بقلم: وافية الجزائرية
ما إن غنّيتُ أغنية غرامي تحت شمس حبّك ..حتّى حلَّ الصّقيع ،ودُفنت يداي تحت الثّلج .لابدّ من الغد ولابدّ من حلول فصل جديد .فلو لم يكنْ الغد قادمًا لبقيتُ بجوارك دائمًا.إنّها الحقيقة ،الحبيبُ أحيانا فكرةٌ أكثر من كونه حضورًا مُجسّدا .
فأنا في هذه اللحظة قد أكون طيفًا يتراءى لك من وراءِ زجاج نافذة غرفتك .وأنا هنا أجوبُ دهاليز عينيك في العتمة والّليل كُلّه ينظُرُ إليَّ نظرة باردةًسوداء.
وربَّما شكَّلتَ إسمينا في بخار المرآة ،وبقيتَ مُتكدِّرا كتومّا تَغوصُ إلى أعماق روحك وتخرج منها دون أن تقول شيئا ،وتطمس سرّا يلتهب في صدرك لأنّ الغصّة كتمت صوتك في حلقك .
أمَّا أنا حُمتُ قلقةً وأرسلتُ نظرتي المُتعبة إلى هناك فرأيتُ الغرفة غارقةً في الفوضى وكتابك مُلقى بجوارك .
إلى متى ستظلُّ هناك تُراقبني من بعيد كأنّني سمكةٌ في بيتٍ زجاجي.عزيزي الشّتلةُ لا تنمو أبدا في الظّل .
أنا مُتعبة وبكماء ،وعندما ألزمُ الصّمت تتلألئُ نجومُ الدّمع في ليل أهدابي ،في ٱنتظار ان تمُرَّ نسمةٌ تائهةٌ بين شُجيرات آلامي البريئة .
لكن ٱطمئن لقد ٱستنزفتُ كلّ أحزاني ،لم أعد أفكر في حزن الغد ،فلطالما كان الرحيل حكاية حزن لابدّ منها.
كنتُ قبلاً لا أخاف لأن كتفيك أسوار قلعةٍ عظيمةٍ.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *