“كذبة الصولد” طبقها التجار و صدقها المستهلك
لم يعد المستهلك الجزائري يبالي بفترة الصولد التي كان في سنين مضت ينتظرها من أجل الحصول على مستلزماته بأسعار متخفضة ،ذلك للتحايل الذي يلجأ إليه معظم التجار الذين حولوا موسم التخفيضات إلى فرصة لتحقيق أرباح إضافية .
و في جولة للصباح الجديد في محلات بيع الملابس بحسين داي ، تجد معظم الواجهات معلق عليها لافتات صولد بنسب مختلفة ، بالمقابل بقيت معظم الملابس الجاهزة بنفس الأسعار تقريبا ، و هو ما أكدته إحدى البائعات لموقع الصباح الجديد ،إذ قالت أن السلع الجديدة لا تخضع للتخفيض و اذا طبقنا عليها الصولد فسنخفض السعر ب 10 بالمائة على الأكثر و هو ما عكسه ثمن احدى الفساتين الذي انخفض ثمنه من 8000 دينار إلى 7200 دينار .
تجار يرفعون الأسعار ثم يطبقون الصولد
مالمسه العديد من المواطنين الذين تهافتوا على الصولد ،أن بعض التجار قاموا برفع سعر سلعهم ،ثم طبقوا الصولد ليبعوها بسعرها الحقيقي ،في حين قام البعض الاخر برفع سعر السلع موهمين المستهلكين بأنها بسعر مخفض ، كل هذا في ظل غياب مصالح الرقابة.
الصولد يستثني المودا و الماركات العالمية
و في جولة لموقع الصباح بالمركز التجاري “حمزة”بباش جراح و المركز التجاري باب الزوار، تبين أن معظم السلع التي تخضع للصولد هي سلع قديمة و بالية أما السلع الجديدة فلا تخضع للتخفيضات على اعتبار أن صاحب المحل سيبيعها في كل الأحوال، وهو ما أكده خالد بائع بالمركز التجاري بباش جراح الذي قال أنه اخرج السلع من المخزن من أجل افراغه و جلب سلع جديدة خاصة بموسم الربيع ،مؤكدا في السياق ذاته ،أنه في لائحة التخفيضات التي أعلنها الغى كل ما يتعلق بالمودا و بكل ما هو جديد ،ذلك أن سلعته ستباع في كل الأحوال ،ضاربا المثل بسروال نسائي قائلا: سيباع بدون تخفيض ذلك أنه “ستايل” جديد و لن يتقادم فلماذا أطبق عليه الصولد؟.
النساء أكبر ضحية
قال أمين صاحب محل لملابس العرائس بالمركز التجاري “طيبة” بباش جراح ،أنه من أراد الربح فليتعامل مع النساء ،ذلك أنهن يصدقن كل ما يقال لهن، و هو ما ينعكس على الصولد حسب قوله، ليضيف ذات المتحدث أن هناك بعض السلع كملابس للعرائس من الطبيعي ان سعرها ينخفض في فصل الشتاء لقلة الأعراس ،بمعنى أنه بدون صولد هذا هو الثمن ، وربما هو أقل من سعره بالصولد ،لكن النساء يصدقن ذلك بل و يلحن على الشراء، وهو ما أكدته ك.ا التي تحضر لزفافها هذا الصيف،قائلة انا اشهد فعلا وجود تخفيضات فهناك قفطان كان بسعر 28000 دينار اقتنيته ب 18000 دينار بالإضافة إلى العديد من المستلزمات الأخرى.
جمعية التجار تتوعد المتحايلين
من جهته ،قال رئيس جمعيةالتجار و الحرفيين ،الحاج طاهر بولنوار لموقع الصباح الجديد، أن موسم التخفيضات(الشتوي و الصيفي) يخضع لقوانين جاء بها المرسوم التنفيذي 06/215 الصادر بتاريخ 18 جوان 2006 و طبقا للمادة 06 من المرسوم المذكور أعلاه فان على كل راغب في ممارسة البيع بالتخفيض أن يقوم بإيداع تصريح لدى مديرية التجارة في الولاية التي ينشط فيها مرفوقا بالوثائق التالية:
1- نسخة من مستخرج السجل التجاري.
2- قائمة السلع موضوع البيع بالتخفيض و كميتها.
3- قائمة تبين التخفيضات في الأسعار المقرر تطبيقها و كذا الأسعار الممارسة سابقا.
و كل مخالفة لهذه اﻹجراءات التنظيمية و كلّ عمليّة تحايل تعرّض صاحبها للعقوبات المعمول بها في القوانين السارية المفعول.