عادت إعلانات السفر نحو الجنوب في إطار السياحة الصحراوية إلى واجهة الوكالات السياحية بعد غياب دام عدة سنوات ، وهو ما ساهم في ارتفاع عدد السياح إلى الصحراء الجزائرية سواء القادمين من الشمال أو من الخارج ،هذا ما أكده محمد زونقة رئيس منتدى أتاكور للترويج للثقافة و السياحة الصحراوية و مدير أقدم وكالة سياحية في الجنوب “أكار أكار” والوحيدة في تمنراست في حوار “للصباح الجديد”.
وفي هذا الصدد،أكد محمد زونقة،أن السياحة الصحراوية جزء من تاريخ الجزائر،ذلك أن الفرنسيون كانوا يهتمون بالمنطقة الصحراوية و يزورنها باستمرار وهو ما أكسب أجدادنا الخبرة في هذا المجال من خلال مرافقة السياح،حيث حاول بعض الشباب و على رأسهم والدي بعد الاستقلال استرجاع بريق السياحة الصحراوية لما تزخر به المنطقة من مناظر طبيعية خلابة كما يعتبر قطاع السياحة مصدر رزق لسكان الجنوب.
ومنه لا يمكن اعتبار أن للسياحة الصحراوية إستراتيجية لا بعيدة و لا قصيرة المدى لأنها جزء من تاريخنا،بحكم أن أجدادنا كانوا يعملون من الأجل الترويج لها في سنوات الأربعينيات بإمكانيتهم الخاصة.
السياحة الصحراوية تحتاج إلى تسهيلات وليس لإمكانيات
وبحكم أن الجنوب الجزائري يزخر بمناظر طبيعية ساحرة قال زونقة أن السياحة في مثل هذه المناطق لا تتطلب إمكانيات ضخمة،ولكن بالعكس تتطلب تسهيلات في التأشيرة والطيران،بالمقابل يقول المتحدث ذاته،أن قطاع السياحة بالجنوب شهد تطورا ملحوظا فحسب الإحصائيات من سنة 1999 إلى 2010 كان حوالي 2800 سائحا يزورون الصحراء أسبوعيا خاصة و أن الأمن في الجزائر لا يشكل هاجسا.
وبخصوص استغلال الاستقرار الأمني في جلب السياح قال زونقة :”أن الأمن لم يشكل هاجسا للسياح في الصحراء ذلك أن الوضع الأمني بدأ يتحسن في الجزائر منذ 1997،كما أننا في الصحراء لم يكن لدينا مشكل مع التوترات الذي شهدتها الجزائر في التسعينيات ،لكن في سنة 2010 سجلنا صفر سائح بعدما كان عددهم 2800 أسبوعيا لأسباب عديدة منها التهديدات الأمنية الإقليمية في مالي و النيجر و سقوط نظام القذافي في ليبيا،لهذا اتخذت دولتنا جملة من الإجراءات منها غلق الحدود نهائيا أمام كل السياح،رغم أنه قرار حساس لكن هذا لا يمنعنا من أن نسانده لما في ذلك من تهديدات.
2017/2018 تحسن ملحوظ في عدد السياح
انتعشت السياحة الصحراوية حسب المتحدث ذاته،خلال السنة 2017/2018،كما عرفت تقدما ملحوظا من حيث عدد السياح أو من حيث الخدمات،خاصة في ظل وجود جمعيات ميدانية تنشط في المجال السياحي والتي يجب في نفس الوقت أن تؤطر إداريا و في إطار جمعوي وهذا يرجع بالفائدة للمنطقة كما تروج للسياحة في الجزائر،كما أنه السائح في الجنوب يجب التصريح به و توفير الحماية له و هذا لا يمكن أن تقدمه هذه الجمعيات.
