يتحدث المسلسل عن حي من الأحياء الكادحة التي تحاول البحث عن سبيل للعيش في ظل زمن أصبح فيه العيش للغني فقط؛إذ يعالج المسلسل قضايا هامة نعيشها نحن كاجزائريون في حياتنا اليومية ولعل القضية الأم التي يعالجها هذا المسلسل هي قضية النسب لثلاث شباب اخوة تفرقهم الحياة ليعيشوا ألم الحرمان من الأبوين ألم اليتم ألم الضياع في دروب الحياة بحثا عن الحقيقة هل هم ثمرة زواج شرعي ام ثمرة زنى لأم تزوجت رغما عنها برجل غير الذي أحبته ، فنجد أن هذه القضية او الفكرة تطارد الابن الأكبر مرزاق الذي يحمل على كاهله تربية أخوه زينو وتوفير كل حاجياته وكذا لم شمل عائلته بابحثه المستمر عن شقيقته وإذا به يتعثر فيجد أن له اخا آخر . هذا الاخ الذي أكرمته الحياة بأم رعته رعاية جيدة الا انه لم يستطع أن يكمل مشواره بسبب مشكلة نسبه لمجتمعنا دائما ماينظر نظرة احتقار لهذه الفئة من المجتمع حتى تهمش ويهمش نفسه فيسلك طريق غير طريقه مثل ماحدث مع إلياس . وحتى اختهم سمية او يسرى التي عاشت يتيمة أخطأت مع شاب وتزوجته فعاشت معه كل ماتعيشه بعض النساء في مجتمعنا اليوم مع رجل كل همه الحصول على المال لتعاطي المخدرات و ماتتحمله يسرى من سب وشتم وضرب هو فعلا ماتتحمله كل امرأة اظطرت غصبا وكرها الزواج برجل مثل توفيق. كما يتناول المسلسل ايضا قضية هامة وهي الام الصبور الحنون الام المكافحة التي تحملت كل شيء في سبيل تربية أبنائها وهي ماتمثله الام زليخة فافي سبيل جمع قوت بناتها وتربيتهم اضطرت للعمل خارجا تقف شامخة للبيع في حي الباهية وهذه هي فعلا الأم الجزائرية فاليوم الكثير من الأمهات يخرجن للعمل من أجل جمع قوت أبنائها إلا أنها وللأسف لم تستطع أن تلبي كل رغبات بناتها فنجد إبنتها ليلى وهي فعلا مثال لكثير من بنات اليوم تحلم بحياة أفضل من التي تعيشها اليوم وسبيلها إلى ذلك هو الاستعانة بجمالها لايقاع أحد المعجبين بها والزواج به لتحقيق حلمها في امتلاك محل لبيع مستلزمات التجميل ومنه تحقق هدفها بالقفز إلى حياة رغدة بعيدا عن الفقر الا ان طموحها أدخلها في متاهات جعلتها تقع فريسة لطمعها وهو فعلا حال الكثير من الفتياة التي تحاول اقتناص فرصة الزواج بغني لتلبية كل حاجياتها . و لعل أهم قضية علاجها هذا المسلسل هو قضية اختطاف الأطفال كما رأينا مع الطفل ربيع الذي خطفه جارهم اللكلوشار توفيق وهي صورة مستوحاة من واقعنا وهو ماعاشته بعض العائلات الجزائرية فان امعنا التفكير نجد أن البطل مرزاق استطاع انقاض الطفل ربيع بحكمة وروية وهو مالم نستطع تحقيقه في كل قضايا الاختطاف التي حصلت وان لم تكن كلها فجلها كانت من الجار ذي الجنب للأسف فالمهم في هذا المسلسل ليس المشاهدة واعتبار شخصياته قدوة بل الهدف منه هو أخذ العبرة فالمسلسل فعلا من رحم معاناة مثل هذه الأحياء الشعبية فقد استطاع أن يلامس قلوب الكثير من الجزائرين لانه تطرق إلى قضايا مهمة من خلال رفعه الستار عنها و الولوج بها إلى الشاشة الجزائرية لمعالجتها و الاعتبار بها بالدراما الجزائرية كانت بحاجة إلى هكذا عمل في حي شعبي فقير يشبهنا ونشبهه لا معالجة لقضايا المجتمع المخملي لايشبهنا ولا نشبهه ولم نحس يوما بأننا منهم
بقلم : هاجر دماغ العتروس