أكدت صاحبة دور سامية في فيلم البئر المشارك ضمن القائمة الطويلة لجوائز الأوسكار ،جميلة بحر أنها لا تسعى للشهرة من فراغ رغم ثقل الأعمال التي قامت بها، قائلة أنه هناك العديد من الممثلين الكبار دفع بهم قلة الإنتاج و التهميش إلى الوقوع في الابتذال و القبول بأعمال لا تليق بمسارهم الفني.
1- بداية من هي جميلة بحر؟
جميلة هي ممثلة من تسيمسلت ،درست بالمعهد العالي للفنون الدراسة اشتغلت بالمسرح إلى جانب ممثلين كبار على غرار بهية راشدي ،كما قمت بأداء العديد من المسرحيات مثل “بوقالة” و “نزول عشتار الى الجحيم” و “تراتيب شعرية”.
و بخصوص المسلسلات التلفزيونية شاركت في مسلسل بساتين البرتقال ،طوق النار ، عيسات ايدير ،رجال الفرقان و غيرها
عملت كذلك مع مخرجين كبار منهم : عمار تريباش ، في معاناة امرأة ،عمار محسن ، لطفي بوشوشي في فيلم البئر و فيلم العقيد لطفي مع احمد راشدي ، شاركت في العديد من الملحمات منها صدى الإيمان للمخرج البناني كركلا،كما اشتغلت مع نفس المخرج في لبنان بعمل تحت عنوان كان يا مكان .
2_لماذا تركز جميلة بحر على الأعمال التاريخية؟
ميولي للأعمال التاريخية بسبب حبي للغة العربية الفصحى، وهذا لا يمنعني من أداء ادوار درامية أو كوميدية خاصة واني أحب المسرح والدراما .
3-هل نجاح كل فنان مرتبط بكونه خريجالمسرح؟
أصعب تجربة هي المسرح إذا نجح فيها الفنان يمكنه النجاح في السينما و التلفزيون، فالمسرح لا يسمح بالخطأ لأن الممثل يكون في علاقة مباشرة مع الجمهور، كما أن الركح هو الأساس حتى أن للمخرجين لايجدون صعوبة مع خريجي المسرح.هذا لا يعني أن الدراسة ليست مهمة ليعرف أبجديات المهنة .
4- دخل عارضو الأزياء في الفترة الأخيرة مجال التمثيل مما أثار العديد من الانتقادات ما موقف جميلة بحر من ذلك و من تنصف؟
هناك من الممثلين من يرى أن التمثيل عالمه ولا يحق لأخر للتدخل فيه ،و بالمقابل هناك عارضي أزياء من يرى أن له حق الحصول على فرصة و تشجيع موهبته و كلاهما على حق .
وكرأي شخصي، كل إنسان له طموح سواء كان فنان أو غير ذلك ،و في نفس الوقت الممثل يود الحفاظ على مكانه فالإشكال يكمن في قلة الإنتاج .
5- هناك مخرجين ومنتجين ادخلوا عارضي الأزياء للعب على وتر الجمال فهل ذلك يساهم في نجاح أي عمل فني؟
هذا خطأ،هناك فنانين لا يملكون الجمال الكافي مع ذلك ابهرونا بالأدوار التي أدوها ، وصل الأمر كذلك اليوم ببعض المنتجين إلى البحث عن أشخاص يملكون اكبر عدد من المتتبعين على مواقع التواصل الاجتماعي و إدخالهم لعالم التمثيل بهدف تسويق منتوجهم وهذا شيء مؤسف لان أي عمل يسوق من خلال أساسيات تتمثل في السيناريو و الإخراج الجيدين بالإضافة إلى ممثل يتقين الدور فإذا توفرت هذه الشروط أكيد العمل سينجح مهما كانت الإمكانيات وخير دليل الفنانة وردية رحمها الله ،طاكسي المخفي كذلك تم تصويره في سيارة و ليس كل الممثلين فيه يملكون جمالا باهرا ومع ذلك الفيلم حقق نجاحا كبيرا على مدار عقود .
6- في رمضان الفارط كان الابتذال السمة الغالبة على معظم البرامج والمسلسلات التلفزيونية إلى ما يعود ذلك؟
أول فيلم قمت به كان سنة 2002 إلى يومنا هذا لم اخذ حيزا كبيرا من الشهرة ومع ذلك لا أسعى إلى الشهرة من فراغ لان مساري الفني يهمني أكثر ،حتى لو أقوم بعمل واحد في السنة بقيمته ومحترم و يضيف لمسيرتي الفنية و ينال إعجاب الجمهور أفضل من أن أقوم بـ 10 أعمال دون قيمة ،فسبب الابتذال هو البحث عن ربح تجاري فلا احد يفكر في المشاهد لا للمنتج ولا المخرج ولا الممثل إلا قلة قليلة فأفضل البقاء بدون عمل على التمثيل بسيناريو فاشل .
والمؤسف، أن هذا السبب كان وراء وقعوا العديد من الممثلين في دائرة الفشل لأنهم رأوا فنانين سابقين مرضى ولم يجدوا من يتكفل بهم ،فالقيام بعمل لا يليق بمستوى فنان كبير إنقاص من قيمته و على الفنان أن يعي أمرا بأنه ليس ملكا لنفسه بل هو ملك للجمهور .
7-هناك مخرجين و سيناريست لاموا المتفرج الجزائري على انتقاده لهم ما تعليقك على ذلك؟
كلنا معرضين للخطأ،بالعكس إذا أخطأت اعترف بالخطأ.
