أكد عادل لحبيب،رئيس جمعية الأنيس لتنشيط الشباب بالحراش،لموقع “الصباح الجديد”،أن الجمعية تعمل على جمع الشباب والأطفال في فضاء واحد،كما تضم الجمعية مختلف الطاقات والمواهب لصقلها و تنميتها و توجيهها،فهي تستقبل الشباب و تكونهم في شتى المجالات و مختلف الاختصاصات.
حاورته:مريم ـ بورماد
حدثنا السيد عادل لحبيب عن جمعية الأنيس لتنشيط الشباب،وما هي أهدافها؟
الأنيس هي جمعية شبابية،وهناك عدة أسباب لتأسيسها فهناك سبب حضاري و اجتماعي،وخصوصا احتياج الشباب لفضاء يجمع مختلف الطاقات،حيث جاءت الفكرة من طرف شباب و طلبة كانوا يبحثون عن فضاء يجمع الشباب والأطفال بشكل عام،ويكون في مستوى تطلعاتهم، حيث يجدون فيه مبتغاهم من الأنشطة و البرامج في مختلف مجالات اهتمامهم،فقمنا بتأسيس جمعية الأنيس لتنشيط الشباب بتاريخ 29 مارس 2011،لتكون إضافة للعمل الجمعوي على مستوى ولاية الجزائر العاصمة،وبالتالي تحقق ما يطمح إليه الشباب.
ومن خلال الاسم تتضح بعض المعالم و الأهداف،فالأنيس لتنشيط الشباب تسعى إلى دفع و تقييم مختلف الأنشطة في شتى المجالات،العلمية، الإبداعية،السينمائية و الإعلامية والمسرح وغيرها،وهذا من خلال النوادي التي تتوفر عليهم الجمعية و هم 16 نادي،لتلبية أهم احتياجات
ورغبات الشباب المقبلين و الوافدين على الجمعية.
لماذا اخترتم هذا الاسم الأنيس لتنشيط الشباب؟
كما يقول علماء الاجتماع،كل إنسان يأخذ نصيبا من اسمه،ولأن الأنيس في معناه من الأنس و التي تعبر عن الألفة و المحبة،أردنا من خلال التسمية أن الشباب المتوافد على الجمعية يأنس بنا و نحن نأنس بما نقدم لهم من أنشطة و برامج.
حدثنا عن نشاطات الجمعية ؟
الجمعية متنوعة بتنوع أنشطتها،فنحن نشتغل بنظام النوادي الذي يتمثل في فضاءات متنوعة و مخصصة لمختلف التكوينات و النشاطات،على غرار نادي المنشطين الذي يهدف إلى احتضان فئة الشباب و تلقينهم فنيات
وتقنيات التنشيط،بما فيها التنشيط الرسمي،وكذا تنشيط الاحتفالات
والملتقيات.وأيضا نادي المسرح و الذي يضم قسمين حيث خصصنا واحدا للكبار،وآخر للصغار،وقامت الجمعية بعدد معتبر من المسرحيات التي شاركنا بها و جالت مختلف الولايات،وتتوفر الجمعية على نادي الطلبة
والدعم المدرسي و هو مخصص لهم و نوفر لهم من خلاله الكتب
والإمكانيات التي من شأنها أن تساعدهم في مشوارهم الدراسي،وأؤكد على المجانية،لأن عملنا هو عمل مجاني بحث و ليس تجاري،فالتجارة لها فضاءات أخرى،كما تتوفر الجمعية على نادي المهرجين الذي نعكف من خلاله على تكوين مهرجين ليشتغلوا مع المدارس و المستشفيات التي يتواجد بها الأطفال،ونحن نقوم بتنظيم زيارات لهم في مختلف المناسبات
وعلى مدار السنة،وهناك نادي آخر المحبوب جدا و الذي يلقى إقبالا كبيرا ،وهو نادي السمعي البصري و معظم المنخرطين فيه هم من هواة التصوير سواء الفوتوغرافيا أو الفيديو،فالنادي يقدم دورات متخصصة في التصوير والمونتاج و إعداد البرامج و تقديمها و كل ما له علاقة بهذا المجال،وكذلك نادي الدراسات و البحوث و أنا شخصيا أعتبره أهم نادي في جمعيتنا،من خلال الاستبيانات التي نقوم بها،إما عن طريق صفحتنا عبر الفايس بوك أو موقعنا على الانترنيت أو المواقع على مختلف منصات التواصل الاجتماعي،نقوم بين الحين و الآخر بإطلاق استبيانات التي نعرف عن طريقها احتياجات المنخرطين أو الشباب المتواجدين على مستوى بلديات الجزائر العاصمة،ونوفر لهم دورات تأهيلية متخصصة بالتنسيق مع أساتذة أو دكاترة أو متخصصين في المجالات المقترحة للتكوين.
