في إطار التعاون السياحي بين البلدين، وتسليط الضوء على آخر التطورات في المجال السياحي، والوقوف على آخر التحضيرات لاستقبال السياح، حـلّ، وفدٌ صحفي جزائري بتونس العاصمة يتكون من 4 صحافيين من مختلف وسائل الإعلام، حيث تم ذلك بتأطير من السيد فؤاد الواد رئيس الديوان الوطني التونسي للسياحة بالجزائر.
الوفد الإعلامي كان في استقبالهم بمطار تونس قرطاج الدولي السيد أسامة خلف الله ممثل وزارة السياحة، الذي رحب بهم ترحيباً حاراً، وقدم لهم دليل سياحي بعنوان “رحلات في أعماق تونس.”
بعد قضاء الليلة الأولى بفندق غولدن توليب المشتل بتونس العاصمة، توجه الوفد إلى مدينة تستور التابعة لولاية باجة التي تبعد حوالي 80 كلم عن العاصمة، حيث كان في استقبالهم المندوب الجهوي لدى وزارة السياحة على مستوى ذات الولاية، ورئيس جمعية صيانة المدينة السيد رشيد السوسي الذي قدم لهم كتاب بعنوان “تستور في سطور”.
الفريق أجرى بـ “تستور” زيارة لعدة مواقع على غرار المسجد الكبير الذي يعد تحفة معمارية أندلسية عريقة ضاربة في عمق التاريخ، إذ يحمل هذا المكان الروحي في حنايه دلائل كثيرة، فهندسته المعمارية مثلاً جسدت روح التسامح الديني والتعايش الإنساني الذي يتميز بها هذا البلد المغاربي الشقيق.
* باجـة.. “مطمـور رومـا”
باجة سلة غذاء التونسيين، مدينة تقع في الشمال الغربي للجمهورية التونسية، مشهورة بجمالها الطبيعي، مدينة أندلسية لا تزال تحافظ على طابعها الاجتماعي والثقافي. معروفة بكثافة إنتاجها الفلاحي من مختلف أصناف المنتوجات الزراعية، كالخضر والغلال والحبوب، والحليب والأجبان والزبد والسمن والعسل.
بلدة لها ذوقها الخاص تتميز بسياحتها الأثرية ومناطقها الفلاحية، أرضٌ خصبة كانت تُلقب ببلدة “المندرة والصابة”، أما المؤرخون فقد كانوا يلقبونها بـ “مطمور روما” بإعتبارها بيت المؤونة لسكان شمال إفريقيا بحسب ممثل وزارة السياحة.
وزار ذات الوفد، عدة مواقع كدار الثقافة إبراهيم الرياحي، ومحلات الحرفيين الذين يصنعون الجبة والبرنص، ومركز تقديم التراث الثقافي، ومعمل الأجبان التقليدية الذي استقبلهم وقدم لهم صاحبه السيد حمدان الجبالي شرحا مفصلاً عن نوعية هذا المنتوج.
* طبرقة.. الطبيعة الفاتنة والمنازل الساحرة
بعد نهاية الزيارة لمدينة تستور، توجه الوفد الصحفي إلى مدينة طبرقة التي جمعت بين جمال طبيعتها وسحر جبالها، وهندسة منازلها الفاخرة. فالمدينة التي تتميز عن باقي المدن التونسية بسياحتها الفريدة من نوعها، تتميز شواطئها المُمتدة على مئات الأمتار بجمال رمالها الشقراء، ومنازلها الفاخرة التي تحتضنها الجبال الخضراء وهي تعانق شقيقتها عنابة التي تشاركها سحر الطبيعة.
لدى وصول الفريق لمدينة الظلّال التي تقع في الشمال الغربي وبالتحديد على الحدود الشرقية للجزائر، كان في استقبالهم المندوب الجهوي للسياحة السيد عيسى مرواني الذي استقبلهم بفندق إتروبيكا (ITROPIKA Hôtel).
الوفد الجزائري الذي قضى يومين في هذه الجزيرة الساحرة، تمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة بعين دراهم وبني مطير، وهم في طريقهم للتعرف على الإقامات التي جهزتها السلطات التونسية لتشجيع السياحة الريفية أو السياحة البديلة كما يصفها مندوب السياحة بمدينة طبرقة.
هذا وزار الوفد الإعلامي العديد من الأماكن في هذه المنطقة السياحية المعروفة بغاباتها الشامخة، وبحيراتها الساحرة، كإقامة المستثمر الفرنسي Couleur Méditerranée، ودار مُنية، ودار الكرمة، ومركز السياحة الإستشفائية والبيئية (السياحة الإيكولوجية).
أماكن سياحية تنتظر السياح هذا العام، خاصة الجزائريين بالدرجة الأولى، مواقع طبيعية تُسحر العقول وتُسلب القلوب، لكل من يبحث عن الهدوء والراحة بعيداً عن ضجيج المدن وصخبها.
* لماذا السياحة الريفية!!
تعمل السلطات الرسمية في تونس للترويج لهذا النوع من السياحة (السياحة الريفية/البديلة) بهدف المساهمة في التنمية الجهوية والفلاحية من جهة، وتنويع المنتوج السياحي من جهة أخرى. ولهذا باشرت ذات السلطات منذ فترة التحضير لوحدات سياحية بديلة، تشمل دُور الضيافة وإقامات الترفيه داخل مناطق زراعية أو جبلية تقدم خدمات سياحية موازية وأنشطة ترفيهية للسياحة، نهيك عن مناصب العمل التي ستوفرها هذه المشاريع التنموية، كما تعول السلطات التونسية على السياح الجزائريين بعد فتح الحدود البرية لنجاح هذا المشؤوع حسب ما أكده مسؤولي المندوبيات الجهوي للوفد الإعلامي.
يشار إلى أن القافلة الإعلامية ستتجه جنوباً، وبالتحديد نحو مدينة الكاف وسبيطلة لزيارة بعض المواقع الأثرية، قبل أن تُختتم رحلتهم بـ “رابعة الثلاث” “مدينة القيروان”.
الطاهر سهايلية