استقبلت الجزائر وفداً عمانياً رفيع المستوى برئاسة معالي الوزير بدر بن حمد البوسعيدي، في زيارة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.
وقد شهدت هذه الزيارة سلسلة من الاجتماعات والمناقشات المثمرة، تؤكد التزام الطرفين بتعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات.
– توطيد العلاقات التاريخية
في السياق، رحّب وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، بنظيره العماني والوفد المرافق له، مؤكداً على الروابط القوية التي تجمع الشعبين الشقيقين. وأعرب عن ثقته بأن هذه الزيارة ستساهم في إضافة لبنة جديدة إلى صرح العلاقات المتميزة والمتجذرة بين الجزائر وسلطنة عمان.
وقد أشاد الوزير غطاف بالحركية الهادفة التي تشهدها العلاقات الثنائية في الآونة الأخيرة، والتي تبشر بمستقبل مشرق للتعاون بين البلدين.
– انعقاد الدورة الثامنة للجنة المشتركة
تأتي هذه الزيارة في إطار انعقاد الدورة الثامنة للجنة المشتركة بين الجزائر وعمان، حيث تم وضع خارطة طريق واضحة لتطوير العلاقات الثنائية. وتم التنسيق بين رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد لتحقيق أهداف مشتركة ترتكز على التعاون السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي والثقافي، دون وضع أي حدود أو قيود.
– التنسيق السياسي والمواقف المشتركة
أكد الجانبان على المستوى المتميز للتشاور السياسي والتنسيق بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية. وقد شدد الوزير عطاف على تقارب وتجانس مواقف البلدين فيما يخص القضية الفلسطينية، مشيداً بالدعم المتواصل من كلا الجانبين للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل المحنة العصيبة التي يمر بها أهل غزة جراء العدوان الإسرائيلي.
– شراكات اقتصادية واعدة
ومن أبرز نقاط النجاح في التعاون الثنائي هو الشراكة النموذجية في مجال إنتاج الأسمدة، التي تعتبر مثالاً للتعاون المثمر بين البلدين. ويسعى الجانبان إلى توسيع هذه الشراكة لتشمل مجالات أخرى ذات نفع متبادل، مثل الطاقات المتجددة، الزراعة الصحراوية، الصناعة الصيدلانية، والموارد المنجمية. وقد أكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، وحث كبار المستثمرين على استغلال الفرص الواعدة لتحقيق تطور مشترك.
– توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم
شهدت الاجتماعات تحضير النصوص القانونية النهائية لتوقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي ستسهم في تعزيز الإطار القانوني الثنائي.
ويأتي هذا التحضير كجزء من جهود الجانبين لتعزيز أُسس التعاون وتوسيع مجالاته، بما يضمن تحقيق مصالح البلدين، ويسهم في تعزيز التعاون المثمر بينهما.
ط. س