يعتبر العديد من المتابعين للوضع الجزائري أن المظاهرات السلمية التي تشهدها البلاد شيء ايجابي ، ويدل على تحضر المجتمع و ارتفاع نسبة الوعي عند الشباب ، بالمقابل يرى خبراء اجتماعيون و سياسيون أن الشارع و السلطة و الشعب معادلة لا يمكن التحكم فيها ، كما أن الحراك ليس متغير ثابت بل غالبا ما يسير في وتيرة متنامية لا يمكن التنبؤ بآخر مسارها.
و في هذا السياق، قال الخبير و الدكتور في علم الاجتماع نور الدين بكيس أن الحزائر أمام معادلة صعبة تتمثل في غياب وسيط بين السلطة و الشعب لهذا فالنظام اليوم مطالب باتخاذ قرارات جريئة لتهدئة الشارع قبل فوات الأوان، و الطريق الذي تتبعه السلطة حاليا و طريقة تعاطيها مع الحراك الشعبي فهي تؤكد للجزائرين و كأنها تقول لهم “ليس امامكم سوى الشارع” كوسيلة للتغيير ، فالجزائري اليوم حسب بكيس يجمع بين الأمل والخوف ،فمن جهة يطالب بالتغيير و من جهة أخرى خائف على أبنائه بسبب التجربة الأليمة التي مر بها.
و في ظل عدم التجاوب مع المسيرات التي يطالب فيها الشعب ، بعدول الرئيس عن الترشح ،أكد دكتور العلوم السياسية محمد لعقاب أن سلمية المسيرات ليست دائمة إلى الأبد خاصة في ظل وجود عدم استجابة للمطلب الرئيسي وهو عدم ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة.
وبخصوص دور الفايسبوك وعلاقته بتنظيم المسيرات ،قال لعقاب أنه لا يستبشر خيرا مما ينشر على هذا الموقع، كون أن الحراك في تصعيد مستمر مادام رواد الفضاء الازرق ينادون بالعصيان المدني .
من جهته اكد بكيس ، أن الحراك يشهد تطورا هاما خاصة وانه يجمع مصالح شعب باكمله ، وعلى نقيض لعقاب ،قال بكيس أن عوامل الخوف لدى الجزائري تجعله يبتعد عن العنف الذي افضى بخراب دول عربية مثل سوريا وليبيا مؤكدا أن الجزائريين اليوم يعشيون حالة من الارتباك بسبب غياب المعلومة الصحيحة ،وعليه يضيف دكتور علم الاجتماع ،ان هذا الحراك سينتج شخصية جديدة للجزائري لا يمكن التنبؤ بما ستفرزه ،وعليه لا يجب تجاهل هذا الحراك الشعبي بل لا بد من تعاطيه ،خاصة وان الرهان الذي يعول عليه الشباب الجزائري اليوم هو الشارع فقط .