بقلم: محمد زتيلي
الكاتب يكتب دون أن ينفق فلسا واحدا‘ عدا جهده متكئا على معرفته وتجربته ونبضه وحلمه‘ وهي أشياء تطلع من ذاته بدون دفع فلس واحد‘ وهو يتوقف كلما شعر بالتعب ليرتاح ثم يعود إلى عالمه الذي يريحه أكثر من أي شيىء‘ وقد يتسلى قليلا‘ أو يشرب زنجبيلا ويدخن ما تيسر له. كما أن الكاتب وهو مستسلم لهوس الحروف والكلمات مشدود إلى متعتها لا يملأ ذهنه وروحه سوي نشوته بإنجاز ما هو ثمل بها متحلل في تفاصيلها‘ فلا مال ولا شهرة ولا جوائز تسكنه خلال الكتابة‘ فإن سكنته وشغلته قللت من روعة وجمال ما يكتبه.
لكن الناشر تاجر حتي لو كان كاتبا ‘ ومعظم الناشرين لا علاقة لهم بالكتابة وفي أحسن الأحوال هم قراء‘ لهذا فالناشر كتاجر محكوم بتفكير الحسابات وإن آدعي بعضهم غير ذلك‘ لأن الناشر التاجر هو القادر على الأستمرار وتحقيق الأهداف ونجاحه في هذا مرغوب من طرف الكاتب الحقيقي لأنه وسيلته للوصول إلي القراء ‘ فنجاح الناشر سبب في نجاح الكاتب الحقيقي.
اليوم ليست هناك قواعد واضحة وليس هناك فضاء يشجع علي نجاح الناشر والكاتب معا ‘ فدور المركز الوطني للكتاب غائب أو مغيب وشركات التوزيع منعدمة وما هو موجود ضعيفة وغير محترفة وتنقصها المغامرة الإقتصادية لأن الفضاء العام التشريعي معاد للكاتب والكتاب.