حاول كاتب الدولة المكلف بالانتاج  الثقافي سليم دادة من خلال منشور له، بعد الحملة الشعواء التي طالته ،تفكيك لغز  الحملة التهجمية التي طالته عقب دفاعه عن الرسومات الجدارية الفنية التي طالتها ايادي المخربين ،وبالخصوص جدارية ساحة بن بولعيد بالجزائر العاصمة .

وبين سليم دادة في بيان له ،السند القانوني الذي يجرم تخريب الممتلكات العمومية والأعمال الفنية المحفوظة، كون أن الجدارية الفنية بساحة بن بولعيد والتي قام بزيارتها رفقة رئيس بلدية الجزائر الوسطى في 20 ماي الفارط عقب تعرضها للتخريب،هي جدارية تم تزيينها سنة 2012، وقد استغرق إعداده حوالي عامين (2) إلى أن تم انجازه ما بين 6 إلى 15 نوفمبر 2014. وقد جاء كنتيجة لسلسلة من الأبحاث والاجتماعات قامت بها منصة “الحوارات عبر الثقافات”Dialogues Trans-Culturels في كل من الجزائر (2013) وتونس (2013) وبرلين (2014) وتيسالونيكي (2014)، وهو ما يعني أن الرسومات لا علاقة لها  بالماسونية والرموز والطلاسم، او كما جاء في الكثير من الادعاءات.

فالمشروع حمل اسم DJART’14 (الجزائر-فن 2014) وهو أول حدث دولي تنظمه منصة “الحوارات عبر الثقافات TCD “، حيث جمع فيها الفنانين الشباب والناشطين والمبتكرين الثقافيين من دول مختلفة في منطقة البحر الأبيض المتوسط الذين عملوا على تنظيم مشاريع ثقافية وفنية لتعزيز الممارسات في الفضاء العام ومعالجة القضايا الاجتماعية والثقافية المعاصرة من خلال العمل التشاركي. القاسم المشترك لهذه المبادرة يبقى هو الحاجة الإبداعية لإنشاء منصة وفضاء تواصل بين الناس والأفكار والتفكير النقدي والانعكاسي، بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتبادل الدولي.

ليضيف دادة مستنكرا ،أن هذا المشروع  هو النسخة الأولى من بينالي ثقافي دولي متعدد التخصصات أقيم في الجزائر، نظم من قبل منصة “الحوارات عبر الثقافات TCD” وعديد الجمعيات الثقافية الجزائرية المعتمدة كجمعيات “سايكا” وChrysalide وArtissimo، بالشراكة مع الجمعية الإسبانية Jiser من برشلونة، بدعم من وزارة الثقافة (Ddpa) والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي Aarc، مع تصريح بالنشاط من قبل بلدية الجزائر الوسطى. العديد من المؤسسات الوطنية والأجنبية في الجزائر ساهمت بدورها في دعم هذا المشروع، كالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة Onda، الخطوط الجوية الجزائرية، مؤسسة النقل الحضري Etusa، السفارة الهولندية، السفارة الأمريكية، معهد غوته الألماني ومعهد سيرفتنيز الاسباني والمعهد الفرنسي وكذلك بعض الخواص.

هذا وتعرض سليم دادة لهجوم شرس ،كونه دافع عن هذه الجداريات الفنية منذ تاريخ معاينته (بصفته كاتبا للدولة مكلفا بالانتاج الثقافي) في 20 ماي الجاري للتخريب الذي  طال جدارية “ساحة بن بولعيد” بالجزائر العاصمة رفقة رئيس بلدية الجزائر الوسطى ، بعد انتشار فيديو يوم 18 ماي يوثق الحادثة الذي استنكرتها علنيا في حينها.

كما لا تعتبر حادثة تخريب جدارية ساحة بن بولعيد الأولى من نوعها ،اذ تم من قبل منها ،ما طال صور الشهداء من تشويه أمام متحف علي لابوانت بقصبة الجزائر، ، كذلك الأمر بالنسبة لشطب الحروف العربية من على اللافتات في بعض مناطق الجزائر، وهو ما اعتبره كاتب الدولة ، خارجا عن نطاقه ولا علاقة لوزارة الثقافة بها، بل هي من صلاحيات أجهزة الأمن والجماعات المحلية.

ليؤكد سليم دادة ،في السياق ذاته ،على موقفه الرافض تماما لكل علامات التخريب والتشويه التي تطال المعالم الثقافية او الممتلكات العمومية وبالأخص تلك التي تمس بهوية الجزائريين بمختلف مشاربها ومكونتها.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *