بقلم : محمد الصالح حرز الله
منذ سنوات عديدة ونحن نتكلم عن الثروات البديلة للمحروقات،لأنها ثروة زائلة تتعرض إلى عديد الأزمات،بفعل تحكم الدول العظمى في أسعار النفط و مما يجعله إقتصديات الدول المنتجة لهذه الثروة تتعرض في كثير من الحقب إلى أزمات اقتصادية حادة،لأنها لم تهيئ نفسها لمواجهة هذه الأزمات بخلق بدائل أخرى تكون سندا أساسيا لاقتصادياتها وتسهم بشكل فعال في رفع مداخيلها من العملة الصعبة والناتج الداخلي الخام.
والجزائر واحدة من البلدان التي تعتمد بشكل يكاد يكون كليا على عائدات النفط وتدرك بعمق أهمية تنويع المداخيل لكنها لم تأخذ المسألة بشكل جاد وقد ضيعت عديدة الفرص التي تجعل اقتصادها قوي لا يتأثر بالأزمات والصدمات النفطية.
من هذه الفرص،مثلا مشروع ديزيتك الألماني الذي اقترح منذ بسنوات عديدة لكنه لم ير النور الذي بل الأدهى و الأمر أن هذا المشروع الكفيل بتزويد أوروبا بالطاقة الشمسية قد جسدته المغرب وهو يوشك على بداية إنتاج الطاقة الشمسية البديلة.وقبلها كنا قد ضيعنا أيضا مشروع مصنع بيجو ومصنع رونو للسيارات اللذين جسدتهما المغرب أيضا،بينما اكتفينا نحن بتركيب سيارة سانبول الممنوعة من السير في أوروبا.
وما دمنا نتكلم عن الجانب الصناعي،قد قمنا بالقضاء على عديد المؤسسات الصناعية التي كانت مشهورة بمنتوجاتها الجيدة مثل صناع الجلود والأحذية والأواني المنزلية مثل بي س ار …والصناعة وصناعة الدراجات وغيرها.وعوض أن نقوم بتطوير الموجود منها كما وكيفا تخلينا عنها او تنازلنا عنها او أهملناها.
و ما قيل عن القطاع الصناعي ينطبق أيضا على عديد القطاعات الأخرى وخاصة على القطاع السياحي الذي كان يمكن أن يكون رافد مهما لزيادة الدخل القومي وخلق مناصب العمل والقضاء على البطالة.
وما يؤسف له أن المركبات السياحية الموجودة حاليا تتعرض لتدهور والتلف أما القطاع الفلاحي وهو الأهم كان يمكن أن يحقق لنا الاكتفاء الذاتي وأمننا الغذائي إضافة إلى تطوير الصناعات الغذائية التي تسهم في زيادة مداخلينا من العملة الصعبة ناهيك عن القطاعات الأخرى التي تسهم بشكل كبير في خلق الثروة مثل الصناعات البتروكيميائية التي بقية تراوح مكانها دون تطوير.
وأخيرا وليس آخرا لا ننسي الثروات الباطنية التي تزخر بها البلاد كل الحديث والفوسفات والفحم والذهب والنحاس والرخام والغاز الصخري وغيرها من الثروات وهذا دون أن ننسي الاستثمار في التكنولوجيات الحديثة و تطوير البرامج والمناهج والتعليم والبحث العلمي،ولعل أهم هذه الثروات هو الاستثمار في الإنسان صانع كل الثروات.
ملاحظة:نشرت في مجلة الاقتصادي العدد 11 يوم 15 ماي 2016