بقلم : سماح أمل
معجزة 22 فيفري 2019… قادر على تمثيل نفسه بنفسه…وحركة عزم نموذج حي من قلب الميادين
منذ اندلاع الحراك الجزائري الحر ابتداء من 22 /02/2019 ، والمرهنات على فشله ونجاحه عل أشدها، وأمام أهازيج مؤيد ومعارض ، ثبت الحراك ثبوت الجبال واستمر على عهده من أول يوم له ، عهد السلمية والوعي، ووحدة الصف و المطالب، ليفرض صوته حقيقة مجسدة بالميادين، لا مناص منها ولا ملاذ لتجاهلها أو تجاوزها ، وهنا بدأ الداعمون والمعارضون للحراك يطرحون حتمية تمثيل الحراك، لكن غالبيتهم لم يؤمن أن التمثيل يمكن أن ينبثق من قلب الحراك نفسه، فهم رغم اعترافهم بقدرة الشباب على تحريك الحراك اعترافا حتميا، وجعله القوة الضاغطة الوحيدة والشرعية في اسقاط النظام ومواجهة الفساد، إلا أنهم لا يثقون في قدرة ذات الشباب على هيكلة الحراك وتنظيمه وامكانية بلورته واصداره لممثلين من صفوة شبابه، وهنا المفارقة العجيبة ومكمن الخطر، هو ايمانهم بالشباب في الميادين إجبارا لا خيارا ، وفي الوقت ذاته عدم الثقة في قدرته على التمثيل والانتقال بشكل مؤطر من الميادين إلى طاولات الحوار والمشاركة في صنع القرار.
مما أدى ببعض الوجوه والحركات إلى تصديق وهم مفاده عجز شباب الحراك عن تمثيل مطالبه سياسيا بشكل منظم ومحنك، لافتقادهم الخبرة أو لكونهم غير مؤهلين علميا وجماهيريا لذلك؛ وهم أوهموا به أنفسهم ليخادعوها على أنه ليزال لهم ثقلهم ودورهم وكلمتهم، وعلى أنهم هم وفقط الأقدر على البقاء في المشهد السياسي الجديد بأسمائهم المعتقة وحركاتهم التي أثبتت فشلها عشرون عاما مضت من الفساد ، فسادا باركوه بصمتهم وعاشوا لأربع عهد مظلمة وظالمة تحت عباءته ، وبناء على ذلك الوهم وتصديقا له تُقدم هذه الوجوه والحركات نفسها بتلميح سيغدو قريبا تصريحا دون ترميز ولا تشفير على أنها الأقدر على تمثيل الحراك سياسيا وفعليا، يعني ركوبا للحراك بأقنعة جديدة وتحت مسميات مختلفة، ليس استنادا إلى حق صناعتها له، بل لأنها دعمته بُعيد تأخرها عن الالتحاق به ، وبزعمها أنها نادت بما نادى به من مطالب منذ زمن، ونددت بالفساد قبل أن يندد الحراك به، ووفق زعمها كل شيء موثق في تصريحاتها وبياناتها.
وفرضا أن ما ذاعته صحيح أو فيه بضع من الصحة، إلا أنها تتجاهل ولا تجهل أن تنديداتها المزعومة ، قابلها لزومها دُورها ومكانها عشرون عاما لم تبرحها في انتظار الفرصة لاقتناص الكرسي لا غير، فهي لم تندد بالفساد لعيون الشعب بل لعيون الكرسي ، فوحده شباب الحراك الحر لا أحد غيره خرج من دوره حاملا كفنه بيد ووردة بيده الأخرى، دون علم مسبق له عن نتائج الأمور ولا حسابات ولا مصالح ….، مضى في دربه لا يعلم أيعود مكفنا أم يعود منتصرا، فكانت سلميته في حد ذاتها نصرا أسمعت صوته، وحققت مطلبه، وحمته وحصنته من الانخداع بالمتآمرين والملتفين والمندسين، ولكل من يقول ويدعي جهرا أو في طيات نفسه أن الحراك عاجز على اجاد ممثلين له من جمهور شبابه الحر، وعاجز عن تأطير نفسه سياسيا ، للعمل على تحقيق مطالبه ومكاسبه وتفويت الفرصة على المرتزقة والمدعين أنهم حراكيون منذ البداية لكن بأشكال مختلفة ، تتقدم عزم الحركة السياسية الشبابية الحرة، مفندة كل توقعاتهم حول عجز شباب الحراك عن تأطير نفسه، عزم انبعثت شابة فتية حرة من معترك الحراك وبعد مخاض عسير ، ولدت بأسماء حرة من رحم الحراك، تباركها الجماهير، وتدعوا لها وتؤيدها، *عزم *دليل قاطع، وبينة جازمة، وكفاءات لا غبار عليها، ونزاهة لا تشوبها شائبة فساد أو مباركة له، وحجة دامغة ونموذج حي وواقعي على امكان شباب الحراك على تأطير نفسه وتمثيله والعمل على الحوار والقرار لحماية مطالبه والحيلولة بينه وبين محاولات الالتفاف عليها.
