أكد السيناريست المصري في حوار له مع موقع الصباح الحديد ،انه صاحب ملكية سيناريو سلسلة رايس قورصو التي ستعرض في رمضان 2019 ، مستدلا على ذلك بالوثائق ومؤكدا أن المحامي قام بكل الإجراءات لإحالة الملف إلى القضاء ، منوها إلى أن أنس تينا هو مجرد مترجم للسيناريو إلى اللهجة الجزائرية، ليقول في الأخير أن دخولهم لسوق السينما الجزائرية ليس لأخذ مكان أحد، موجها رسالة إلى كل الذين قالوا أنهم أثاروا ضجة حول السلسلة لإلهاء الناس عن الحراك الشعبي، قائلا أن من خرج يبحث عن العدل ويندد بغيره، فيجب ألا يدير ظهره للعدل والحق.
حاورته: سارة العايبي
كيف بدأت قصة رايس قورصو ؟
بدأت قصة المسلسل باتصال تليفوني تلقيته من أصدقائي بسام عادل وهو مصري، ومحمد أنس وهو تونسي، يطالباني خلاله بإرسال نص درامي يصلح تقديمه في الدراما الجزائرية، من النصوص المكتوبة سلفاً من قبلي، نظراً لضيق الوقت، وكان ذلك في ديسمبر 2017، وتقديراً لهما ولعلاقة الصداقة الممتدة بيننا عبر سنوات طوال، وافقت، وبحثت بين النصوص التي كتبتها من قبل، والموجودة لدي ، ووجدت أن نص “الرايس قورصو” قد يكون مناسباً للتقديم في آي دولة عربية، فأجواؤه أسطورية، تشبه ألف ليلة وليلة، وأحداثه تدور في اللا زمان واللا مكان، وبالفعل قمت بإرسال النص لصديقاي بسام عادل، ومحمد أنس، ووجدت بعدها اتصالاً منهما يبلغاني بالموافقة على النص،وضرورة تقديم الحلقات تباعاً، نظراً لضيق الوقت، ووقتها كانا متواجدين بصحبة الأستاذ علي فضيل، وتحدث معي سريعاً أشاد بالنص وأكد على ضيق الوقت، وكانت المرة الأولي والأخيرة التي أحدثه فيها.
ثانيا: ما علاقة انس تينا بكم، علما أنه يقول أنه صاحب السيناريو ؟
أنا لا أعرف أنس تينا، لكنني وجدت اتصالاً تليفونياً من شخص عرفني بنفسه أنه جزائري، ولم أميز الإسم وقتها، وأشاد بالنص الذي كتبته، وأبلغني أنه قام بقراءته بعد أن أرسله له علي فضيل، حيث تجمعه علاقة قوية بالأخير، ثم طلب مني التواصل علي الفيس بوك و قبول طلب الصداقة.
وبالفعل قام بتعريف نفسه لي، وأنه اتفق مع علي فضيل، على كتابة الحوار باللهجة الجزائرية، لكنني فوجئت باتصالاته تتكرر طوال اليوم بشكل بدأ يفقدني تركيزي، إلى أن قام بإرسال ملاحظات لي، وطلب مني الأخذ بها، وتعديل النص والسيناريو.
طبعاً ترفعت عن الرد عليه، فأنا لا أقبل مثل هذا التدخل السافر في عملي، خاصة وأن دوره يقتصر على جزأرة الحوار لا أكثر ولا أقل.
وبالفعل أبلغت صديقاي محمد أنس وبسام عادل رفضي لهذه الصغائر، وأنني معتذر عن كتابة المسلسل، لكنهما اعتذرا لي، وأبلغاني بمواصلة العمل وعدم الرد على أنس تينا واعتباره غير موجود. وفي هذه الأثناء كنت علي تواصل مع المخرج الكبير عادل أديب الذي كان قد قرأ النص وأشاد به، ولكنه كان مرتبط بعمل درامي في مصر، فطلب مهلة يومين لتوفيق أوضاعه قبل الموافقة أو الرفض، وعندما بلغه أنني سأعتذر عن العمل، وجدته يتصل بي ويخبرني أنه وافق على إخراج المسلسل، ولن يقبل بتدخل أي شخص في العمل، وبالفعل عقدت أنا والأستاذ عادل أديب جلسات عمل تفاهمنا خلالها علي كل شئ، وكان التعاون ثري ومثمر.
في تلك الأثناء كانت اتصالات أنس تينا بي على ماسنجر الفيس بوك لا تتوقف، وأنا لا أرد عليه. ويكفي أن ملاحظاته كانت كارثية، فهناك ملاحظة تنسف العمل من أساسه، فأنا لضرورة درامية يظهر السلطان متزوج من 3 نساء، كل واحدة منهن تمثل تيار وثقافة وفئة معينة ومختلفة، فإذا به يرسل لي بأن نكتفي بتزويج السلطان من واحدة فقط، لينسف البناء الدرامي للعمل تماماً.
