بقلم : إبراهيم قارعلي

مما يروى في الحديث الشريف قول النبي الكريم أن العلم لا يُقبض انتزاعاً وإنما يُقبض بموت العلماء ، فإذا لم يبق عالم ، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا ، وأضلوا ، ومما ورد كذلك من كلام النبوة أن موت قبيلة أيسر من موت عالم !.

ومما يحكى في كتب التراث القديمة ، أن الشياطين قد جاءت إلى أبيها إبليس فقالت له : مالنا نراك لا تفرح بموت الآلاف من العبّاد ، فكيف لا تفرح بموت ألف عابد يعبد الله في الليل والنهار ويسبّح ويهلل ويصوم ويتصدق ، ولكنك فقط تفرح عندما يموت واحد من العلماء . ضحك إبليس من الشياطين وقال لهم مهلا رويدكم سوف أكشف لكم سبب فرحي بموت عالم واحد بينما لا أفرح بموت آلاف من العابدين ، فمشى إبليس بالشياطين إلى عابد فسأله : أيها الشيخ هل يقدر الله أن يجعل السموات في جوف بيضة ، قال العابد : لا ، وهذا كفر بالله ، ثم ذهب بهم إلى عالم فسأله : هل يقدر الله أن يجعل السموات في بيضة فقال العالم : نعم ، قال : كيف ؟ قال : إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له : كن فيكون ، فإذا قال للسموات : كوني في جوف بيضة كانت ، فقال إبليس وهو يخاطب الشياطين : انظروا الفرق بين العابد الجاهل وبين العالم المؤمن !!..

لقد أصبح الناس في زمن الوباء يموتون في كل يوم بالعشرات بل بالمآت وبالآلاف ، ومنهم آلاف العابدين ، وها قد قبض الله روح الأستاذ عيسى مقارى ، وأظنه أحد أولئك العلماء الذين يقبض الله العلم بموتهم ، ولذلك فإنني حزين وحزين جدا لفرح إبليس !!!…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *