قال الخبير التونسي في مجال التسويق الالكتروني ،سامي بن علي في حوار مع الصباح الجديد،أن 19 مليون مستخدم جزائري للفايسبوك يعتبر ثروة مالية اذا ما تم استغلاله في مجال التسويق ،كما أكد أن مستقبل التسويق سيكون الكترونيا فقط،موضحا أنه لا يوجد يوتيوبر لا يتقاضى اموالا.

ماهو التسويق الالكتروني؟

هوالترويج لفكرة ،لشخص أو لمنتوج من خلال استغلال التجمع الافتراضي للأشخاص في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل ايصال ما تم الترويج له، وهي في بدايتها في دولنا لانها فكرة غريبة خاصة بالنسبة للمؤسسات.

ماهي استراتيجية التسويق  عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

الحضور الدائم والمتواصل لصاحب المشروع في مواقع التواصل، مع التعريف بالسياسة التحريرية للصفحة بالإضافة الى التنويع في المنشورات (صور،فيديوهات ،اخبار ،سبر الاراء،اخبار) حتى لا يمل المتابع، خاصة المواقع الالكترونيه الاخبارية.

مع المزايا التي توفرها السوق الالكترونية و هل ستزيح السوق التقليدية ؟

السوق التقليدية ازيحت تماما في الغرب ،بل وأصبحت نشاطا ترفيهيا اكثر منه مكان لاقتناء الحاجيات ،ذلك ان الفرد يقتني كل ضرورياته بواسطة الإنترنت ،أما الدول العربية فلم نصل بعد إلى ذلك.

في الوطن العربي و المغاربي توجد أزمة ثقة بين الفرد و المواقع التي تسوق للمنتوجات ،هل هذا سيعيق التحول نحو السوق الالكترونيه؟

نعم ،بالتأكيد بالإضافة إلى وجود مشكل آخر وهو الحقوق المحفوظة ، يعني لا توجد صفحات البيع المباشر ،وعدم وجود قوانين و تشريعات تنظم هذه السوق على اعتبار أنها جديدة،وهو ما أدى بفتح صفحات للاحتيال على المستهلك، و كذلك اصبحت ملاذ للتهرب الضريبي.

كيف يمكن لهذه السوق أن تساهم في الاقتصاد الوطني؟

أول شئ بتنظيمه ،و ضبطه  بقوانين و ضبط نوعية التعامل به ،وجود وعي بأهمية مواقع التواصل، لانه يمكن استغلالها في التسويق للمنتوجات الممنوعة والخطرة.

هل يمكن مراقبة العدد الكبير من المواقع؟

بالعكس المراقبة في شبكة الانترنت أسهل بكثير من المراقبة خارج الشبكه العنكبوتيه،لانه عدد كبير من الأشخاص محصور في شبكة تسهل مراقبتهم و بتكلفة أقل.

هل ترى أنه من الضروري أن تتدخل الدولة في هذه السوق أم لا؟

اذا كان الضبط على الطريقة الغربية فالضبط أفضل، خاصة في ظل وجود تشريعات تضمن حقوق المستهلك والمؤسسات .

قمت بالعديد من الدورات التدريبيه في العديد من الدول كيف ترى السوق الالكترونية في الجزائر؟

في بدايتها و المجال ما يزال جديدا.

ماهي العوائق(في الجزائر)؟

غياب الثقة ،غياب وسائل الدفع الالكتروني، visa carte،بالإضافة إلى كل ماسبق الحديث عنه.

كما أنه في الجزائر يوجد 19 مليون جزائري يستخدم الفايسبوك،وهذا يعتبر ثورة مالية يمكن استغلالها من طرف الأفراد أو الأشخاص،حيث يمكن استهدافهم بطريقة سهلة و بأقل تكلفة ،ذلك أن الطريقة التقليدية مكلفة بالإضافة إلى نوعية الجمهور المستهدف الذي ربما لا يمكن الوصول إليه من خلال المطويات و غيرها من وسائل الاشهار التقليدية.

