بقلم:علاء الدين عشور
وأنا أحضر ندوة نظمها منتدى الحوار بالجزائر العاصمة ـ والذي استضاف فيه المدرب احمد عمارة الاستشاري في الصحة النفسية والطاقة الحيوية ـ للحديث عن كيفية إرشاد الناس للوصول إلى درجات النجاح والسعادة بحضور نخبة من المثقفين منهم الدكتور عبد القادر بن بريكة والشيخ جلول حجيمي رئيس نقابة الأئمة وموظفي الشؤون الدينية وحضور كوكبة من الصحفيين وهذا من أجل إثراء النقاش حول هذا الموضوع الذي أصبح تجارة رائجة في المجتمع العربي لكن مع انطلاق الندوة التي تكلم فيها عن علم النفس ثم دخل في المجال الديني بدأ المدرب احمد عمارة،الاستشاري في الصحة النفسية والطاقة الحيوية،يطعن في الصحافة رضوان الله عليهم وبدأ يتهرب إلى آيات القرآن التى تخدم ما يقول وإنكار الأخرى بحجة التشابه والغموض.
كما قال ان الأحاديث التى تنسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هي أحاديث مشبوهة يجب التأكد من مصدرها،وطعن في أحاديث الإمام البخاري بوصفها أنها اجتهادات شخص لا يمكن تصديقها او الاستشهاد بها كما قال ان الإنسان باستطاعته ان يتحكم بقدره المحتوم وأن عكس ذلك هو كذب على الله . من جهته،عقب الدكتور بن بريكة،بقوله ان ما طرحه احمد عمارة هو عرض قواعد معرفية متداخلة فقط في علم النفس وعلم النفس الاجتماعي وعلم التفسير كما قال ان المحاضر كان يسأل ويجيب في نفس الوقت رغم تفاعل الحضور معه إلا انه لم يستطع الإجابة على مختلف الآراء المطروحة.
بعد الأخذ والرد والانتقال من محور إلى آخر،لم ينته المحاضر بشهادة الحضور إلى إقناعهم بما تقدم به واعتبروه تشويها للدين الإسلامي وقواعد ما جاء به وهي مجرد آراء اقرب إلى الدروشة منها إلى العلم وهي بالتعبير العامي،خرطي في خرطي،وهو ما ترك استياء وتذمرا من طرف اغلب الحاضرين .
وهذا ما نجده طاغيا على مختلف الدورات التى تقدم تحت مسمي التنمية البشرية بغرض ملئ الجيوب وتفريغ العقول بحيث أننا اطلعنا على سعر الدورة الواحدة لشخص واحد فقط التى تصلفي اغلب الأحيان إلى أزيد من 500000 دينار جزائري، خمسة ملايين،في دورة مكثفة تقدر بيومين وإيهام المشاركين الذين يتجاوز عددهم في الدورة الواحدة أحيانا أكثر من 400 شخص تتوج بشهادات يدعون أنها معتمدة من معاهد عالمية ومراكز دولية. والملاحظ أن كل من حضروا هذه الدورة يجدون أنفسهم قد صدموا بالواقع المرير،الذين كانوا يعتقدون قبل مشاركتهم في مثل هذه الدورات أنهم سيصلون إلى النجاح والسعادة المنتظرة،هكذا هم تجار وبائعو الوهم،الذين يلهون ويتلاعبون بعقول الأخريين.