كما أنه فاجأني بطلب غريب حين طالبني بتحديد مصر والمغرب كأعداء للمملكة، وهو طلب غريب كوني كاتب مصري عربي، لا يُمكن إظهار بلادي كعدو، ولا الشقيقة الغالية المغرب كعدو أيضاً، فكل الدول العربية لها مكانة خاصة في القلب، ونحن جئنا للجزائر لتقديم عمل فني، لا أن نتسبب في أزمات دبلوماسية أو فتنة بين الدول العربية.
وملاحظته الثالثة كانت أن أهتم بدور مساعد البطل وأركز عليه الأضواء، وزالت دهشتي، عندما عرفت من الصديق محمد أنس، السر في طلب أنس تينا هذا، بأنه كان يريد أن يتم إسناد هذا الدور إليه. والحقيقة أنني لم أتحمل التواصل مع الأستاذ أنس تينا أكثر من 48 ساعة، قام خلالها بعشرات الاتصالات دون رد مني. حتي تجاهلت أي اتصال منه تماما
من المفروض التعامل بأوراق رسمية لماذا تجاوزتم هذا الإجراء؟
ومن قال إننا لم نقدم أوراق ومستندات، وهذا ذكرته في البوست الذي كتبته علي الفيس بوك، أن هناك أشياء مكانها القضاء لا الفيس بوك، والمحامي، اتخذ إجراءاته القانونية بالفعل.
أثارت السلسلة جدلا كبيرا في الجزائر بسبب حق البث لإحدى القنوات الجزائرية ما تعليقك؟
أولاً أنا كمؤلف لا دخل لي بالقناة التي ستقوم بعرض المسلسل، فهذا يخص الجهة المنتجة. وهنا أوضح أن المسلسل كان يتم إنتاجه بطريقة المنتج المنفذ، الذي يقوم بتحمل المسؤولية في كل شئ تخص التعاقدات، ويتفق مع احدي القنوات لكي يؤمن عرض العمل وحقوق بيعه، لكن ما حدث أن المسلسل توقف عام كامل، وهنا دعونا نتحدث عن ظروف خاصة بكل شخص شارك بأي جهد في المسلسل ولديه ارتباطات مادية، ويحتاج إلى أجره، فهذا الطبيعي، لكن لم يحدث ما تسبب في ضرر كبير.
كل ما أقوله أنني لم اتعاقد مع آي شخص أو أوقع علي آي أوراق، فكل اتفاقي كان مع صديقاي بسام عادل ومحمد أنس، ومعهما كان التعاقد، وبالمناسبة هما أيضاً من تعاقدا مع المخرج عادل أديب.
لكن بالنسبة لي كمؤلف ليس لي دخل بالشاشة التي تعرض المسلسل، ولست طرفاً في التعاقدات الخاصة بهذا الأمر من الأساس.
ما علاقتكم بمحمد أنس المنتج التونسي علما انه في منظور الجزائريين هو من كان وراء كل ما يحدث بخصوص رايس قورصو ؟
محمد أنس صديق عزيز أعرفه منذ سنوات، وكان مقيماً في مصر، وكنا نلتقي يومياً أنا وهو وبسام عادل، وكانت بيننا العديد من المشاريع.
بعد كل الذي حدث هل ستثقون مرة أخرى في “الثقافة ” و”السنما “الجزائرية ؟
أود توضيح شيء هام رداً على سؤالك الأخير، أولاً لم نأتي لدولة الجزائر الغالية لنأخذ مكان أحد، فالعمل الفني لا يعرف التعصب، والدليل أن بطولات وفدائية ونضال الشعب الجزائري وجميلة بو حيرد، نقله وقام بتأريخه سينمائيا المخرج العالمي يوسف شاهين، وتعمد أن يكرم الأبطال مصريون واللهجة مصرية، حتى لا تقتصر مشاهدة الفيلم علي الشعب الجزائري وحده، فقد أراد أن يجعل الجمهور العربي بأسره يفتخر بهذا التاريخ النضالي.
أيضاً كل المجتمعات يوجد فيها المنحرف والصالح، لسنا ملائكة، لكنني وكذلك الأستاذ عادل أديب قبلنا العمل حبا في الجزائر وأملاً في تقديم عمل فني يليق بالجمهور الجزائري، لكن مادياً كانت الأجر غير مغري فهو يساوي ربع قيمة الأجر في مصر.
وأخيراً أشكر مشاعر الأخوة الجزائريين الذين حرصوا علي التواصل معي ودعمي، وكانوا خير مثال لوطنهم، لكن أوضح لبعض من يتحدثون عن أننا نقوم بذلك لإلهاء الناس عن الحراك الشعبي، فأقول لهم من خرج يبحث عن العدل ويندد بغيره، فيجب ألا يدير ظهره للعدل والحق، وليقل خيراً أو ليصمت، مع تمنياتي بكل الخير للشعب الجزائري وأن تتحقق له أحلامه وتطلعاته المشروعة.