بعد مرور أكثر من عام على الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر ومدريد لا يزال الغموض سيد الموقف حول مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
في ظل استمرار الأزمة التي باتت تلقي بتداعياتها على العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين لاسيما على الاقتصاد الاسباني الذي تكبد خسائر كبيرة وبالأخص في مجال الطاقة.
وكان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، قد كشف عن محاولته إطلاق وساطة مع جامعة الدول العربية في محاولةٍ جديدة تسعى حكومة سانشيز إلى إعادة العلاقات مع الجزائر إلى وضعها الطبيعي. إلا أن هذه المساعي عادة ما تصطدم بموقف جزائري رافض إلى تفاوض حول تغير الموقف الاسباني من القضية الصحراوية.
الوساطة لن تجدي نفعاً
يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة تيسمسيلت، الجيلالي كرايس، أن بلاده واضحة في مواقفها التي تخص العلاقات الدبلوماسية التي تحكمها بمختلف الدول لاسيما مع إسبانيا التي تربطها علاقات تاريخية قائمة على الاحترام المتبادل، كما تجمعها علاقات تجارية قوية، وأخرى أمنية متعلقة بمكافحة الجريمة والهجرة غير الشرعية.
وأكد المحلل السياسي في تصريح خص به “الصباح الجديد” أن توجيه الخارجية الاسبانية البوصلة نحو الجامعة العربية لطلب الوساطة سيكون مآله الفشل، مشدداً على انها لن تُجدي نفعا في الوقت الراهن بسبب التصلب الاسباني وتمسكه بمواقف.
وأوضح ذات المتحدث بالقول، “إن مدريد تريد أن تقبل الجزائر بالوضع الجديد وبالموقف الاسباني الجديد دون تقديم أي تنازلات وهذا ما يعني بالنسبة للجزائر عدم جدوى أي حوار او تفاوض أو وساطة، وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه الجزائر عندما عرضت عليها الوساطة بينها وبين المغرب لذلك – يضيف المتحدث- أن كل ما يضر مصالح بلاده هو غير قابل للنقاش.
الجوكر الطاقوي
وأشار كرايس، إلى أن استمرار الحرب الروسية الأوكرانية سيزيد من دعم الموقف الجزائري اتجاه مدريد، وربما سيجب اسبانيا على تغيير موقفها في النهاية، فليس هناك – بحسبه – ما تربحه من اصطفافها إلى جانب المغرب، لكنها ستخسر الكثير بسبب علاقاتها المتشنجة مع الجزائر.
وختم بالقول: “ربما ستخسر معها أوروبا أيضا وهذا ما سيحكم تطور الأزمة الجزائرية الإسبانية في المستقبل، حيث تعتبر ورقة الطاقة بمثابة الجوكر الذي ما إن يتحرك حتى يعيد ترتيب الأولويات والصدقات والتحالفات.
يشار إلى أن ألباريس كان قد التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية وجميع السفراء العرب بحسب ما كشف عنه في حوار خاص مع صحيفة “إسبانيول” الإسبانية، دون أن يكشف عن أي تفاصيل جديدة حول مسألة عودة العلاقات بين مدريد والجزائر.