بقلم:محمد ساري
استمعت هذا الصباح إلى حديث وزارة التربية الوطنية في القناة الثالثة عن تدعيم تدريس اللغة الأمازيغية في الدخول المدرسي المقبل، وما لفت انتباهي هو إجابتها عن سبب نشر الكتاب بالحروف الثلاثة : حرف التفيناغ ، العربي واللاتيني. وكان جوابها: نحن ننتهج سياسة براغماتية أي نترك منطقة القبائل تستخدم الحرف اللاتيني ومنطقة الشاوية وبني ميزاب الحرف العربي والتوارق حرف التيفيناغ.
تساءلت: ماذا سيكون مصير اللغة الأمازيغية بعد قرن وربما أقل من الآن؟
هل سنكون أمام ثلاث لغات أمازيغية، كل واحدة بحرفها وقاموسها ونظامها؟ هذا إذا اجتهدت كل منطقة في تطوير وترقية لغتها وكتب أهلها بها وأبدعوا نصوصا فكرية وأدبية وعلمية ما يجعلها تتحول فعلا إلى لغة كتابة وقراءة كغيرها من اللغات.
التوقع الكبير أنّ بني مزاب ، وبنسبة أقل الشاوية، وحتى منطقة شنوة، لن يقوموا بالمجهودات المطلوبة لتطير لغتهم المحلية كي تتحول فعلا إلى لغة مكتوبة في المجالات الثقافية والفكرية والمعرفية عامة.
ولكن الأكيد أن أمازيغ منطقة القبائل، ونظرا للمجهودات الكبيرة المبذولة إلى حد الآن في مجال الكتابة الإبداعية والترجمة من لغات أخرى، ستطور القبائلية وتطعمها بألفاظ من الأداءات الأخرى ومن اجتهاد لغوي مخبري، هي اللغة ألأمازيغية لمستقبل الأمازيغ، وربما عرفت مآل لغات أخرى كانت لغة محلية لقبيلة ما ثم اعتنقتها سلطة قوية (سياسية أم بفعل نص قوي كما حدث للكوميديا الإلهية التي كتبها دانتي باللاتينية المبتذلة يعني الدارجة أو العامية أو الشعبية وصارت من الزمان هي اللغة الإيطالية) وجعلت منها لغة إقليم ما مثلما حدث للغة قريش مع العربية، ولغة باريس وضواحيها (جزيرة فرنسا) واللغة القشتالية لمدريد وضواحيها، وأمثلة أخرى.
هذه مجموعة تساؤلات و توقعات وقراءات للنقاش الذي أتنماه هادئا علميا وتاريخيا بدون مزايدات ولا اتهاما ت مجانية.