بقلم: محمد زتيلي
تعتبر الفنانة المسرحية الكبيرة الراحلة صونيا من بين الفنانين القلائل جدا الذين احتكوا منذ سنواتهم الأولي بالحركة الأدبية وخاصة بالوسط الأدبي‘ فقد كانت السنوات الأولي للسبعينات هي الفترة التي بدأت أقتحم فيها الجزائر العاصمة والبحث عن الأسماء الأدبية التي بدأت أتعرف عليها من خلال ما ينشر في الصحافة‘ فقد كان حضوري كطالب جامعي في السنة الثانية بجامعة قسنطينة في ملتقي الفكر الإسلامي بنادي الصنوبر عام 1973‘ قلت‘ كان هذا فتحا كبيرا قمت به من دون مرافقة أو مساعدة لمدينة العاصمة‘ ومثلما آقتنعت في بداية شبابي پأن العاصمة هي من تصنع الشهرة او تساعد علي ذلك‘ فإنني مازلت حتي اليوم رغم تطور وسائل الإتصال المختلفة مقتنعا بأن العواصم هي من تعطي للمثقفين والفنانين والإعلاميين الفرص الأوفر لذلك. لهذا ومنذ تلك الأعوام صارت رحلاتي إلي العاصمة لا تنقطع‘ وكنت أول ما قصدت بحثا عن الأدباء مقهي اللوتس بساحة أودان بوسط العاصمة وهناك التقيت بجل الأسماء الأدبية ‘ فقد بدأ اسمي ينتشر من خلال مانشرته عام 1970 بالمجاهد الأسبوعي من محاولات وخاصة ما نشره لي الشاعر الكبير محمد بلقاسم خمار عام 1971 في صفحة ” في دروب الشعر” التي يشرف عليها‘ كما كان يشرف الراحل الطاهر وطار على صفحة ” في دروب القصة” ‘ وكلتا هما بجريدة الشعب. ولأن الكلام يدور حول الفنانة صونيا فقد كان الأدباء الأصدقاء أحمد حمدي‘ وعبد العالي رزاقي ومحمد الصالح حرزالله هم من عرفوني بالفنانة صونيا من خلال مرافقتها لمجالسهم الأدبية‘ وهؤلاء ظلت علاقتها بهم في مراحل ومواقف مفصلية في حياتها الشخصية‘ فضلا عن علاقاتها الثقافية المتعددة بغيرهم من المثقفين‘ أما أنا فقد حدث وأن طلب مني الطاهر وطار مرافقته مع فؤاد نجم لشرب قهوة في بيت الفنانة صونيا ‘ وكان ذلك عام 1984 ان لم تخنني الذاكرة‘ وذهبت معهما إلي بيتها بميسونييه وشربنا قهوتها ودار كلام دونته في مقالة في رثاء الشاعر الراحل فؤاد نجم ومنشورة في الصحافة وجمعتها من بين ماجمعت في أحد كتبي.
وبعدها بسنوات وعندما صرت مسيرا في قطاع الثقافة توطدت علاقتنا حيث كرمتها بولاية سطيف وخاصة بعد ان صرت مسيرا في مجال المسرح حيث تقاربت آراؤنا وتلاقت تحليلاتنا ولم يكن ذلك بالأمر المقبول والسهل وسط محيط يتميز بالشللية والحسد والغيرة وحب تحطيم كل فنان يمتلك مواهب غير عادية‘ وسوف أعود الي مواقف وتفاصيل ‘ والله المستعان.