كثرت الجرائم في هذا الزمان، لا تجد شارع أو قرية إلا وتسمع حدوث جريمة فيها فضلاً عن الجرائم في المدن، ومن أهم أسباب الجرائم وكيفية علاجها معرفة قيمة نعم الأمن .
إنَّ المجتمع الآمن هو مَطلَب الجَّميع، فالأَمان هو مصدَر بِناء الحَياة في أيّ مجتمع وتطوّره، والإنسان منذ ولادتِه تكون فطرته جيّدة ولا يعلم ما هو هو الإجرام أو الأذى، ولكن البيئة التي يَنشأ فيها هي ما قد تؤثِّر فيه، وتغرِس فيه سلوكيّات غير جيّدة، ممّا تجعله ينحرِف عن الطريق المستقيم الذي خلقه الله تعالى عليه، فكلّ شخص يلجأ إلى ارتكاب الأفعال غير المقبولة هو إنسانٌ غير سويّ، وينتج عنه الكثير من المشاكِل والمفاسِد في المجتمع. والجَريمَة الاجتماعيّة: هي أيّ أفعالٍ تتعارَض مع القواعِد والأعراف والعادات الاجتماعية السائِدة في ذلك المجتمع وان مجتمعنا كان يتميز بالأمن على نفسه وعلى ماله وعلى عرضه إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تصاعد خطير في الجريمة وتنوعها وتنوع أساليبها ولعل ذلك يرجع بالأساس الى تفكك الأسرة وانتشار الظلم وكذا المخدرات والأمان بمختلف أساليبه ،وايضا اثار العشرية السوداء وما صاحبها من اجرام وكذا جائحة كورونا وأثارها الاجتماعية على الفرد والمجتمع، وعليه لا بد من دراسة علمية الاجرام لمعرفة الأسباب والإسراع في العلاج والنهوض بالقيم المجتمعية ودور الوازع الديني وتفعيل الاخلاق ومحاربة مظاهر الظلم والمخدرات. ومن أسباب أيضا أسباب الجرائم متعددة؛ توجد الجريمة النفسية، فالجريمة النفسية بسبب ضغوطات الحياة، كمن فقد ماله ، أو من فقد وظيفته واحتاج إلى المال فسرق لينفق على أهله، فالجريمة النفسية تكون بسبب خارجي لو لم يكن الشخص في هذه الظروف لم يكن ليرتكب هذه الجريمة. علاج الجرائم سهل وميسور إذا تكاتف الجميع لحلها توجد جريمة بالتعود والممارسة ؛ وهي التي تربى عليها الشخص أو أخذها مهنة له ويداوم عليها بكل سعادة، يظن أن هذا عمله في الحياة ولا يلوم نفسه على ارتكاب تلك الحماقات، كتجار المخدرات وعصابات السرقة والمجرمين المحترفين، وعلاج هذه الجرائم أصعب بكثير من النوع الأول. كثرت الجرائم في العالم كله بسبب الظروف المادية التي يمر بها البشر بالذات بعد ظهور الوباء وتعطل الحياة كلياً وفقد كثير من الناس وظائفهم. من أسباب الجرائم الفراغ لدى الشباب وتهورهم وعدم تحملهم المسؤولية مبكراً، وبسبب إهمال الآباء لأبنائهم وعدم ترشيد سلوكهم وعدم السؤال عن أصدقائهم. ومن أكثر أسباب الجريمة تعاطي المخدرات والمسكرات. طرق علاجها من أفضل الطرق وأنفعها هو تربية الأبناء على الدين والأخلاق؛ ففي الدين الإسلامي قال الله تعالى: ”(من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا} وقال الله أيضاً: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أخذ أموال الناس أراد إتلافها أتلفه الله) فآيات وأحاديث كثيرة تنهي عن أذية الناس وأخذ أموالهم بالباطل، بل في كل الأديان نهى الله تعالى عن مجرد السب وقذف البشر حتى لا يعتدي شخص على شخص آخر.ومن طرق علاج الجريمة التربية الصحيحة في البيت؛ ينبغي على الآباء والأمهات التنبيه على الأبناء بعدم الاعتداء على أحد سواء بالشتم أو الضرب، وتعليمهم العفو والتسامح. بقلم الأستاذ/قسول جلول باحث وإمام بمسجد القدس حيدرة