بقلم : الحبيب السايح
الآن، وبضمير المتكلم، أحب أن أذكّر الأصوات، الجالسة خلف شاشات حواسيبها وهواتفها وفي الصالونات ووراء البحر والمندسة في الحراك، الرافعة شعارات، غير بريئة حينا وحينا غير واعية بالرهان، من مثل “الجيش في الثكنة” وكذا تلك التي تمس، بشكل علني أو ضمني، بسمعة الجيش،
أنه لولا قبضة الجيش الوطني الشعبي على دوائر العصابة وتفكيكها لكان الحراك منذ أسبوعه الثاني دخل في نفق المواجهة الدموية بينه وبين بلطجية العصابة التي كانت في مرحلة ثانية ستدفع بميليشياتها المسلحة إلى الميدان. وهو ما يعبد الطريق للتدخل الخارجي، بدءاً من حدودنا الجنوبية.
ولنا أن نتصور السيناريو الكارثي الذي كان سيحصل.
إن الدعوة إلى “تحييد الجيش”، في مثل هذا الظرف الحاسم، وكما تسعى إليه دوائر أجنبية معروفة بعدائها التاريخي للجيش الوطني الشعبي وللجزائر، هو فتح باب جهنم على الجزائر وشعبها.
وأنا أعلن هذا بشكل صريح، فإني أذكّر أنه “لا ناقة لي ولا جمل” مع أي كان في مؤسسة الجيش.
إنما أنا أدرك، من باب خوفي على الجزائر، أنه من واجب كل جزائرية وجزائري التصدي للحملة المغرضة الشرسة التي يتعرض لها الجيش الوطني الشعبي؛ وهو يتحمل عبئا عظيما لا في تأمين الحدود الشاسعة فحسب ولكن أيضا في بسط الأمن الداخلي والعمل على مرافقة الحراك وحمايته.
ثم إنه لا ينبغي أن ننسى أن الجيش الوطني الشعبي تعهد بسعيه في المرافقة إلى تحقيق المطالب الشرعية التي يرفعها الشعب الجزائري من خلال حراكه الذي يدخل شهره الثالث بشكل سلمي وبإصرار على المضي قدما من أجل بناء جزائر جديدة، ديمقراطية وعادلة.