي إطار الاستغلال العقلاني للموارد والإمكانات المتاحة، أعطى الوزير الأول إشارة الشروع في استغلال رصيد المواد الحديدية غير المستغلة والمتراكمة على مستوى المركب الذي يتربع على مساحة تفوق 900 هكتار.
وتندرج هذه العملية في إطار نظرة ذات جدوى اقتصادية من خلال استغلال بقايا مواد حديدية ظلت غير مستغلة.