عزم حركة أسسها ثلة خيرة من شباب الحراك ، ستة مؤسسين تيمنا قدري غير مقصود منهم بمجموعة الستة النواة الأولى لتفجير ثورة نوفمبر المجيدة، شبابا واع بمطالب الحراك ، مدركا للتحديات التي تواجهه، مستوعب للمسؤولية الملقاة على عاتقه، عزم بداية رسم مشهد سياسي جزائري جديد، تفتح الباب لحركات شبابية جديدة ، مرجعيتها نوفمرية ، وهويتها باديسية، و منظلقاتها وغايتها شعبية من روح الحراك، لا انتماء لها غير الوطن ولا ولاء لها إلا للوطن، أيديولوجيتها الأولى والأخيرة –الجزائر واحدة موحدة بشعبها وجيشها-، استراتيجيتها منح الشعلة للشباب وتحكيم الكفاءة، مستقلة غير تابعة لا لشرق العمائم ولا لغرب مفرنس، غايتها غاية الحراك وهي المضي قدما نحو دولة مدنية جزائرية خالصة في تجربتها ونموذجها ونهضتها ، يكون الإنسان فيها كريما مكرما، والتغيير فيها واقعا مجسدا، والقانون فيها فاصلا وسيدا.
عزم شباب خرج منذ الجمعة الأولى للحراك واستمر بجميع الجمع، يوحد الصفوف، يوضح الحقائق ، يشرح المعطيات، يدرس المؤشرات، يكشف المغالطات ، يبحث عن مخرجات سلمية وحضارية وقانونية ، الشعب مصدرها، والجيش حاميها، والشباب رائدها، والقانون المصادق والقائم على تنفيذها، عزم مبادئها وشعاراتها حال شعارات الحراك*يرحلوا قاع* ،*الشعب والجيش خاوة خاوة* ،* الشعب صاحب الكلمة الأولى والأخيرة* ،* الجزائر بلا فساد ولا مفسدين* ،*مطالب الحراك دستورنا ومشروعنا وصوتنا وغايتنا* ، و عزم كما أفرد أحد مؤسسيها – د حسام حمزة-: تهدف إلى ضمان سلك القطار سكته الصحيحة وعدم العدول عنها ، فلا يحيد بذلك عن مطالب الحراك، ولا يميل لمساومات من هم متربصون بالحراك، ولا يتعثر في طريقه في أوحال التشويش والتعتيم والتضليل، وذلك بالعمل والحرص على تسليم المشعل للشباب المؤهل لبناء دولة قوية بلا فساد .
عزم هي البداية والقائمة مفتوحة لولادة أخوات عزم، ولتمضي عزم كأحد ممثلي الحراك بمباركة شعبية، ستدعمها، وتدعم كل حر وكل المبادرات والحركات الشبابية الحرة التي ستسود بالساحة السياسية الجديدة، لتحقق مطالب الحراك الذي بدأ حراكا وغدى انتفاضة شعبية وسيختتم له الأمر نهضة شاملة، عزم ومثيلاتها على نهج واحد، ستمارس السياسة النزيهة، وتهيأ الجو للأجيال القادمة، لتمارس السياسة خدمة للوطن والشعب لا خدمة للمصالح الخاصة والأجندات المتعددة، ويبقى ربيع الجزائر * الربيع المعجزة* معجزة حررت الإنسان والوطن بالسلم والمرحمة لا بالدم والملحمة بشهادة التاريخ والزمن.