الجزائري معروف بذهنيته عن الإشهار التي لا يحبذها ،فكيف لشخص أو مؤسسة استهداف19 مليون جزائري عبر الفايسبوك؟

السمة الغالبة على الإشهار هي التكرار مع اختيار الاوقات و عليه ما تكرر تقرر ،كما أن الفايسبوك يحاول يحاول استهداف الشخص المضبوط بقدر الامكان.

تحدثت طيلة الحوار على الفايسبوك مع انك تركز في دوراتك التكوينية على مواقع التواصل كلها (فايسبوك ، انستغرام،يوتيوب…)؟

الفايسبوك هو الأكثر انتشارا في الجزائر ، في الخليج يستخدمون بكثرة التويتر ،و كل مؤسسة تستخدم الشبكة التي تخدم منتوجها و جمهورها.

والمغاربة بصفة عامة يحبذون الصورة لأننا لا نقرأ لهذا عدد المستخدمين على الفايسبوك مرتفع مقارنة بتويتر كما أن هذا الأخير عبارة عن تغريدات وفقط موجه للفئة التي تحب القراءة.

على ماذا تركز في دوراتك التكوينية التي تقدمها في الجزائر؟

حاليا نركز على الأساسيات، لأن السوق الالكترونية هي سوق جديدة في الجزائر، بالإضافة إلى التركيز على كل ماهو تطبيقي،من أحداث،الإشهار ، مع التركيز على الفايسبوك و اليوتيوب.

ما الفرق بين السوقين الالكترونية في تونس والجزائر؟

تونس تقدمت كثيرا في مجال التسويق الإلكتروني بالإضافة إلى وجود 7 ملايين مستخدم على الفايسبوك من أصل 11 مليون نسمة، هذا من جهة ،من جهة أخرى الفايسبوك خدم كثيرا السياسة في تونس،ذلك أن التسويق الالكتروني يخدم الاقتصاد كما السياسة (الترويج لفكرة)، خاصة في الحملات الانتخابية ،منها انتخابات 2014 فب تونس، وانتخابات التشريعية في الجزائر ماي 2017 .

كيف سيكون  مستقبل التسويق في البلدان المغاربية و العربية ؟

التسويق بصفة عامة سيكون الكترونيا وفقط ،وفي المستقبل القريب،ذلك أنه واقع في البلدان الغربية ولهذا سيفرض علينا بشكل أو بآخر.

هناك العديد من اليوتيوبر يؤكدون عدم تقاضيهم لاموال على غرار انس تينا و ديزاد جوكر ،فهل يمكن أن يحدث ذلك؟

اولا هناك شروط يفرضها اليوتيوب على الفيديو حتى تظهر تلك الاعلانات الصغيرة و التي يتقاضى من خلالها اصحاب القنوات على هذا الموقع اموالا ،منها أن يكون الفيديو ملكية فردية أي أن لا يعتدى على الحقوق الفكرية للآخرين او الحصول على ترخيص.

فمثلا انس تينا صور فيديو “راني زعفان” و استعان بموسيقى فيلم التيتانيك و بالتالي نفيه الحصول على أموال صحيح ،ونفس الشيى بالنسبة لديزاد جوكر .

بالمقابل ،يستحيل لقناة على اليوتيوب أن لا تذر أموالا على صاحبها ،فيستحيل أن كل الفيديوهات لا يتقاضى عليها اموالا ،باستثناء واحد او اثنين التي لا تخضع لشروط الملكية الفكرية .

فمثلا الرحالة الأردني جاسر حطاب،تذر عليه قناته 2000 دولار شهريا على الأقل، وكذلك الرحالة الكويتي  عادل العدواني الذي زار مؤخرا الجزائر ، والذي دعمته في فترة ما الخطوط الجوية الكويتية.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *