بقلم: محمد علال
من خلال تصريحات المنتجة سميرة حاج جيلاني، نكتشف مستواها و جهلها بالسينما العالمية، اللوم ليس عليها بل على من أعطاها الفرصة التصرف بأموال الشعب،”أول فيلم سينمائي طويل في حياتها”، و هي تقزم ثلاثة قضايا هامة و حساسة و هي موضوع النقاش الأساسي: أود التطرق إليها تفصيلا:
أولا : قضايا التحرش الجنسي، التي اعتبرت من مواضيع الساعة في السينما العالمية،”زلزلت حتى الأوسكار” ،و هذه المسائل لا تتسامح فيها هوليود ،و الدليل على ذلك قضية التحرش الجنسي التي تحاصر اليوم المخرج العالمي وودي آلن، و إن لم يصدر حكم نهائي حوالها، إلا أن إنتشار الخبر ، دفع بعدد كبير من المشاهر لرفض العمل معه و الإعتذار عن تجاربهم السابقة في أعماله،و أكثر من هذا فإن المخرج العالمي،و رغم انتهاءه من تصوير فيلمه الجديد ” يوم ممطر في نيويوك”، منذ عام تقريبًا؛ إلا أن شركة “أمازون” الموزعة للفيلم، أمرت بتجميد المشروع إلى أجل غير مسمى بسبب تهمة التحرش التي تحاصر وودي ألن”رغم أن القضاء لم يدنه بعد و هي مجرد تهمة”، “تخيلوا حجم الخسائر المادية التي لا تمانع شركة “أمازون العالمية” أن تتكبدها بسبب تهمة التحرش التي يواجهها وودي ألن و هي تهمة “أعيد و أكرر لم يدنها القضاء بشكل رسمي”.و أكثر من هذا فإن بطل الفيلم الممثل الأمريكي تيموتي شالاميه رفض الاستفادة من أجره كممثل في الفيلم و قرر التبرع به الى ثلاث جمعيات لمساعدة ضحايا التحرش الجنسي.
ثاني: أكثر من ذلك و نحن نتحدث عن الجزائر و إنتاج فيلم في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، ألا يعني ذلك غياب المبادئ لدى المنتجة الجزائرية،ألا يوحي الأمر بأن المسألة تتعلق فقط بصفقة، و سبحان الله لهذه الصدفة التاريخية، ففي الوقت الذي كانت فيه الجزائر تحتضن تظاهرة عاصمة الثقافة العربية التي رافعت لصالح القضية الفلسطينية، كان ديبارديو في نفس التاريخ يزور الكيان الصهيوني و يعبر عن حبه له، و يصلي أمام “حائط المبكى”،فتصريحه الذي قال فيه “أحب إسرائيل” جاء عام 2015 أي في نفس سنة انعقاد تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية و إعلان إنتاج فيلم”أحمد باي”، و المحزن أننا اليوم في الجزائر على بعد أيام فقط من إحياء الذكرى الـ20 لإعلان قيام دولة فلسطين من الجزائر ،”في مثل هذا اليوم تقريبا “، في 14 نوفمبر 1988 ،قبل 20 عاما حينما قال الزعيم الراحل ياسر عرفات في الجزائر أحب فلسطين و اليوم الجزائر تدعم من قال” أحب إسرائيل”،صورة محزنة جدا للقضية و خذلان لرسالة الشهداء.
فهل يوجد إهانة للجزائر، أكبر من الإهانة التي قامت بها المنتجة، و التي جعلت الجزائر محل سخرية ،و ذلك بعد أقل من 24 ساعة من اكتساح خبر تهمة الاغتصاب التي تحاصر ديبارديو في الصحافة العالمية، لنجده في حضن الجزائر و يشارك في فيلم تاريخي !!!، ألا يعني ذلك تعمد واضح للمنتجة للإساءة لصورة الجزائر في الخارج ؟ كان عليها أن تتمهل قليلا ، فإن جنازة الميت ثلاثة أيام صمت و هدوء.
ثالثا : الحديث عن أن 10 دقائق يشارك فيها الممثل جيرارد ديبارديو، سيوصل الفيلم إلى العالمية، يثير السخرية ويؤكد جهل المنتجة سميرة حاج جيلاني، بواقع السينما العالمية، لأن مشاركة ممثل متهم بفضيحة التحرش ستقضى عن الفيلم بشكل نهائي،و لن تقبل أية شركة توزيع التعامل معه و لا قاعة سينما، فضلا عن ذلك فإن فضيحة التحرش الجنسي “خط أحمر” بالنسبة للسينما العالمية،فإن تجربة السينما الجزائرية مع الممثل الأمريكي فوريست ويتكر مع فيلم”طريق العدو” لرشيد بوشارب لم توصل الفيلم إلى العالمية،بل ظل حبيس الأدراج و لا حدث عالميا،لأن إيصال الفيلم إلى العالمية ليس من خلال مشاركة ممثل كبير و إنما من خلال آليات أخرى، تتعلق بالتوزيع أساسا،و هو أكبر دليل على جهل المنتجة سميرة حاج جيلاني،بعملها كمنتجة منحت لها أموال في إطار تظاهرة محددة،و هذا الأمر طبيعي بالنظر إلى سيرتها الذاتية التي لم تخرج عن دائرة إنتاج مسلسلات تلفزيونية تعتبر من أفشل المسلسلات في تاريخ الدراما العربية،فمن منكم سمع مثلا مسلسل”فرسان الأهقار “لكمال لحام.الذي أنتجته سميرة حاج جيلاني،و لا أريد التطرق إلى فضائح العمل المادية و التسييرية.
ملاحظة: لست في موضع خلاف شخصي،و ذلك واضح في أسلوب النقاش، أنا أتطرق إلى قضايا تخص الفيلم الممول من طرف أموال الشعب،و المنتجة لا تعرف إلا لغة السب و القذف،و رغم ذلك أترفع عن الرد بنفس الأسلوب لأن أخلاقي و تربيتي لا تسمح لي بالنزول إلى مستواها، أكتفي بالتركيز في الموضوع على الجوانب التي تخص الإنتاج و المحتوى و الدعم المالي،مع إصرار مني بضرورة أن تكون هناك شفافية فيما يخص تسيير المال العام و ميزانية الفيلم و راتب المخرج الإيراني و الممثلين .
و أكتفي بهذا القدر إلى حين أشعار أخر …
أرجوا النشر على نطاق واسع حتى يعلم الشعب الجزائري أين تذهب أموالهم و كيف تصرف.
ملاحظة: مسموح النشر / المهم إحترام التوقيع و المحتوى .