فأنا رمضان الفارط اشتغلت على “عنتر ولد شداد ” في الأول لم أكن راضية عله بعدها قمنا ببعض التعديلا على مستوى السيناريو وحتى اللغة ،ذلك أن التلفزيون الجزائري لا يجب الحديث بلغة الشارع فلا يحق الإساءة للمشاهد.
8-على ذكر عنتر ولد شداد العديد قال هناك تشابه في السيناريو مع سلسلة عاشور العاشر و بولقرون فهل هذا صحيح؟
في الوهلة الأولى يتهيأ للمشاهد ذلك ،كون أن المدخل هو نفسه بين السلسلات الثلاث (رحلة عبر الزمن) لكن لا أظنهم يتطابقون.
و بخصوص بولقرون الإشكال كان من حيث الأسماء الغريبة و كذلك تسويقه على قناة الأم بي سي و هو عمل لا يليق لتسويقه،فكشعب نفضل دائما اعطاء الأفضل ولو لضيف نفس الشيء عندما نسوق لثقافتنا ، نسوقها بأجمل صورة و بشكل صحيح.
نحن لسنا ضد ما قامت به ريم غزالي لكن أن تسوق لمثل هكذا أسماء مثل هيدورة …فستبقى تلك الصورة عالقة في ذهن المشرقي.أتمنى أن يكون الجزء الثاني في المستوى لأن الجزائر صورتها مرفوعة بثقافتها و بثروتها.
9- معظم الأعمال التي قمتي بها كانت ناجحة على غرار العقيد لطفي و البئر ، إلى ما يعود ذلك للتأني في اختيار الأعمال أم للمخرجين؟
يعود إلى أمرين للسيناريو و الإخراج ،فكلا المخرجين لطفي بوشوشي و أحمد راشدي من المخرجين المحترفين و كلا عمليهما حكاية ثورة أولهما يؤرخ للذاكرة الفردية ” العقيد لطفي” و الىخر للذاكرة الجماعية ” البئر” .
فكل دور لا أشعر فيه بأحاسيسي ولا أؤديه على أكمل وجه أعتذر عن أدائه ،ليس لدي منها أعيش بها غير الفن ومع ذلك أفضل اختيار الأعمال التي تليق بسمعتي الفنية لهذا يجب أن يجذبني السيناريو و الشخصية (أفضل الشخصية المركبة) بعدها أرى فريق العمل الذي سأعمل معه و مستحقاتي هي آخر مقام و في بعض الاحيان لما تكون الشخصية تعجبني مثل طوق النار ( في شخصية مباركة) رغم مستحقاتي لكن لم أندم على دوري خاصة و انه يجسد البيئة التارقية.
10- ما الذي يمنع الأفلام الجزائرية من التتويج بجوائز عالمية على غرار “البئر” الذي شارك ضمن القائمة الطويلة لجوائز الأوسكار؟
في فيلم البئر لعبت دور سامية بودالي امرأة من سكان القرية إلى جانب نادية قاسي و موني بوعلام ، من جانبه لطفي بوشوشي كمخرج لم يتوقع مشاركة الفيلم في جائزة الأوسكار لأنه تعود على الأفلام القصيرة و البئر هو أول تجربة له في الفيلم الطويل ،و لأنه محترف في عمله وفر الإمكانيات حتى أن بعض النقاد قالوا بأن الفيلم له خصائص عمل ناجح .
بعدها خرج الفيلم و عمل ضجة و بعد اختياره ضمن القائمة الطويلة للأوسكار لكن هناك قوانين عرقلت دخوله ضمن القائمة القصيرة منها : متابعة عدد المتفرجين و مدى شهرة الفيلم في بلده ،نسبة بيع التذاكر ،مساندة الدولة كلها تدخل ضمن شروط الاختيار للقائمة الصغيرة و هذا ما يغيب في الجزائر رغم أن لطفي بوشوشي و بعض الممثلين عملنا على الترويج للفيلم لكن هناك العديد من العراقيل فرغم أن السعر رمزي للتذكرة هناك ولايات لا تحوي قاعات سنما مثل و لاية المسيلة بعد كل هذه العراقيل منعت من دخول الفيلم للقائمة القصيرة لجوائز الأوسكار.
11-ما تقييمك لمهرجان وهران من طبعة لأخرى؟
لست راضية على المهرجان ،وهذا الانتقاد ليس كرها في القائمين عليه ولكن لا نستطيع التغرير بهم بشي وهو فاشل .
هناك تساؤلات كثيرة تحوم و تطرح حول المهرجان ،فهناك ممثلين مسيرتهم بعمري بالنسبة إلى هم أولى بالتكريم من فنان صغير ،صحيح نشجع المواهب لكن لا نغرر بهم هذا لا ينبغي أن يحدث العيب ليس في تشجيع الطاقات الشابة و لكن لا نغرر بهم و نترك فنانين على الهامش هناك فنانين ماتوا بحرقة عدم الاعتبار .
المهرجان لا يجهز بين ليلة وضحاها من المفروض اليوم اختتم المهرجان غدا نحضر للطبعة القادمة ،صحيح هناك دائما عثرات ولكن ليس أخطاء بالجملة على المستوى الفنادق ،التواصل ، المواصلات من المفروض أننا تجاوزنا هذه المشاكل،خاصة أن المهرجان في طبعته الحادية عشر بالإضافة إلى وجود ضيوف أجانب ،إذا فشلت في التسيير ليس عيبا في الاستعانة بشخص متمرس ومحترف.