نحن كوكالة لا نروج لوكالتنا بل نروج للثقافة والسياحة ككل وخاصة الجنوب حيث نقوم بمهرجانات وملتقيات ، رحلات الإعلامية يحضرها الإعلاميون للترويج للمناطق السياحية،بالتنسيق مع وزارة السياحة حيث تم اعتمادنا في إطار الشراكة بين وزارتي السياحة و الثقافة للترويج للسياحة الثقافية خاصة بعد التحسن الأمني على مستوى الحدود
أما المناطق التي نعول عليها هي من عين وسارة بالجلفة إلى عين قزام و من تينزاوتين إلى برج الحواس وهو ما يشمل غرداية بسكرة تيميمون وغيرها
الجزائري لا يشتكي من ارتفاع التكلفة بل من سوء الخدمات
من جانبه،قال زونقة أن الجزائري لا يشتكي من ارتفاع التكلفة بل لغياب جودة الخدمات ، التي تتغير حسب توافد السياح ،بالمقابل هناك من لا يعلم أن السياحة في الصحراء هي عبارة عن رحلة استكشافية تتطلب التنقل لهذا لا يجب البحث عن فنادق بقدر ما يبحث السائح عن الوسائل كالخيم و سيارات رباعية الدفع ،الإطعام،الماء و المرشدين، لأنها مغامرة أكثر منها رحلة سياحية.
السياحة الدينية أولى من السياح الأوروبين
تأسف مدير وكالة أكار أكار تركيز القائمين على السياحة في الجزائر على السياح الأوروبيين فقط في الوقت الذي يمكن أن تجلب سياحة المواسم الدينية ملايين السياح خاصة وأن المنطقة الصحراوية تحتوي على زوايا بدء من عين وسارة إلى غاية تيارت و رقان بها التي تحوي 1300 زاوية وكذلك أدرار و تيميمون إلى جانب الزاوية التيجانية التي تعتبر مكسبا للجزائر،بالإضافة إلى السوق الآسيوية و الأمريكية والاسترالية التي يجب أن ننفتح عليها.
غياب الحظائر يهدد أثار الهقار والطاسيلي
وقبل الترويج للمنطقة و ما تحويه من معالم أثرية كالقهار والطاسيلي التي اعترفت بها منظمة اليونسكو،يقول زونقة أنه يجب حل إشكال غياب حظيرتي الهقار والطاسيلي فهي مناطق حساسة جدا،وتهديد الذي يطال الرسومات التي تعود لقرون من طرف أشخاص غير واعين أو حتى سياح أجانب، ولهذا يجب حمايتها من طرف حراس ومراكز حراسة،فاسترجاع ولو 50 بالمائة من السياح لابد من حماية هذه المناطق،والحفاظ على نظافتها و هذا ما تحرص عليه وكالتنا،ولهذا كونا شباب من الجيل الجديد في كيفية الحفاظ على هذه الآثار و حراستها و حماية هذه الثروة التي نعيش منها منذ قديم الزمان
ملتقى دولي للترويج للثقافة و السياحة الصحراوية
وينظم محمد زونقة مدير وكالة “أكار أكار” ملتقى دولي بعنوان منتدى أتاكور للترويج للثقافة والسياحة الصحرواية بين 18 و 21 أفريل الذي يصادف نهاية الموسم السياحي الصحراوي و لتكريم زبائن الوكالة و تكريمهم ،وكذلك لأنه يصادف فصل الربيع في المنطقة الصحراوية و شهر التراث بين أفريل و ماي،و أغلب الضيوف كتاب و دبلوماسيين و مخرجين سينمائيين حتى يكونوا كمروجين للسياحة في الصحراء الجزائرية ،وهي فرصة للمخرجين للقيام بأعمال سينمائية في المنطقة أو للكتاب من أجل الكتابة عن ثقافة المنطقة
لهذا يجب استغلال الأمن والإمكانيات التي توفرها الدولة في الحفاظ على الاستقرار في إنجاح الموسم السياحي.
شراكة بين وزارة السياحة والخارجية ساهمت في إنجاح الموسم السياحي
قال مدير وكالة أكار أكار أن وزارة السياحة وفرت إمكانية كبيرة ألا وهي تسهيل منح التأشيرة من خلال التفاهم بين وزارتي السياحة والخارجية بخصوص منح التأشيرة للأجانب لزيارة صحرائنا، وهي خطوة عظيمة ساهمت في استرجاع عافية السياحة في الجنوب،باستثناء منطقة تنمرا ست لوقوعها على الحدود المالية النيجيرية الغير مستقرة، لكن نحن نظمن أمها مؤمنة أكثر من أي وقت سابق.
وبخصوص وزير السياحة الجديد عبد القادر بن مسعود ،قال زونقة أنه ابن المنطقة و أدرى بها كما له إمكانيات وخبرة في مجال السياحة الصحراوية و هو ما سيخدمها،وحتى الوزير الأسبق حسن مرموري خدم كثيرا السياحة في الجزائر كما ترك برامج عديدة سيواصل الوزير الجديد في تنفيذها.