ويضيف السيد عادل لحبيب،للمرأة حضها في جمعيتنا،فهناك نادي للنشاطات النسوية،والذي يستقبل المرأة بشكل عام من مختلف الفئات العمرية،فيوفر لهم تكوينات فهناك ورشة لتعليم فن الخياطة و الطرز
والحياكة،و الأشغال التزينية اليدوية،وهناك قسم للأمهات لتعلم اللغة العربية وقسم محو الأمية.
حققت جمعية الأنيس تفاعلا و تجاوبا و إقبالا من طرف الشباب هذا ما لاحظناه عبر صفحات التواصل الاجتماعي،ما سر ذلك؟
طبعا صفحتنا تعتبر من الصفحات التي تلقى تفاعل كبير من قبل الشباب، يرجع ذلك إلى القائمين على الصفحة لأنهم شباب و يعرفون احتياجات شريحتهم و كذا التنوع في الصفحة بين الثقافي و التربوي و العلمي و أحيانا الفكاهي و الأهم فإن الصفحة محدثة دوما، فبمجرد استلام رسالة أو استفسار يتم الرد مباشرة، هذا ما جعل حركية موجودة على صفحتنا.
تألقت جمعيتكم بشكل لافت، ألا تعتقد أن ذلك سيجعل ضغط عليكم؟
حقيقة الجمعية خلال خمس سنوات الأخيرة استطاعت أن تحجز لها مكانا بين الجمعيات المتواجدة على مستوى الجزائر العاصمة،وفي سنة 2015 تحصلنا على ذرع أحسن جمعية شبابية على مستوى الجزائر العاصمة من طرف وزارة الشباب و الرياضة.وهو فخر لشباب العاصمة عامة و شباب الجمعية خاصة،أما فيما يخص الانتقادات فنحن نستقبلها بصدر رحب،ونميز بين نوعين منها فالنقد من أجل النقد نحن في غنى عنه فلا نعيره اهتماما فهو ينقص من عزيمة الشباب أما منها التي تحمل طابع النقد البناء،الذي يهدف إلى تبيان بعض النقائص التي تحدث أثناء تأدية مهام أو نشاطات،ويساعدنا لتدارك هفوات أو أخطاء و تصحيحها.
ونحن نقوم بشكل دوري بعد كل نشاط أو بشكل ثلاثي نقوم باجتماع لشباب الجمعية من مؤطرين و غيرهم لتقييم النقائص و تداركها و الخروج بتوصيات لنشاطات أخرى.
والجمعية ترحب بكل الآراء التي تفيد العمل الجمعوي و تسعى لترقيته
وتطويره،لاسيما أن هناك تحديات كبيرة لاستقطاب الشباب و تنمية قدراتهم وتطويرها بالمقابل الحد من مختلف الآفات الاجتماعية و تجاوزها.
قمتم مؤخرا بدورة تكوينية في الإعلام و الاتصال، حدثنا عن هذه المبادرة، الأجواء و الإقبال، و ما الهدف منها؟
قام نادي الدراسات و البحوث باقتراح هذه الدورة التي وجدها من بين احتياجات الشباب المنخرطين في الجمعية،وكذلك شباب عبر مختلف بلديات العاصمة،فقررنا إجراء دورة تكوينية في الإعلام و الاتصال، لصالح شباب من مختلف التخصصات،وتلقينا عدة طلبات للاستفادة من الدورة لكن كانت هناك ضوابط معينة لانتقاء المستفيدين من الدورة،حيث كانت الأولوية للطلبة في مجال الأعلام و الاتصال،والمهتمين بمجال الإعلام وقام بتأطير الدورة أساتذة و دكاترة و مؤطرين و مختصين في المجال خلال 3 أيام والدورة تطبيقية فهي تساهم في إثراء معارفهم، فحاولنا من خلالها المزج بين التحرير الصحفي و تقنيات الاتصال مرورا بالتقديم التلفزيوني و التصوير و الإخراج الصحفي.
