استسلمت للحية المكثفة حزنا على زوجتي “اسفيتلانا” لما مرضت ثم هي رحلت في شهر اوكتوبر 2018 للعلاج في موسكو و بعدها توفيت في مسقط اجدادها في جويلية 2019. سكنت بيترسبورغ في الفيديرالية الروسية، هي من اصول الطبقة الاريستوقراطية من عائلة عريقة “الصوروكين” قبل حدوث الثورة البولشيفيكية. ترعرعت في جنوب الاتحاد السوفييتي سابقا جمهورية الاوزبيستان بمدينة طشقند الساحرة بعادتها الاسلامية منذ قرون..
لقد كانت اية في الجمال و الرقة لقد تحصلت على شهادة الدكتورة في فنون الاوبيرا. عاشت معي كل مرحلة الارهاب في قرية نائية في ضواحي العاصمة (1992/2000) و بعدها مرحلة العصابة الى غاية اواخر و بداية الحراك 2019..
عاشت معي 36 سنة منها 31 في الجزاير العميقة و لن يخطر ببالها ان تتركني رغم صعوبة الاوضاع..توفيت في ارضها بين اقاربها في ساكنت بيترسبورغ مدينة الفنون و الحضارة..
حزنت و لا ازال حزينا على ذلك المخلوق الملائكي الذي احب وطني و ديني و اعرافي و تقاليدي بعضها التعسة و احب الشمس و القمر, البحر.، و لم يرحل مثلما رحل اقاربي في قوارب الموت الى فضاءات اخرى اكثر رحمة..
فاللحية كانت حزني و مأثمي..
امس زارتني في المنام و قالت لي : “حلق اللحية انها اشارة التعاسة..
فانا لست ازلية في الفراق..
ان الموت و الحياة واحدة..
و الرب الكريم، الرحمان سائلها،
فلا تدع لقبلك الماتم..
ان كان الحب لايزال نابضا بيننا ولعناقيد البستان..”
استيقضت باكرا و حلقتها اليوم بركة فيها و ذاكرتها و حبي لها…
لايزال الحب نابضا بين التراب و اغصان شجر الليمون.. مثلما كان بالامس..و اليوم..
بقلم :حبيب بوخليفة