بقلم : زين العابدين بوعشة.
قبل محاضرته عن بعد بجامعة تيزي وزو أمس، هذا ما كتبته عن فرحات مهني قبل ثلاث سنوات في كتابي؛ كتاب “صحافي فوق العادة” لزين العابدين بوعشة، 317 صفحة، صادر عن دار فيسيرا للنشر عام 2016. للإشارة، اعتمد هذا الكتاب في مكتبة الكونغرس العمومية بواشنطن، ومكتبة جامعة ستانفورد بكاليفورنيا (Stanford University, California) وهي جامعة بحثية أمريكية تخرج منها عشرون “جائزة نوبل”، والكتاب مُنزَّل على مكتبتها الرقمية على الرابط الموجود أسفل النص.
“أولئك الذين لهم مفهوم ضيق النطاق للهوية الوطنية هم من أساءوا للأمازيغية بسلوكهم الإقصائي، معتبرين الأمازيغية لغة منطقة تحافظ على نقاوة العرق الأمازيغي، بالرغم أن الأمازيغية هي لغة وثقافة سكان المغرب العربي أو المغرب الأمازيغي إن شئتم (…)
كم كان الجزائريون فخورين أن يمثلهم أسد جرجرة كريم بلقاسم في التوقيع على اتفاقيات إيفيان التي أفضت إلى استقلال الجزائر! وكم خذَلهم فرحات مهني، الذي استشهد أبوه من أجل استقلال الجزائر، أن يتنكر لجزائريته ويحصر جنسيته في منطقة القبائل التي يريد فصلها عن الجزائر. متى كان القبائل انفصاليين؟! آه لو مازال عميروش حيًّا يا فرحات!
قال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي رحمه الله مقولته الشهيرة: “أخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه الخيانة وجهة نظر”. وها نحن نعيش زمناً تُسمى فيه خيانة الوطن خياراً شرعياً ونضالاً مشروعاً! إنه زمن الانفصالي فرحات مهني الذي نصب نفسه “رئيس حكومة القبائل المؤقتة” وكأن القبائل ليس لهم رجال، بل كأن الجزائر عقرت ولم تنجب إلا هذا الأرعن!
لا غرابة أن يزكي برنار هنري ليفي (BHL) “عرّاب الربيع العربي” فرحات مهني الذي زار إسرائيل، عام 2012، لحشد التأييد لمسعى انفصال منطقة القبائل، واستُقبل مع وفد من “حكومة القبائل” من قبل نائب رئيس البرلمان الإسرائيلي، وقياديين من حزب الليكود.
لا غرابة أن يراهن اليهودي الحاقد برنار ليفي على تحطيم الجزائر بعدما “ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﺩﻣﺎﺭﺍً.. وﺳﻮﺭﻳﺎ أﺿﺤﺖ ﺧﺮﺍبا” كما قال الشاعر أحمد مطر.
شكراً لبرنار ليفي الذي تذكر في الربيع الأمازيغي، بعد 36 سنة، أن ” القبائل أقلية مضطهدة” بالجزائر، وشبههم بالأكراد “بدون دولة”!
لا غرابة أن تستضيف قناة “فرانس 24” التابعة لقصر الإليزيه المغني الفاشل بصفة “رئيس حكومة القبائل المؤقتة” ليتحدث باسم القبائل الأحرار ويتجنى على جزائر الشهداء الأبرار، ويقول “أنا قبائلي ولست جزائرياً!”
لا غرابة أن وزراء “حكومة القبائل المؤقتة”، منذ نشأتها في جوان 2010، ينشطون بفرنسا، بعدما اختارت الحركة الانفصالية للقبائل (MAK) باريس عاصمةً دائمة!
ولا غرابة أن يدعو مندوب مغربي في الأمم المتحدة إلى إعطاء “الحكم الذاتي” لمنطقة القبائل الجزائرية!
إن مشروع فصل منطقة القبائل عن الجزائر يعود إلى عهد فرنسا الاستعمارية قبل انتفاضة المقراني. هل فهمتم لماذا كان البطل العقيد عميروش يذبح الخونة في الولاية الثالثة التاريخية؟ هل مازال الأوفياء لمبادئ وروح عميروش؟ السؤال موجه لكل الجزائريين في ﺯﻣﻦ ﻗﻞ ﻓﻴﻪ الرجال…”
زين العابدين بوعشة.