ورغم الوقت القياسي الذي أجرينا فيه الدورة إلا أننا لاحظنا تجاوبا كبيرا من قبل الشباب و أبدوا استحسانهم لمثل هذه الدورات التي تتيح الفرصة لهم.
والهدف منها هو تحقيق رغبة الشباب الطموح لولوج عالم الإعلام و تنمية مكتسبات الشباب و تنميتها و تطوير معارفه و ترقيتها و معرفة مختلف التقنيات الحديثة في هذا المجال.
حدثنا عن قافلة الذهبية متى و أين ستقام؟
أنشطتنا ليست مناسباتية،وتقام على مدار السنة و بالنظر إلى احتياجات الشباب و اقتراحات رؤساء النوادي المتواجدين على مستوى جمعيتنا،
وتعتبر قافلة الرمال الذهبية،واحدة من أهم الأنشطة التي ستنظم في نهاية هذا الشهر،يمكننا القول أنه مخيم جزائري دولي يستفيد منه حوالي55 شاب من الجزائر العاصمة كما قمنا بدعوة شباب من بعض الدول الصديقة على غرار،تونس و تركيا و لبنان و بلجيكا و ألمانيا و السويد.
فهؤلاء الشباب الذين يلتقون و يعيشوا مع بعض لمدة أسبوع كامل لهذا سميناها قافلة الرمال الذهبية في رحاب الطاسلي،وهذا النشاط يهدف إلى التعرف على الجنة المتواجدة بالجنوب الجزائري،والتعريف بمختلف عادات و تقاليد أهل المنطقة،والشيء الجميل في هذه القافلة أنها متنوعة ليست سياحية فقط،بل شبابية و تطوعية حيث هناك برنامج لتوزيع مساعدات طبية وعينية لفائدة أهلنا في مدينة جانت تحديدا و خاصة البدو الرحل و تجهيزات طبية على غرار آلات قياس السكر،وضغط الدم،وكذلك الأدوية لبعض الأمراض المزمنة،ومساعدات أخرى من كتب و أدوات مدرسية و غيرها و كذلك أفرشة و أغطية.
ما هي الصعوبات التي واجهتكم أو تواجهكم في الجمعية؟
إلى أجل قريب كان أهم عائق لدى الانيس و لدى مختلف الجمعيات هو وجود فضاء قار للعمل و النشاط و الالتقاء،لكن بفضل الله عز وجل نحن الآن بصدد وضع الرتوشات الأخيرة على مقر الجمعية،ومن خلالكم أتوجه بالشكر إلى والي ولاية الجزائر العاصمة السيد زوخ و مدير الشباب
والرياضة و الترفيه على توفير هذا الفضاء للجمعية،بعد عناء 7 سنوات،من الأنشطة الكبيرة و الهادفة و التي شملت كل بلديات الجزائر العاصمة وهي 57 بلدية و 13 دائرة فعلى مدار السنوات كانت جمعيتنا حاضرة و واصلت مسيرتها و ستواصل بإذن الله، من خلال هذا الفضاء المتميز للأنيس.
كيف تنظرون إلى مستقبل الجمعية،وماهي تطلعاتكم ؟
جمعيتنا فتية بشبابها و سنعمل لترقيتها،كانت خطتنا و إستراتجيتنا الأولى في السنوات الأربع الأولى هي التركيز على المحلية، يعني عملنا على تقوية نشاط الجمعية على مستوى الجزائر العاصمة عبر مختلف الدوائر والبلديات المتواجدة فيها،والذي نأمله خلال الأربع سنوات القادمة و نحن على مقربة من موعد إعادة هيكلة الجمعية،وإعادة انتخاب رئيس جديد للجمعية خلال الأسابيع المقبلة،فخطتنا الاستراتيجية 2018إلى 2022 أن الجمعية تتوسع لتصبح جمعية وطنية.