بقلم: محمد بوعزارة
عندما أزور بعض الدول الآن في إطار السياحة ،و عندما اتذكر كيف كانت حالة تلك الدول في المجال السياحي خلال السبعينيات و الثمانينات أو حتى تسعينيات القرن الماضي عندما كنت احل بها في إطار مهمات رسمية و أقارن بين وضعها السياحي بالأمس ووضعها السياحي اليوم اشعر بالضيق على وضع السياحة في بلدي.
في عام 1983او 1984على ما اذكر كنت اتحاور مع الصديق العزيز الراحل عبد المجيد علاهم رحمه الله و الذي كان يشغل وقتها وزيرا للسياحة في حكومة الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، و كانت أمنيته أن يذهب خاصة بما وصفه بالسياحة الشعبية بعيدا و يطورها لصالح المواطن.
و أتذكر انني رحت أقول له يا سي عبد المجيد لا وجود لسياحة شعبية،هناك سياحة يستفيد منها المواطن الاصلي بما فيه المواطن البسيط الدخل و السائح الأجنبي ،سياحة تدر عملة كبيرة للبلد ، بل وتشكل موردا ماليا و استثمارا حقيقيا هو واحد من عناصر الإقلاع الاقتصادي..
أين نحن اليوم من السياحة..الخطاب لا يكفي ..قد يخطب وزير قطاع السياحة الحالي او الذي يليه و الذين كانوا قبله خطبا منمقة بشأن رؤيتهم لتطوير القطاع..
قد تعجبنا هذه او تلك الخطب..لكن الناس تؤمن بالواقع و ليس بالخطب المنمقة.
نحن في حاجة لرؤية دولة لا تتغير بتغير الوزراء و مساعديهم للنهوض بقطاع استراتيجي في بلد بحجم قارة يتوفر على الإمكانيات المالية و البيئية و المناظر السياحية والثقافية و الحضارية لتكون فيه السياحة عنصرا جالبا للسواح من كل الاجناس و القارات و في كل الفصول و الاوقات ،و عبر مختلف الوطن ببحره و رماله و شمسه و جباله و غاباته و حماماته المعدنية و بناسه الذين يجب أن يعرفوا أن السياحة ليست مجرد حصول على المال، بل تمرير و نشر ثقافة البلد و عاداته بأبسط الاشياء من كسكسي و شخشوخة و مردود و إلى ترويج مختلف الثقافات التي يزخر بها هذا الوطن الشاسع.